النـص : حارث أحمد
لن يستطيع مدرب أي منتخب وطني مهما بلغت كفاءته ومقدار خبرته ، وحنكته وامكانيتة ونجوميته، أن يعمل بستراتيجية عدم الاستقرار الفني والثبات على تشكيلة معينة تخلق التجانس بين اللاعبين لتسهل عمل المنظومة ككل كما هو الحال مع مدرب منتخب العراق خيسوس كاساس والتي اضاعت علينا هوية الفريق التي وعد بها الإسباني منذ تسنمه المهمة الكبيرة والتركة الثقيلة، من سلفه العجوز الهولندي ديك ادفوكات خصوصًا أنه يمتلك لاعبين شباب محترفين في الدوريات الأوربية تحلم دول الشرق الأوسط بهكذا خامات نادرة ، كاساس مُنذ اليوم الأول الذي حطت اقدامه العاصمة بغداد وعد القائمين على ملف الكرة العراقية ببناء جيل جديد يحقق طموحات شعب يتنفس كرة القدم، لكن ما نراه من عديد القوائم السابقة والحالية والتي تظم في طياتها لاعبين أكل وشرب عليهم الدهر في مطاعم قادش، يبعث القلق لدى الأوساط العراقية المختلفة ، الاندلسي .. تلقى دعما مالياً ومعنوياً قل نظيره في منطقتنا العربية بإشراف مباشر من الحكومة العراقية التي أوعزت بتوفير كافة التسهيلات والتطمينات لضمان مشروع وطن طال انتظاره ، وبصراحة علينا أن نعترف بأن هناك مخاوف وتباين بوجهات النظر في هذا الوقت الحساس من عُمر التصفيات بين الخبراء والمختصين بكرة القدم وجماهير اللعبة بين مؤيد للمدرب ومعارض لحالة عدم الاستقرار على تشكيلة ثابتة يجب أن نقر بأن ما يطرحه المعارضون فيه الكثير من الصحة وما يراه المؤيدون بتصوراتهم أن التغيير الفني المستمر حالة صحية وفق التطور الحاصل في علم كرة القدم والتحديثات المتسارعة عالمياً في هذا المجال أيضًا مقبول إلى حداً ما ، وبين هذا وذاك يجب على كاساس الذي قدم من الإيجابيات الكثير ومنها موقع العراق في التصنيف الدولي أن يبدد المخاوف المتزايدة لدى الحريصين على سمعة الكرة العراقية بشرط أن يقبل النُصح للعمل على تجاوز السلبيات التي رافقت مسيرة المنتخب خلال التصفيات الأخيرة تحديدًا والتي (أجملها على الشكل التالي) أولها الاستقرار على تشكيل ثابت سواء محليين أو محترفين بالكامل ، أما الأمر الثاني الاكتفاء من تجريب اللاعبين في خضم التصفيات المصيرية والابتعاد عن المهاترات الإعلامية خصوصًا مع الدخلاء على المهنة والطلب من لجنة المغتربين الاكتفاء بهذه الأسماء لحين الإنتهاء من واقعتي البصرة ومسقط وما يليها، هذه (المقترحات) أضعها على طاولة الرشيق الهادئ صاحب التجربة الأولى كمدرب أول لمنتخب وطني ، فالمطلوب من الرجل الإسباني العمل بشكل جيد والتحضير المثالي والاستعداد الأمثل للقاءين القادمين أمام الأردن وعُمان، عليه أن لايضيع الفرصة التاريخية بعد أن وضعتنا القرعة في المجموعة الأسهم آسيوياً وأن يحصد النقاط الست ويتصدر فرق المجموعة بكل ثقة وإن نتأهل أول المجموعة بعزم واستحقاق إلى نهائيات مونديال 2026 ،أملنا ان يكون كاساس وزملاؤه في الطاقم التدريبي الإسباني عند حسن الظن وعلى قدر المسؤولية التي كلفوا بها، أملنا في لاعبي منتخبنا الوطني أن يكون الانجاز أكبر والعطاء اكثر لغد مشرق على رياضة الوطن .
|