(( صناعة الجمال في إعلانات مهرجاناتنا.. الحبّوبي أنموذجاً ))

وأنا أتابع إعلانات مهرجاناتنا الثقافية التي أقيمت وستقام في محافظاتنا العزيزة يتملكني شيء من الفرح والتجلّي والسعادة لما أراه من تنافس شريف وراقٍ في صناعة الجمال، حيث أن كلّ اتحاد أدباء في هذه المحافظة أو تلك يسمو بمبدعيه الخلّاقين ليرسم لوحة تبهرنا جميعاً !!

هذا ما يخلقه التنافس الموضوعيّ الخلّاق الذي سعى ويسعى إليه اتحادنا أدبائنا العام في إشاعة الروح الخلّاقة في كل عضوٍ من أعضائه من خلال توزيع هذه النشاطات بين المحافظات ليتسابق مبدعوها على تقديم الأفضل والأبهى تنظيمياً وإدارياً وفنياً وإبداعيا !!

لا أريد أن أتحدّث عن مهرجان النفّري كونه الأقرب توقيتاً وما شاهدته وتابعته من تنظيم رائع وتقديم إعلامي أروع ، بل سأتحدّث عن مهرجان الحبّوبي الذي ستنطلق فعّالياته بعد ثلاثة أيام وما أشاهده من إعلانات ودعاية إعلامية ذات حسٍّ فنيٍّ عالٍ من خلال الأعمال ( بوسترات ، فيديوات ) التي تُنشر على صفحات التواصل الاجتماعي، والذي أدهشني وحفّزني على الكتابة هذه،المبادرة التي يقومان بها المبدعان الدكتور ياسر البرّاك والشاعر علي الشويلي باستذكارهما لمبدعي مدينتهم ( الناصرية ) الراحلين الذين تركوا بصمة لن تُمحى في سجلّات الإبداع وبالمجالات كافة ( أدب، فن..الخ )، هذه المبادرة أعادت وتعيد للأذهان كل اسم مرّ من الأدباء والفنّانين والمشتغلين في مجالات أخرى من المبدعين الخلّاقين الذين أثروا المنجز الأدبي والفني بإبداعاتهم ذات يوم ، وتحفّز الآخرين من زملائهم في محافظاتنا الحبيبة أن يحذوا حذوهما ويعيدوا للذاكرة نشاطها من خلال استذكار مبدعيهم الراحلين أيضاً، والأكثر بهاءً في هذا المضمار عند مكالمتي للعزيز الشاعر علي الشيّال رئيس اتحاد أدباء الناصرية أخبرني أن هذا العمل سيكون فيلماً وثائقياً يُعرض في المهرجان سواء بالافتتاح أو في غير وقت ــ يا لها من مبادرة رائعة ؟!!

هذا العمل جعلني أتوقف عنده وقتاً لأتساءل مع نفسي قبل أن أسأل زملائي في كل مكان :ـ

ألم نتعلّم من ثقافة وإبداع مَنْ سبقنا؟!

كيف فاتتنا هذه المبادرة ولم نفكّر فيها قط ؟!!

ألم يكن بمقدورنا أن نستذكر مبدعي مدننا الراحلين ونقوم بعمل مماثل كالذي قام به أبناء الحبّوبي خلال هذه السنوات ؟!

أم ترانا نسيناهم أو تناسيناهم في خضمّ الحياة هذه ؟!

أحبّتنا أبناء الحبّوبي بعملهم الرائع هذا ــ وأنا على يقين تام ــ قد حفّزوا ويحفّزون زملاءهم الآخرين على أن يستذكروا أساتذتهم من المبدعين الذين مرّوا في المشهد الثقافي لمدينتهم حتماً ويقومون بتقديم عمل يليق بكل مبدع راحل!!

وسؤالي الآخر أيضاً :ــ ألم نتعلّم على أيدي أساتذتنا هؤلاء ذات يوم من خلال قراءتنا لما قدّموه من منجز خلّاق حرّك في أذهاننا أشياء كثيرة جعلتنا نسلك الدرب الذي سلكوه، لماذا نسيناهم ونحن نعمل أكثر من نشاط في الأسبوع أو الشهر أو السنة ؟!!

بورك منجزكم هذا يا أبناء الحبّوبي الرائعين وأتمنى أن نسعى للعمل كما سعيتم ، لأنه جزء من الوفاء لكل مَنْ وضع طابوقة في البناء المعماري لثقافتنا .

وأتمنى للحبّوبي المهرجان نجاحاً يليق بإسم مدينتكم المعطاءة وصانعة الجمال في كل وقت .