السبت 2024/12/21 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 9.95 مئويـة
الإستهلاكية!!
الإستهلاكية!!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب صادق السامرائي
النـص :

 

 

إستهلك: إستنفد , أفرغ مجتمعاتنا لم تنتج أصيلا , وإستحضرت ما أنتجه الآخرون , وتوهمت بأنه يتوافق ومسيرتها المعرفية وإرثها الذوقي والإدراكي. وإنطلقت مفاهيم غريبة منذ بدايات النصف الثاني من القرن العشرين , لا تزال بعيدة عن التمثل والقبول والإنهضام , وتحولت الإبداعات بأنواعها إلى كينونات صومعية نخبوية منقطعة عن نهر الأجيال الجاري من منابعه الدفاقة المعطاء.إستنساخات وإستحضارات لأساليب ونتاجات وليدة واقعها الإبتكاري الصناعي التكنولوجي , المتسارع الإضافات والمؤسس لآليات حياتية تستدعي التناغم معه , ومواكبة كينونته الفيحاء.أنماط إبداعاتنا المتنوعة أصيبت بوباء الحداثة الضبابية المشوهة البهماء , فغدت تخاطب القلة المتوهمة بالجديد , المعبأ بالغموض والرموز والإبهام الثقيل الداعي للنفور والإهمال , وعدم الرجوع إلى منطلقات الذوق المتوارث السليم.وتجدنا أمام الإصدارات المركونة على الرفوف أو أرصفة الطرقات , وبعضها في سلال المهملات , وأصحابها يتصورون بأنهم أبدعوا الأصيل , وما سطروه إضطرابات أفكار وهلوسات يراع مألوس , يقبض على وهم الحداثة والتجدد وكأن الإبداع سيل كلمات وركام عبارات.لو تصفحنا ما يسود على صفحات التواصل الإجتماعي , لتبين أن ما يسمى بالحداثة لا مكان له إلا فيما ندر , وتطغى على المنشور إبداعات متعارف عليها منذ قرون.فهل يمكن مقارنة ديوان كعب بن زهير أو غيره بما يسمى بدواوين الحداثويين؟لماذا بقيت دواوين الغابرين , وماتت دوواوين المعاصرين قبل موتهم؟إنها معضلة الذوق السليم المتوارث المكين!!

المشـاهدات 72   تاريخ الإضافـة 08/11/2024   رقم المحتوى 55488
أضف تقييـم