( ما زلت متمسكاً بكِ ولآخر العمر )..

كلماته ترن في قلبها  عيناها تبحثان عن هشام .. كان نائماً في المقعد الذي أمامها ..

 الحافلة تسير وكلما ابتعدت تراءت في الذاكرة ملامح الوطن تنحت المرارة بدموع صامتة. وفجأةً تترنح الحافلة بقوة فزع المسافرون تعالت الصرخات : يا الله يا الله. فقد السائق السيطرة  على الحافلة .. ازداد هلع المسافرين وصراخهم وأيقنوا أنهم لا محالة هالكون.. تساقطت الأغراض من خزانات الحافلة وتناثرت على أرضيتها كان هشام قد ذهب إلى السائق وحاول أن يشد من أزره وبعد محاولات عدة للسائق للسيطرة على الحافلة أدركتهم رحمة الله فاستطاع إعادتها إلى مسارها.. حمدوا الله على السلامة وتنفسوا الصعداء.. تعاونوا جميعاً على  ترتيب الفوضى التي حدثت . كان هشام في أشد حالات القلق وهو يبحث عن أروى وما إن وقع نظره عليها أسرع وجلس بجانبها  لا يلوي على شيء فاللهفة المرتعشة في ضلوع شوقه الواجف كسرت قيود الخوف  غسلا غبار التنائي بندى الشوق وهديل النبض الدافق . وطفقا يخصفان على أحزان الجفوة الصلفة من رمش  الهزيع الناعس.

في تلك اللحظات كان جواز أحد المسافرين ما زال ملقى على أرضية الحافلة بعض بيانته :

 الاسم : يمان

تاريخ الميلاد : حضارة بلا مدى

 هبت رياح شديدة لتضيف لتلك البيانات

 الوطن :  جريح ممزق

القلب : يحترق بعيداً وحيدا

والخطوات : تسير نحو الغربة.

قصيدتان

محمّد أحيد محمّد

المنبوذ

أنا المنبوذ في سجن الغياب

أرتل عشقنا خلف السراب

وعين الليل تنظر في حياء

ترى سهدي وحزني واكتئابى

أروم الوصل في زمن غريب

فيا أسفا على زمن التصابي

أسافر في الهوى: قلبى دليلى

وحيدا فىي متاهات الخراب

وأحضن طيفك المياس.. روحي

تعانق روحك النشوى ببابي

أدندن في رياض الحزن لحنا

أتمتم في هدوء وانسياب

سأبحث عنك في أعماق قلبي

حبيب الروح في مدن الضباب

وأرسم وجهك المحبوب شمسا

وطيرًا يعتلي فوق السحاب

فأنت حبيبتي سر القوافى

ونبض القلب والعشق المذاب

سأبقى عاشقا عيينيك كنزًا

أنقّب عنك مابين الروابي

سأبقى حالما والقلب يتلو

ترانيم الهيام لدى اغترابي

نجوى

يا حياة رفقا بنا يا حياة

عذَّبتني بنايِها الذكرياتُ

تعْزف الحزن في فؤادي فؤادي

مزًّقتْه الهموم و الحسرات

صفعتْني الحياة لكنَّ قلبي

لم تزلزل شموخه الندباتُ

ظلَّ يرنو إلى زمان بعيد

فيه يا قلب تولد البسمات

فيه نورٌ و لوعةٌ و هيامٌ

وأغانٍ تغري المدى و صلاةُ

وأبي يملأ الوجود حنانا

ويداهُ إذا ظمئنا فراتُ

وهنا أمِّيَ التي تتغنى

وتتغنى بناتها الضاحكاتُ

ونغني مع النوراس موسي

قى غرامٍ فتزهر السنوات

يا حياة اتركي لحلمي مداه

سرمديًّا، ما ذنبه يا حياة

فحرام عليك لا تهدميه ..

أمآسينا وحدها الخالدات ؟