النـص : البصرة .. ثغر العراق الباسم واهزوجته منذ القدم ، ومنبع الحضارات وملتقى نهري دجلة والفرات ... أهلها طيبون كطيبة تمرهم الذي تصدر تمور الأرض .. وأهل البصرة كلهم كرام وطيبون وأنسانيون ومضيافون - ولا أدري .. عن أي شيء أبدأ حديثي عن هذه المدينة العريقة .. عن نخلها الباسق الأنيق 100م عن طيبة قلوب أهلها النقية كنقاء الماء الصافي (الذي ما زالت تشوبه الملوحة) ... البصرة .. ام الخيرات الوفيرة ، واهلها ما زالوا محرومين من هذه الخيرات... ومعظمهم يعيشون تحت خط الفقر .. ويسكنون البيوت المتواضعة ، وبعضهم لم يجدوا حلا لازمة السكن إلا بالمزيد من العشوائيات .. معظم أبنائهم خريجون ويحملون الشهادات وما زالوا يتربعون فوق رصيف البطالة وينافسهم في الحصول على فرص العمل في الشركات والحقول النفطية والمصانع العمال الاجانب الذين يتدفقون عبر المنافذ الحدودية بلا رقيب أو حسيب.. اهل البصرة تأريخهم ناصع البياض ، وأصحاب نخوة وشهامة .. وخيرات البصرة وفيرة والحمد لله .. بساتين عامرة بأنواع التخيل .. وحقول حبلى بالنفط الوفير، ولكن لم ينعموا بهذه الخيرات بسبب الفساد وغياب النزاهة في معظم مؤسساتها الرسمية والخدمية والادارية .. البصرة .. مدينة الشعراء والادباء والأطباء والمهندسين والكتاب وحاضنة الرياضة والرياضيين ..ولم تحظ البصرة خلال الاعوام الاخيرة بما تستحقه من الرعاية والتطوير وتوفير الخدمات والبنى التحتية ... فمياه الشرب ما زالت مالحة ... وبساتينها تنهشها الأوبئة والحشرات .. وعشائرها تمردت على تقاليدها الأصيلة ... وصار السلاح و (الدكة العشائرية) والنزاعات على أبسط الامور ديدنها مع الاسف الشديد.. ولولا وجود الشيوخ الاخيار والرموز العربية الاصيلة لتحولت اقضية ونواحي البصرة الى ساحات للنزاعات غير المشروعة وغير الحضارية التي لا تمت إلى عاداتهم وتقاليدهم العريقة والاصيلة .وها نحن اليوم نقف وقفة اجلال واكبار لأهالي البصرة لما يحملونه من صفات الكرم والنخوة والضيافة برغم ظروفهم المادية الصعبة.. ولكن.. ماذا أقول للزمن الرديء الذي لم يقف الى جانبهم وهم الكرماء والنبلاء والطيبون .. مزيداً من الرعاية والاهتمام بالبصرة واحد البصرة يا أولياء الأمور.
كريم نجم الكرعاوي
|