الصحفيون وإفلات قتلتهم من العقاب |
رأي الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب باسم الشيخ |
النـص :
أبدت اليونسكو قلقها مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة لمناسبة اليوم العالمي للافلات من العقاب فيما يخص الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في أنحاء العالم لتذكّر بالوضع العراقي الذي وصفته بالمقلق بعد احصائها اكثر من (600) دعوى قضائية أقيمت العام الماضي طالت صحفيين عراقيين من أجل ملاحقتهم وترويعهم وتكميم افواههم لمنعهم من نقل الحقائق وكشف ملفات الفساد وسواها. اللافت للنظر أن هذه المناسبة مرت مرور الكرام ولم تستوقف بشاعتها الجهات القطاعية المعنية ولا حتى الصحفيون أنفسهم ، حيث اتخذت نقابة الصحفيين الصمت وكأنها غير معنيّة بهذه الإحصائية الكبيرة ، فيما لاذ بالصمت رؤساء تحرير الصحف ومدراء القنوات الفضائية ومقدمو البرامج من أصحاب الأصوات العالية ولم يجرؤ أحد منهم إبداء رأي أو إظهار امتعاض أو حتى امتلاك الشجاعة لتناول المناسبة وما صدر عن اليونسكو من تقرير للوقوف على الأسباب ومعالجتها باعتبارهم المعنيين قبل غيرهم في هذا الملف. تجاهل الذكرى وعدم ايلائها الاهتمام الذي تستحق يعكس ضعف دور الصحافة لدينا بعد ان تم تدجينها وترويضها لتبدو بهذا الخنوع وهذا الاذلال ، فلا يمكن تفسير هذا الصمت إلا بأمرين الأول هو ان النخب الإعلامية والجهات القطاعية تماهت مع السلطة ولم تعد معنيّة بالحريات الصحفية على قدر تعلق الأمر بمصالحها ومنافعها وبذلك تخلت عن دورها في التشخيص والنقد وطرح الحلول وليس بالضرورة أن يعتمد استعداء السلطة التنفيذية ومناهضتها ، ولهذا صار الإعلامي يقف بمواجهة أصحاب القرار المتغولين لوحده ، وليس له من امل الا السلطة القضائية التي باتت السد المنيع الذي يقف بوجه تغول الآخرين على الحريات وهي وحدها التي تضع حداً لهم وهو دور كبير يستحق الإشادة . أما الأمر الثاني فيفسر على أن النخب تعاني من مشكلة الازدواجية بين المصلحة الذاتية والدور العام ويبدو أنها غالباً ما تخشى ان تفقد مكاسبها أو تؤثر على وضعها فارتضت أن تكون اما ممثلاً فاشلاً لمصالح العامة أو كومبارس في بلاط صاحبة الجلالة ، حتى غدت أغلب القيادات الإعلامية والمنتمين إلى ما يسمّى النخب الإعلامية ، بلا موقف ولا هوية ، إذا لم نقل أصبح يرتضي على نفسه ان يكون تابعاً ذليلاً. أكتب عن هذه المناسبة وأنا أتذكر أمثلة صحفية كبيرة بدءاً من الجواهري وموقفه من عبد الكريم قاسم وعبد العزيز بركات نقيب الصحفيين منتصف الستينات وكيف غيبه نظام صدام في أحواض تيزاب قصر النهاية والصحفي الشجاع ضرغام هاشم الذي قال للدكتاتور في عز جبروته لا أسمح لك ان تسيء إلى أهلنا العراقيين في الجنوب ، رحمهم الله جميعاً واعاننا على ما نراه اليوم من قلب وتزييف وتشويه لمهنتنا العظيمة.
|
المشـاهدات 118 تاريخ الإضافـة 04/11/2024 رقم المحتوى 55389 |