الخميس 2024/11/21 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 19.95 مئويـة
موت النقد
موت النقد
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

هيثم الطيب

من المهم القول بأن لدينا وجهة نظر نضعها هنا لكي تكون على بساط النقاش تتمحور حول نمط كتابي اصطلح على تسميته بالنقد الثقافي وعلى هذا النحو فان النقد الذي رافق مسيرة الادب متذ ظهوره بمختلف اشكاله وظهرت له مدارس عديدة قد وصلت الى مرحلة مابعد الحداثة.

هنا اريد التركيز على هذه اللحظة التاريخية فهناك ازمة ثقافية في العالم فما كنا نعرفه من تقنيات قد تطور بشكل لافت للنظر واصبحنا اسرى بشكل او بآخر لعالم السوشيل ميديا وبالتالي كما ارى فان الناس قد تغير تفكيرهم وسيتغير في المستقبل على اعتبار ان الافكار تخضع للتغيير التاريخي.

الان يقف النقاد امام ازمة تقنيات الاتصال فقد لاحظت دهشة البعض منهم عند رواج كتب تافهة لاتملك مقومات طرحها ككتاب بما تحمله من افكار وتراجع الطلب على كتب حملت افكار عظيمة كتبها مفكرون وكتاب مهمون.

عموما فان النقد لم يستجب لتاثيرات العولمة كما يبدو وكان من استراتيجياته الوقوف ثابتا وبشكل مقيد بالاطر القديمة دون الاستجابة لتاثيراتها ونتائجها وبدا هذا الامر مقلقا للبعض من النقاد والمفكرين لذا حاولوا ان يجدو مساحة جديدة في ثقافة جديدة كما يرونها ويستجيبوا لسياقاتها ولكن هل نجحو في هذا ؟.

اشير الان الى النقد المحلي وارى بان من يكتبون النقد على اختلاف مستوياتهم الاكاديمية والمعرفية وعلى مدار السنوات التي مرت لم ينجحوا في اضفاء اية سمة على كتاباتهم التي اشعر بعض الاحيان بانها مستنسخة ومكررة عن كتابات سابقة لهم ومليئة بالايهامات اللغوية الفارغة لانهم لم يستطيعوا ان ينتجوا نصا نقديا محليا وبالتالي فان كتاباتهم المكررة عكست بساطة افكارهم التقليدية ولذا اكرر القول بان كذبة ووهم النقد يشاركني فيها الكثير من المثقفين.

دعوت سابقا الى مغادرة منطقة النقد الانطباعي وتلقي النص في اطار المتعة الجمالية وانشاء نص نقدي جديد ضمن مشروع اسميته  متعة  القراءة طرحته في نهاية القرن الماضي في الصحف العربية.

انني اعلن الان عن موت النقد فما حققه من خيبات نصية على مستوى العالم يدعوني الى القول باننا بحاجة الى نتاج ثقافي له علاقة بالنص الاصلي للكاتب وتفعيل الامكانات التي يمتلكها البعض من ممارسي النقد في الاشارة الى المتعة المتحصلة من القراءة وتوجيه الانظار لهذا الاختيار.

موت النقد ليس قرارا نتخذه بل انه اشارة الى عدم تطابق ما يكتب مع النص الاصلي وكذلك لوجود جملة من المتناقضات التي تضمنتها هذه الممارسة الكتابية. وفي الواقع فان الاشارة الى هذا الوجود الفائض عن الحاجة لا يعني الاثارة طبعا ولا الدخول في مهاترات لا تعني الثقافة بل يعني العمل على تدعيم التلقي الجمالي باطار فلسفي يرى بان بناء النص المكتوب نقديا يدخل ضمن الابداع وان مغادرة المنطقة السابقة بعد اعلان موته يعني النظر في مستلزمات كتابة جديدة وبعنوان جديد لايسمى النقد بالتاكيد.

ارجو ان لا اكون قد افسدت حضور ما يسمى بالنقاد في منطقة اخطائهم الفادحة وعليهم ان يتقبلوا النوايا الطيبة التي تدرك بان الكتابة هي عملية خلق ابداعي ويتفهموا الاشارة الى ضرورة تغيير نمطهم الكتابي ويكونوا اكثر صدقا مع انفسهم ولنا كلام اخر ربما في وصف اللامتجانس في الكتابة مع النص.

 

المشـاهدات 49   تاريخ الإضافـة 20/11/2024   رقم المحتوى 55987
أضف تقييـم