نتيجة ما تتميز به النشاطات الرياضية من أهمية اجتماعية وثقافية وسياسية، أصبحت أداة دبلوماسية مؤثرة تعزز العلاقات بين الدول والشعوب ، فمن خلال الرياضة لا سيما كرة القدم التي تستحوذ على أوسع فئات الجماهير في اغلب انحاء العالم

فقد اصبحت الوسيلة البارزة للتقريب والتفاهم والتعاون بين الشعوب وبعد الانتشار الكبير والمتابعة الهائلة للمباريات المحلية والدولية والقارية  بات الامر اكثر أهمية وانعكاسا على الجوانب الحياتية المختلفة وتعزيز القيم وروح المواطنة والمشاركة الاجتماعية والمساواة واللاعنف واحترام القوانين المتعلقة بها و التي يجب احترامها داخل المستطيل الاخضر

كما انها اخذت دورا مهما في ترسيخ العلاقات الخارجية الدولية

والانفتاح على شعوب العالم والتعرف على ثقافاتهم ومهاراتهم وإنجازاتهم ورموزهم الرياضية الذين باتوا ينافسون اشهر السياسين بل يتفوقون عليهم لما لهم من حظوة وحضور وجاذبية وتأثير. لاسيما على فئات الشباب  لهذا اخذت الكثير من الدول والمنظمات تعتمد الرموز الرياضية ليكونوا سفراء وطنيين او ممثلين عنها كسفراء النوايا الحسنة لمكانتهم المرموقة بين الناس وليقوموا بترويج قيم السلام والتسامح  والتعايش السلمي بين الشعوب ، ومن بين الاهداف الكبرى التي تحققها الدبلوماسية الرياضية  هو المساهمة في الجوانب التنموية والاقتصادية والإعلامية  للبلدان ولهذا تتنافس الدول على استضافة البطولات الرياضية  الأولمبية والعربية والعالمية مثل كأس الخليج واسيا  وكأس العالم وغيرها وقد شهدنا ما قامت به دولة قطر حينما تبنت اقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم على ارضها لتكون الدولة العربية الاولى التي تحظى بهذا التشريف وما نالته من مكانه وانتشار واهتمام اعلامي عالمي و متابعة الملايين لهذا الحدث الرياضي ، وفي الوقت الذي نتابع فيه هذه الايام احداث تصفيات كأس العالم والتي خاضها فريقنا العراقي ضمن مجموعته وجدنا ان الجماهير العراقية والقنوات الاعلامية بمختلف اشكالها  قد ساندت الفريق الوطني بشكل ملفت للانتباه وقد أشادت بهذا الجهات الرياضية و الاعلامية العربية والدولية وبما عكس صورة مميزة عن اهتمام الشعب العراقي وأعضاء الاتحاد العراقي لكرة القدم  الذين رافقوا الحدث وكانوا سفراء ناجحين سواء في التعامل مع ممثلي البلدان المنافسة  او في المؤتمرات الإعلامية واللقاءات مع مختلف الجهات ولا نغفل سلوك اللاعبين والتزامهم بالقوانين والتوجيهات التي منحت الفريق العراقي سمة إيجابية وسمعة دولية طيبة  وكذلك جمهورنا الرياضي الذي كان مثالا فريدا في التواصل والحضور  والدعم والتشجيع والترحيب بضيوف العراق  وهذا كله جسد انموذجا وطنيا وتلاحما مع الأحداث  التي تظل  بحاجة إلى ترسيخ قواعد الدبلوماسية الرياضية التي أضحت اليوم وسيلة فاعلة لتحقيق الاهداف الاستراتيجية والتنموية وتجسيد صورة الدولة القوية القادرة على الادارة والتعاون  والتنظيم الناجح لأكبر الفعاليات الرياضية .