السبت 2024/11/23 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 23.95 مئويـة
الوثوب الى الذاكرة قراءه في (ديكور) نص( الوثوب الى القلب) للكاتب شوقي كريم حسن
الوثوب الى الذاكرة قراءه في (ديكور) نص( الوثوب الى القلب) للكاتب شوقي كريم حسن
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

علي حسين الخباز

 

هل انا الديكور؟

أم بعض الديكور انا؟

تلك محنتي ... استعمرني النص منذ الجملة  الاولى ،

هل هذا اثر تراتيبية الديكور؟

 أم  تراها بعض آيات الفن حين يرسم الشاعر ديكور نصه المسرحي؟

يقولون ان التقبل يأتي عبر مراحل،

 وضعوا سلما يتدرج عليه المعنى المحسوس في قلب المتلقي،

 او مستويات تحددها القصدية كما يقولون، لا أعرف اي قصدية يقصدونها، قصدية الكتابة ام قصدية التلقي؟

البعض يجيز لنفسه ان يسميها ترسبات في ذهن القارئ،

 وانا اسميها هوية المتلقي /انسانيته/ ومعناه... تلك الاشياء التي ختلها عن اعين الجراح كي يعيش ،

ربما سيقول احد النقاد ان شوقي كريم حسن وصل الى الهدف الاقصى الذي ينشده الكاتب المسرحي من وراء كتابة النص، ولكني ارى ما لا يرى هذا الناقد الذي لم يضع في حساباته ربما يكون الهدف الاقصى الذي انشده انا كمتلقي ، نعم ليطلق عليها ما شاء من الاسماء( فعل التأثير/ دقة فهم المغزى /المضمر )

السؤال هل التقبل هو معنى من معاني التأويل؟

 ام مرحلة من مراحل الذوق؟

 او البحث عن معنى ؟او سؤال يبحث عن مراده؟

 ام هو جواب لأسئلة ثائرة فائرة؟

هل يجيز لي انا ان افكك اواصر النص لأستجلي معناه الذي يخصني ؟

لا يهم عندي ان يطلق البعض على تلصصي  (استجلاء تأويلي/ مواطن خلق/ او تجاوز)

سؤال اخر ما هي هوية الدلالة في النص المسرحي؟

 ولمن تتبع؟

 للكاتب ام للمتلقي ؟

قراءات كثيرة أوحت لي ان تعدد القراءات لا يعني مشروعية التجاوز على قصدية الكاتب،

اود ان ابين مسألة مهمة ان للكاتب مسعيّن .المسعى الفائض في مساحة النص ،والنص المتواري الذي ربما لم يجد الظرف المناسب للظهور كونه يحتاج الى مساحة اكبر،

 فالمتلقي عبر جراحه المبثوثة في النص يستطيع ان يدرك هذا النص المتواري،

 

حين يرسم  الكاتب في روح الديكور غرفة حمراء ،

هل يقصد الغرف الحمراء المبهرجة بالفجور؟

 ام الغرف الحمراء التي هي نصيب اولاد الفقراء امثالي؟

 أنا لم اكن سجينا عتيدا ولا سياسيا اسجل المنة على التاريخ ليسجلني كمجاهد مناضل سجين ،لكني سكنت الغرفة الحمراء عبر وشاية عابرة ،وعاشرت الكوة العلوية التي كانت تخبرنا احيانا ان في الخارج مطر ، والجدران الموشومة بخطوط بيض،

 انا كنت من ذلك السيل المغمور بالذكريات ،استوقفتني ارشادات النص عبر ديكوراته المرسومة بعناية، هناك ما يحتاج الى اكثر من التأمل لنقرأ (وآي قراني يكشف المدقق ان الاخطاء واضحة فيه) هذه العبارة من اهم الحفريات التي لابد ان تكون ابداعا قصديا ، وليس تعبيرا عفويا دعني اقف عند هذا الارتقاء، الاخطاء الواضحة التي عينها شوقي كريم حسن في الخط ، نزه القران عن الاخطاء اشارة واضحة الى ان معظم التناقضات التأويلية للقران هي اجتهادات المتلقي /ا(لتاويل) مثل الذبح والقتل والتنكيل والتهجير، ولمن ينظر الى ان السيف هو احكم آيات الله لنشر الدين، هذه جدلية الفهم الناقص اثر التعبوية السياسية والا فالقران اسمى ان يكتب خطأ او ان يقرأ خطأ،

اعتقد ان اسمى مراحل التلقي هو استشعار مضمون كل جملة والتأمل في اسلوبها المتميز، ولا تعنيني اطلاقا قوانين المؤسسات النقدية ولا الاكاديمية،  انا لست ناقدا  انا متلقي مجرد متلقي وحتى (جون بول سارتر) منحني هذا التميز وجعلني اتصرف بحريتي لأنشأ الجمال الذي اراه انا، والذي اتخيله انا،

 والواقع ليس جميلا الا في المتخيل،

المعروف ان جدران الغرف الحمراء، غرف الدم التي هي داخل راسي ،قبل النص تحمل رسوما وليست صورا لنساء غريبات الوجوه بأشكال عجيبة ،من اين جاء النص بأولئك النساء؟ وما هو شكل الوجوه الغريبة ؟ هل هذا التناص الغريب من شان النص ام المتلقي؟

 هل مس الكاتب شوقي كريم حسن قاع الذات ام قاع الموضوع ؟ وهل فضاء النص لي انا؟  للذتي ؟ لهويتي؟ لمعناي؟

أم يعد تجاوزا على عالم الكاتب، هذا فضائي انا، عذرا ليعتبره النقاد عبارة عن ذوق المتلقي، دلالاته ،نص يمتلك الإيحاء العالي والمتلقي هو الذي يكشف معانيه،

قسموا القراءات مثل ما شئتم، انا هنا  اعانق كلمة ( اه )التي خطت بحروف مبعثرة ،ولا اعرف كم حرف بهذه الآه ،الهاء وجها في عيون ساهمة، وصارت الالف عمودا يتدلى من حبل مشنقة، وإمعانا في الاذى يمر الضوء (سامحه الله) من خلال الكوة ليستعرض تلك الاشياء التي تهدد حياتي، سنقف عند قانون الولوج في العمق الوجداني وقانون التوغل عبر مسامات الجملة ومسامات الجراح ،

 (بقدر ما توغل القراءة في مخالفة النظم الثقافية تكون مرشحة للتأويل والفهم)،

ليضيء لي معنى الاستقراء العميق للدلالة ،  انظر الى جهة اخرى هذا الذي مر علينا هو الجزء المرئي والمقروء وبعد؟

 

بقى جزء المسموع من النص ،عفوا انا ارى ذاتي بعيني النص ولم اسمع الانين من صدى جراحي ،

الجمل الملغزة في تشتتها تصبح ذات معنى في اجتماعها،

 نعود الى المسموع ان نتقصى من خلاله المعنى

**

(الصوت الاول)

قطرات ماء تبدو بعيدة ، تلك القطرات تكبر تزمجر تلج الراس كي تصدعه بعمق دلالة السجان وعمق دلالة السجين تكبر لتكون كينونة قاتل وقتيل

 

**

 (الصوت الثاني)

 

عن اي شخصية يبحث شوقي كريم حسن داخل ذاته ،تجربته العارمة؟ عوالم اثارة حقيقية / اجواء لم تكن عابرة في ديكور النص المسرحي،  اراهن انه الى اليوم يحلم بذلك الضوء الهارب من كوة علوية وكأنها  طامورة من طوامير التاريخ، وهو ما زال الى اليوم يتنصت الى وقع تلك الاقدام التي تأتي من الخارج ،فالداخل ليس فيه سوى السكون ،وقع الاقدام قضية تهز المشاعر وتحرك القلب وتسرع نبضاته حتى يكاد ينفجر من الاثارة

**

 (الصوت الثالث)

اصوات فتح واغلاق مطاليق الابواب توقظني وتحيلني الى مرجعية عشت بعضها وشاهدت بعضها وقرأت عن الكثير وسمعت عن الكثير ،مما جاء في ديكور مسرحية الوثوب الى القلب لتحقق ادبية النص وجماليته ويعرج الى حيث القوة الفاعلة التي تكتمل فاعليتها بوجودي كمتلقي

ربما تختلف صدى الاقفال عند فتح واغلاق مغاليق الباب ، ربما يختلف معناها عند المواقف المتعددة ، البعض يتفاءل:ـ ربما اطلقوا سراح احدهم الى الحرية ، واخر يرى قدوم ضيف جديد ،والاخطر ان يكون الخروج الى المقصلة او الثرامة  او الطمر حيا

**

 

 (الصوت الرابع)

( الصمت )

هنا يكمن المعنى الحقيقي ،هنا الجمال وانطلاقة الرؤى ،اعلى الأصوات هو الصمت ،اعمق الاصوات هو الصمت ، لكن هناك فارق بين صمت وصمت

صمت فيه الانكسار والمذلة والمهانة والخوف والجبن وصمت فيه التحدي والعزة والكرامة والوثوب ،اسلوب مبدع ينهض من فعل كتابة الديكور ليجمع من الضوء عند العتمة الملمومة عند الزاوية اليسرى المنظر رث الثياب ،اثار الضرب والانهيار، زمن يداهم ضوء عينيه ليتلاشى رويدا رويدا

وقع خطوات، صوت قطرات الماء شديدة الوضوح ثقيل بطيء يصدر صدى يظل يتردد في المكان ،ابعاد كثيرة وكبيرة يرسمها الكاتب( شوقي كريم حسن) ايحاءات نفسية متولدة من حدة الانفعال ، في نهاية المطاف اكون انا المعنى، وفق هذا الكاتب برسم الديكور المجازي لملامسة قضايا الواقع بإيحائية عالية

يدخلنا الكاتب عبر الديكور الى محاور الزمن، الديكور يرسم الزمن المتحرك ،الزمان الذي يخمنه الماضي  ربما حدثت احداث النص قبل الاف من الاعوام ،ويخمن في نفس الوقت ربما ستحدث بعد الاف اخرى ،الغريب انه يعمل على مزج مفهوم الاسترجاع بالاستباقية والمعروف ان لكل زمن معناه فتصبح لدينا تركيبة معقدة من قيم الزمن في مضمونها والاغرب ان يرى ان النتيجة واحدة والحوار ذاته رغم تغيير الشخوص واحداث بعض المتغير في شكل الديكور ،وهيئة الاستعمال ،

السؤال .....هل استطاع شوقي كريم حسن بهذه الخلطة السحرية بين الاسترجاع والاستباق ان يحقق ما يطمح اليه الجواب مؤجل وسنعود اليه في قراءة أخرى

وينتقل  بنا الكاتب الى عالم المكان وجمالية المكان المتخيل وهذا يعني انه يرتكز على تنوع دلالات المكان وكأنه يريد ان يقول اني ابحث عن اللامكان، الأمكنة خاضعة للتصور الانساني ،اذا كان المكان حديقة عامة او محطة قطار وقد يكون لا شيء ،

راودني سؤال آخر.. هل هذا الديكور وضع لينظم مشاهد مسرحية ؟ ام هي افكار ارسلها لتشغل عقل متلقيه بمقدرة وموهبة وابداع ؟ دمت شوقي

المشـاهدات 41   تاريخ الإضافـة 23/11/2024   رقم المحتوى 56079
أضف تقييـم