كان الاستاذ الدكتور حسين أمين رحمه الله قد أشار في لقاء صحفي نشر قبل رحيله ، إلى أن أبرز وأشهر الجامعات العربية والعالمية لا تزال تتباهى بوجود عدد من الأساتذة المختصين لديها وهم من ذوي الخبرة والتجربة الطويلة في مجال التدريس برغم تجاوزهم العقد الثامن من العمر ، وتعتمدهم كمستشارين أو مشرفين على الدراسات العليا والرسائل الجامعية .. ونصح الرئاسات الثلاث إلى عدم التفريط بهذه الكفاءات وإسنادهم ليواصلوا المشوار .. سيما وان معظم التدريسيين الجدد بحاجة إلى مزيد من الخبرة والمعرفة وأحوج ما يكونون فيه إلى الإفادة من خبرة من تتلمذوا على أيديهم ووصلوا بفضلهم إلى مواقعهم الحالية ..

وقد بادرت حكومة السيد العبادي في حينه إلى دعوة الكفاءات العلمية والخبرات والأستاذة المغتربين إلى العودة لوطنهم ، للإفادة منهم في مجال الارتقاء بمستوى التدريس في الجامعات .. ولبى عدد منهم الدعوة وعادوا إلى وطنهم .. ولكنهم وطوال مكوثهم في البلاد بعد العودة ، كانوا يدورون في حلقات مكوكية مفرغة بين وزارتي التعليم العالي والمالية ومجلس الخدمة الاتحادي دون أن تحسم أمورهم ، فعادوا إلى بلاد الغربة من جديد ..

واخيراً .. وبعد زيارة السيد محمد شياع السوداني رئيس الوزراء إلى الولايات المتحدة ولقائه بالجالية العراقية هناك ودعوته للكفاءات العلمية ورجال الأعمال للمساهمة في بناء العراق .. قرر البروفسور ( ل.ع.ك. ) أن يعود لأرض الوطن بعد أن هاجر للدراسة إلى كندا واستقر فيها .. وهو من مواليد عام 1978 في العراق وحاصل على شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه من العراق في اختصاص الاتصالات وشبكات الحاسبات إضافة إلى حصوله على شهادة ما بعد الدكتوراه من جامعة ( اوتاوا ) في كندا ، ولديه خدمة جامعية بلقب استاذ مساعد في جامعة بغداد / كلية الهندسة لمدة تسع سنوات ، إضافة إلى خدمة جامعية لمدة سبع سنوات خارج العراق بلقب ( بروفسور ) بالاختصاص نفسه ..

وقدم طلب إعادة تعيين عن طريق مجلس الخدمة الاتحادي ، وتم إرسال كتاب إلى وزارة التعليم العالي ومنها إلى جامعة بغداد .. وكان الرد ( عدم وجود درجة وظيفية وتخصيص مالي في الوقت الحاضر ) .. وبعد ذلك صدرت أوامر تعيين حملة الشهادات العليا عن طريق مجلس الخدمة ولم يظهر اسم الدكتور في قوائم التعيين ، بحجة ( أن الوزارة اصدرت تعليمات عدم تعيين حملة الشهادات العليا ممن تتجاوز أعمارهم 45 عاماً) ..

علماً إنّهُ كان قد قدم الطلب بتاريخ 12 / 2 / 2024 واستغرقت المعاملة بحدود تسعة أشهر بين الدوائر المعنية .. ولم يؤخذ بنظر الاعتبار احتساب خدمته السابقة في العراق 9 أعوام مع لقبه العلمي آنذاك ( أستاذ مساعد في جامعة بغداد - كلية الهندسة) إضافة إلى استمرار خدمته 7 أعوام (بروفسور) خارج العراق ..

إن هذه المعضلة التي يعانيها البروفسور ( ل. ع. ك. ) هي مجرد نموذج لما تواجهه معظم الكفاءات العلمية الملبية لنداء السيد رئيس الوزراء .. ولا يمكن تجاوزها إلا بتوجيه مباشر وحاسم منه ، وإيعازه بتسهيل أمر عودتهم إلى وطنهم العراق .. ونحن وإياهم بانتظار القرار الحاسم من معاليه .. مع تحياتنا ..