رفعت عيني للسماء.. أحلام نساء من صعيد مصر |
سينما |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص :
في قرية البرشا بصعيد مصر، أسست مجموعة من الفتيات فرقة مسرحية تتجول في عروضها بالشارع، ومثل هذه الخطوة في منطقة ريفية نائية ليس لها إلا أن تكون حدثاً فريداً. ومن هذا المنطلق عمل المخرجان أيمن الأمير وندى رياض على متابعة حياة أعضاء الفرقة المسرحية، وتصويرهم لمدة أربع سنوات في فيلم «رفعت عيني للسماء»، الذي يوثّق مطاردة الأحلام في قرى نائية تُعدُّ متشددة تجاه المرأة، والذي ستستضيف عروضه سينما عقيل في دبي. يأخذنا المخرج الذي حصد فيلمه «جائزة العين الذهبية» في مهرجان «كان» السينمائي، والذي قدم عرضه الأول في الشرق الأوسط وإفريقيا ضمن مهرجان الجونة السينمائي، إلى نوع مختلف من الدراما، لا يمتلك السيطرة على الشخصيات ومصائرها. وتحدث مخرج الفيلم، أيمن الأمير لـ«الإمارات اليوم» عن اختياره لفكرة الفيلم، قائلاً: «تعرفت إلى الفرقة في إحدى زياراتي لجنوب مصر، وشعرت وقتها بأنني أمام معجزة، بسبب الأفكار النمطية بأن الصعيد أكثر تشدداً وتحفظاً، لكن في الحقيقة ما رأيناه كنا لا نشاهده في القاهرة، كما أنه يأخذنا إلى مرحلة الشباب والحلم». وأضاف: «استغرق تصوير الفيلم أربع سنوات، وقد تابعنا حياة الفتيات ومطاردتهن لأحلامهن، فالفيلم يعبر عنا كمخرجين، والرهان أن يلامس الجمهور من مختلف الجنسيات والثقافات». صوّر الأمير نحو 300 ساعة، ولفت إلى أنه اختار ساعة ونصف الساعة من مجمل ما صوره إلى جانب المخرجة ندى رياض، وكان اختياراً فنياً، حيث تم التركيز على شخصيات معينة، شهدت صراعات في حياتها، وكذلك واجهت أزمات درامية وقد تبدلت حياتها في هذه السنوات. اعتبر الأمير أن السينما الوثائقية تبدلت كثيراً في الآونة الأخيرة، ولم يعد هناك من فروق ملموسة بين السينما الروائية والوثائقية، فقد أصبحت بعيدة عن الفيلم التسجيلي القائم على مقابلات مملة، وهذا ما يجعل الأفلام تصل إلى الجمهور على نحو كبير. وأكد أن هذا الفيلم سيُقدم في الصالات السينمائية في مصر، كما ستقدم ثلاثة عروض للفيلم في سينما عقيل بدبي، فضلاً عن عروض إضافية في الخليج، معرباً عن شوقه لسماع رأي الجمهور الإماراتي بالفيلم. وشدد الأمير على وجود الدعم والتمويل لهذا النوع من الأفلام، وإنما قد تتمحور الصعوبات في الاستمرارية والعمل اليومي على مدى سنوات، موضحاً أن عرض الفيلم ضمن مهرجان الجونة السينمائي في الشرق الأوسط - بعد 40 عرضاً دولياً، ومن ثم عرضه في دور السينما المصرية - يدل على التحول والتنوع في العروض السينمائية في الوقت الراهن. وحصد الفيلم جائزة العين الذهبية في مهرجان «كان» السينمائي، واعتبر الأمير أن الجوائز مهمة، وتشكل إضاءة على الأفلام وصانعيها، وتمنح المخرج دافعاً للمضي قدماً في مسيرته. قدم المخرج أعضاء فرقة «بانوراما برشا» وحياتهم اليومية، التي أسستها يوستينا سمير، ولفتت سمير في حديثها لـ«الإمارات اليوم»، إلى أنها أسست الفرقة لأنها كانت تبحث عن طريقة لتوصل صوتها وأفكارها، وكذلك كي تتيح للبنات فرصة للتعبير عن أنفسهن والحلم، مشيرة إلى أنها في البدء قوبلت بالرفض وأحياناً بالرشق بالحجارة. أما التحديات التي واجهت سمير فباتت اليوم متمحورة حول الأحلام التي باتت كبيرة، مؤكدة أن هناك وعياً بدأ يزداد، ومواهب تتبلور. ومن بين أعضاء الفرقة مونيكا يوسف التي أكدت أنها كانت مخطوبة في الفيلم، وتزوجت وأنجبت طفليها الأول والثاني قبل نهاية الفيلم، موضحة أنها مؤمنة بصوتها الجميل، على الرغم من التنمر الكبير الذي كانت تسمعه على صوتها، وهي بصدد التحضير لثلاث أغنيات وستصدر قريباً على «أنغامي». أما ماجدة مسعود فانتقلت إلى القاهرة لدراسة المسرح الجسدي، إذ أسهمت الفرقة والعروض بالشارع في اختيارها لهذه الدراسة، مشددة على أن العروض تطال موضوعات مختلفة لإيصالها إلى الناس. بينما كانت لهايدي سامح حكاية مختلفة، إذ شجعها والدها على التمثيل مع الفرقة، وكان يرى أن الفن رسالة. وأكدت هايدي أن الفيلم يُعدُّ الحافز بالنسبة لها كي لا تتوقف عن الحلم، موضحة أن والدها توفي قبل انتهاء تصوير الفيلم، وستكون مشاهده الدافع الأكبر لها للاستمرار. بينما تمثل مريم نصار في الفرقة منذ عام 2016، مشيرة إلى أنها شاركت في الفيلم حباً بالتمثيل، وتحلم بأن تدخل العمل السينمائي، وأن الفيلم سيقدم لها الدعم المعنوي لتتابع في التمثيل، فيما انضمت ليديا رزق التي تمثل في الفرقة وهي صغيرة جداً، مشيرة إلى أنهن يطرحن قضايا عدة، ومنها الزواج المبكر، وتحمل العروض رسائل اجتماعية، بهدف التغيير في المجتمع. بينما تعزف مارينا فايز على الطبلة، وأشارت إلى أنها اختارت هذه الآلة، بسبب عائلتها المعروفة بتقديم الأغنيات التراثية القديمة، إذ تعلمت الكثير منها، موضحة أن الفرقة تحمل البهجة والفرح للناس. |
المشـاهدات 64 تاريخ الإضافـة 07/11/2024 رقم المحتوى 55484 |