مهندس إستشاري

نحن على أعتاب عصر التكنولوجيا والسرعة، وعندما نقول: “اطبع بيتك الآن في أسبوعين!” فهي حقيقة تدعوك للتأمل في مدى قدرة التكنولوجيا على اختصار الزمن. فبدلاً من إنشاء المنزل في ستة أشهر على أقل تقدير، باستخدام عمليات معقدة مطولة تتسبب في هدر الوقت والمواد والجهد، تأتي الطابعة ثلاثية الأبعاد لتغير كل ذلك وتضعك أمام حقيقة مدهشة.

مزايا البناء بالطابعة ثلاثية الأبعاد:

1- الصلابة وتحمل الأوزان:يتميز البناء الناتج عن الطابعة بقدرته العالية على تحمل الأوزان، مما يجعله قادراً على دعم جدران الطوابق الأخرى والأسقف بثبات.

2- العزل الحراري:الجدران المطبوعة تحتوي على تجاويف تُتيح العزل الحراري الداخلي، مما يقلل من استهلاك الطاقة الكهربائية ويوفر تكاليف العزل وفواتير الكهرباء.

3- سهولة التأسيس:هذه التجاويف تسهّل مد الكابلات والتأسيسات الصحية بسرعة فائقة وبأقل جهد.

4- تقليل الحاجة للأيدي العاملة:فريق صغير مكون من خمسة أشخاص يمكنه بناء أكثر من منزل خلال أسبوعين فقط عند تنفيذ البناء بشكل متسلسل ومتوازي. هذا يعني أن بناء حي سكني متكامل قد يستغرق أقل من 10% من الوقت اللازم للبناء التقليدي.

5- خفض التكاليف والمخلفات:المصاريف الأخرى مثل السقالات والرافعات والهدر في المواد (الإسمنت، الطابوق، الرمل، والحصى) ستكون شبه معدومة، لأن الطابعة تعمل بكفاءة ودقة عالية باستخدام الكميات المطلوبة فقط، مما يجعل العملية نظيفة وخالية من المخلفات.

6- الدقة والجودة:البناء بالطابعة يضمن تنفيذاً دقيقاً بجودة عالية، مما يقلل الحاجة إلى إصلاح العيوب التي تحدث عادة في البناء التقليدي.

إضافة تقنية مهمة:

إحدى الإضافات الحديثة التي يمكن دمجها مع الطباعة ثلاثية الأبعاد في البناء هي استخدام “مواد ذكية” قادرة على التفاعل مع الظروف البيئية. مثل الجدران التي تغير من خواصها الحرارية حسب درجة الحرارة الخارجية، مما يُعزز من كفاءة استهلاك الطاقة. هذه المواد تُعد ثورة مستقبلية في عالم البناء المستدام.

أثر هذه التقنية في العراق:

العراق بحاجة ماسّة إلى أكثر من 6 ملايين وحدة سكنية، مع وجود أكثر من 3500 عشوائية تتركز معظمها في بغداد. اعتماد تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لبناء منازل منخفضة التكلفة يمكن أن يكون حلاً جذرياً للعشوائيات ونهاية وشيكة للتشوه العمراني في الأحياء السكنية.إن استثمار هذه التكنولوجيا من قِبل الحكومة لإنشاء مدن متكاملة ومصانع حديثة بأوقات قياسية يمثل فرصة ذهبية لتحسين قطاع الإسكان ودفع عجلة التنمية في العراق.

ختاماً:

العراق بحاجة للحاق بالركب التكنولوجي ومواكبة التطور الهائل في جميع القطاعات. عصر النمو لا ينتظر، والطباعة ثلاثية الأبعاد ليست مجرد تقنية، بل هي مفتاح لمستقبل أفضل!