القصة القصيرة جداً..رهان التكثيف!! (القاص فلاح العيساوي،،نموذجاً) |
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : شوقي كريم حسن لم ار منذ البدايات الأولى التي تعلمنا معها التفحص القرائي المثمر والقادر على دفعنا للمواصلة واتخاذ سبل الكتابة السردية المتمكنة، إن القصة القصيرة جداً،برصفها فناً مستحدثاً وافد للتو من خلال مبتكرات العقل الأخر، يمكن أن تجد لها مكاناً وسط ضجيج الرواية والقصة القصيرة والمنتج الثقافي المعرفي الشديد السيادة والتأثير، تفحصت مكونات وجودها من خلال مجموعة أقاصيص مهمة وجريئة للكاتبة الفرنسية ناتالي ساروت(انفعالات)التي أثارت جدلاً لافتاً للنظر وخاصة بعد إن عرفنا انها الطرف المهم مع الن روب گريه في مجموعة الرواية الشيئية التي قدمت نموذجاً مغايراً من خلال أساليب سردية غيرت مسارات الفهم السردي في الادب الفرنسي أولاً والاداب السردية العالمية فيما بعد،دفعت تجربة ناتالي ساروت السارد العراقي العاجز عن الإبتكار، الى تبني منهجها السردي من خلال ماقدمته من قصص قصيرة جداً غدت النموذج الأمثل في للاتباع في البلاد العربية،بدقة المتفحص الراغب بملاحقة خطواتها دون محاولة الإبتعادكثيراً عن مقاصدها ومراميها،ظل التكثيف المشهدي هو المسعى الاول لدى المنتج السردي الذي يشبه قطرة ماء نقية تلقى وسط يمّْ المعارف الجمالية شديدة الغزارة،أعطت القصة القصيرة جداً العراقية نماذج مهمة من خلال ابراهيم أحمد وخالد الراوي وهيثم بهنام بردى،لكنها لم تستطع التأثير كلياً في المتلقي وكسب وده مثلما فعلت القصةالقصيرة والرواية،وكلاهما فن سردي وافد،بدأ بسيطاً ومالبث أن تطور بحكم تطور وتأثير السردية الإنسانية،أخذت القصة القصيرة جداً حضورها من جاهزية الإنتماء الكلي غير القابل للاعتراض او التغيير الاتية من الآخر الذي شعر بأهمية هذا الجنس المعرفي وطور مبانيه وخطوط إشتغالاته، في ما ظل السارد العراقي،يلاحق ثوابت البناء والفكرة مع العمل على الايجاز والتكثيف، أنتجت تلك التجربة،وبخاصة بعد التغيير مجموعة من الكتاب الذين تطامنت أرواحهم الباحثة عن ادوات تعبير مع مواصفات القص المكثف والذي تخلص من كل أسس القصة القصيرة البنائية من حيث الشخوص والتعددية أزمنة الحكي والثيم التصاعدية المكررة والمتلاحقة،خلقت القصة القصيرة جداً لوجودها منهاجاً سردياً مهماً وإن لم ترسخ قواعده حتى الان برغم مرور السنوات التي تجاوزت النصف قرن ونيف. تحت تلك اليافطة المهمة أشتغل السارد(فلاح العيساوي)بهدوء أوقفه برغم ضجيج المرحلة وانقلاباتها الفكرية الاجتماعية والسياسية وتعرجات تاثيرها الذي وضع السارد العراقي داخل كماشة الترقب الوجل دون مكنة من الإختيار والسعي الى المغايرة ،ضمن خط وجودها الأول،كاتب عارف(وتلك هي المهمة الأولى التي يجب أن يسعى اليها من يروم كتابة القصة القصيرة جداً..) يستطيع بإتقان ودقة الكشف عن مستور الفهم بتحدٍ هي يعطي المكتشف الراغب بالمواصلة فسحة الإختياروالديمومة،مع جرأة لايجب أن تتوقف عند حد،في السير وسط دروب قادرة على فهم مقاصد الكتابة بهذا النوع السردي غير الراسخ بعد حتى وأن كانتا بسيطتين،يمكنهما التطور مع نضج التجربة والاخلاص لها،وتبني وسائل ديمومة إستمرارها مع فهم الأهمية التي تحاول القصة القصيرة جداً ايصالها لمتلقيها الواجد أن ثمة ضرورة نفسية وفكرية في تلقيها والأخذ بكل رسائل وملامح وجودها الساعي الى البقاء داخل العقل القرائي الجمعي، تلك المهمة ،واحدة من مجموعة مهام فنية أعتمدها،السارد(فلاح العيساوي) وعمل على ترسيخها لدى متلقية الذي وجد فيه سارداً ذو مكنة طيبة يمكن أن يطور لهذا النوع السردي الدقيق التكون والذي يحتاج الى فهم وقوة تركيز مع إختصار لكل موجودات الواقع اليومي المحمل بما يحتاج الى تدرين ونقد وإشارة ،والتي ما تلبث أن تتحول الى أرث انساني تاريخي يمكن اعتماده والرجوع اليه لحظة البحث عن كشوفات أرثية معرفية ( أهم ما يسعى إليه كتاب القصة القصيرة جداً أن تغدو قصصهم جزء من الأرث المعرفي الإنساني الذي يحتاح الى مثل تلك البرقيات الابداعية السريعة والتي تتفق وروح العصر المأخوذ بالتغيير )ثمة عالم يشبه ومضة ضوء يتحرك بسرعة أخذاً بيد متلقيه الى قصدية هذا الإختصار وأهميته، مع السعي الممتع الى إرضاء نهم المتلقي وذائقته التي تطالب بالارتواء والتبني،بعد أن وجدت أن هناك ما يصلح النفس من خلال هذا النوع السردي الذي يتفق ومتطلبات الفهم اللحظي للوقت داخل عصر السرعة الاتصالية،السؤال الذي لابد من إطلاقة لأهميته،مالذي يسعى اليه السارد وسط زحمة من المنافسين الذين اتخذوا من القصة القصيرة جداً سبيلاً للتعبير عن ما يعتقدونه مهماً وواجب الإشارة اليه،( فلاح العيساوي)وماهي المقومات التي أعتمدها ليكون ضمن الجمع الفاعل والمؤثر او ما يسمونه الصف الأول من كتاب هذا النوع الأدبي الذي بات مهما، (رغم عدم إيماني بأن ثمة صفوف وطبقات في السرد مثلما طبقات وصفوف الشعراء)؟!!. كان لابد له من قراءة ومتابعة كل المنتج القصصي القصير جداًفي العراق والذي يعد الأول عربياً في هذا النوع من السرد،وفي عموم البلاد العربية، ليتعرف على المتوهج الفاعل القادر على الديمومة والثبات،من خلال هذه اللحظة الثابتة المقاصد والغايات، استطاع (فلاح العيساوي)توكيد منتجه السردي القصصي القصير جداً الذي اطلعنا عليه بدقة الفاحص السابر لأغوار الفهم أن يقدم نموذجاً قصصياً خال من الشوائب والعثرات المعيقة التي تبعد المسرودة القصيرة جدا عن التميز ، ورافض لتتبع الأثر التقليدي الذي غدى ثابتاً ضمن المقدس الذي لايجب الخروج عنه و مشاكسته و التمرد عليه، تعمل اشتغالات القاص على الدقة في إختيار لحظة القص وإضاءة جوانبها البنائية والموضوعية التي تعمل على ترسيخ مفاهيم القص القصير جداً والتي تحتاج الى إثبات وكسب متلقي يعمل على هضم معالمها والإيمان بثيمها الدقيقة الوضوح والإيصال،مع توافر الحرص على نشوء علاقة رسالية بين المرسل والرسالة والمرسل إليه،الذي يحاول تفحص الرسالة وفض ما فيها من دلالات ورموز وشفرات تؤكد فاعليتها الجمالية والقيمة الطامحة الى الرقي،تحت هذه الركائز يشتغل(العيساوي)بحرص يدفعه الى إختيار إشاراته السردية التي تعتمد كلياً على الواقع بكل تفاصيله بدقة قصدية عارفة بأهمية ما تكون عليه المسرودة القصيرة جداً،مع محاولة إعطاءه ( أي الواقع)تكويناً ختامياً،ينتمي الى ما يسمى القفلة الموبسانية المعتمدة على عنصري المفاجأة والاختلاف،والملاحظ أيضاً في نتاج (فلاح العيساوي)السردي القصير إنه يلاحق خطوات تشيكوف من حيث أختيار الثيمة القادرة على التأثير في المتلقي ودفعه الى تبني قصدية السارد وما يحاول إيصاله، وما خليت سرديات (العيساوي) من أختيار موفق جداً من حيث المفردة الدقيقة الإيحاء والمسار العام في المبنى السردي بكامله،لغة دقيقة عارفة ما تريد وما تبغي،،!! |
المشـاهدات 27 تاريخ الإضافـة 09/11/2024 رقم المحتوى 55529 |
الفلاحي يمثل العراق باجتماعات الاتحاد الدولي لرياضة الهجن |
بغية استثمارها لمنافعهم الشخصية فلاحون ومزارعون في كربلاء يحتجون على استيلاء جهات متنفذة على اراضيهم |
السوداني يوجه بدراسة مقترح لتقديم قروض للجمعيات الفلاحية أو المستثمرين |
فلاح حسن: ما زلت رئيس نادي الزوراء الشرعي |
وزير التجارة يؤكد حرص الحكومة الاتحادية على دعم الفلاحين وصرف مستحقاتهم المالية المتبقية |