الصفحات الثقافية بين ردود أفعال لا أفعال ...ودمقرطتها ضرورة قصوى |
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : استطلاع/ علي صحن عبد العزيز ماذا تقدم المجلات والصفحات الثقافية للأدباء والكُتاب والقارئ ؟...هل تشيع الثقافة أم يا ترى تقدم ثقافة للنخبة من حيث نوعية المواد وتخصصها وأسماء كاتبيها. (جريدة الدستور ) استطلعت آراء نخبة من المشاركين والمشاركات وطرحت عليهم هذا التساؤل : هل تعتقد بأن صحافتنا تتحرك بردود أفعال لا أفعال، وهل نحتاج إلى دمقرطة للثقافة حقًا؟ وكانت هذه الأجوبة الواردة. البحث عن المبدعين د. علي لعيبي/ رئيس مجلس وتحرير مجلة الآداب والفنون العراقية الورقية : بالتأكيد الصفحات الثقافية والمجلات الراكزة إضافة مهمة لأشاعة ثقافة حقيقية وكذلك تساهم في أبراز الشخصيات الأدبية والفكرية المؤثرة في الوسط بعيدًا عن المجاملات و الأمور الأخرى ، والمفروض أنها تقدم ثقافة العموم وليس النخبة هذا إذا كان هدف الصحف والمجلات نشر الوعي والثقافة الواعية ، ومن أصل واجباتها البحث عن المبدعين وتقديمهم للمجتمع حتى يعرفوا قيمة ومقدار كل شخصية ثقافية وأدبية ، والمفروض أن لا تبقى الصحافة أسيرة الأسماء الكبيرة بل واجبها البحث عن المبدع الآخر الذي لم يعطى فرصة الظهور ، أما العمل بالفعل ورد الفعل في الثقافة والأدب شي غير محبب على أساس أن هنالك ثبات للمبادئ والشعارات ، نحتاج بجدية عالية الى ديمقراطية واعية واقعية بعيدة عن الفوضى من أجل نتاح أدبي رصين. الثقافة هوية المجتمع د/ رسالة الحسن/ الصفحات منصة ثقافية مهمة لترويج الثقافة، فمن جهة تحتاج هذه الصفحات إلى أن تكون مخصصة للخبرة، إذ تستعرض مواد ثقافية متخصصة في المعرفة المعرفية الشاملة، مثل الأدب الفلسفي أو النقد الفني المعمق، مما يجعلها صعبة التناول للجمهور العام ، وفي هذه الحالة تخاطب هذه الصفحات جمهورًا محددًا تلو الآخر بالموضوعات الثقافية ويمتلك خلفية معرفية قادرة على العمل منها ومن جهة أخرى يمكن للصفحات الثقافية أن يشاركوا في إشاعة الثقافة وينشرونها للجميع عبر تبسيط المواضيع ويساهمون بها بطريقة جاذبة وسهلة ، حيث يتم الوصول إلى نطاق الثقافة من خلال مواضيع شاملة تهم الجمهور العام وتناسب مستوى فهمه، مثل المقالات الأدبية وأستعراض الكتب والأخبار الثقافية ، وهنالك جانبًا من الصحافة التي تتسم بردود الأفعال بدلاً من الأفعال، حيث في بعض الأحيان تركز وسائل الإعلام على الأحداث الجارية وردود الفعل التي تثيرها، بدلاً من التأثير الفعلي أو المبادرة في توجيه الرأي العام أو معالجة القضايا بشكل أستباقي ، وقد يكون ذلك ناتجًا عن التوجه السريع نحو تلبية أحتياجات الجمهور المتغيرة في عصر تكنولوجيا المعلومات المتسارع حيث يصبح التحليل العميق والتخطيط بعيد المدى أقل أهمية في بعض الأحيان ، أما بالنسبة لدمقرطة الثقافة فإنها فكرة ضرورية في العديد من السياقات، إذ أن الثقافة جزء أساسي من هوية المجتمع، ودمقرطتها تعني أن يصبح الوصول إلى المعرفة والتعبير الثقافي متاحًا للجميع بغض النظر عن الطبقة الأجتماعية أو الخلفية ، الدمقرطة لا تقتصر على السياسة فقط، بل تشمل أيضًا تكافؤ الفرص في التعليم والفنون والإعلام، مما يسهم في تنوع الآراء وتعزيز التناغم الأجتماعي، فنحن بحاجة إلى إعلام ثقافي أكثر أستباقية، يسعى لتشكيل الرأي العام بطرق مبتكرة ويسهم في دمقرطة الثقافة ليتمكن جميع أفراد المجتمع من المشاركة الفاعلة في بناء ثقافة تعكس تطلعاتهم وتتنوع فيها الآراء. الرصانة والأصالة والتجديد د. غزاي درع الطائي/ شاعر وكاتب : لا شك في الصفحات الثقافية جسر لعقد الصلة ما بين الأديب والقراء، وهي بما تمتلكه من أمكانات قادرة على رفد القارئ بما هو جديد عبر تواصلها المباشر مع الأدباء، وهي قادرة من جانب آخر على المشاركة في تفعيل الواقع الثقافي وإغنائه بالإبداع الأدبي والفكري، وعلى رصد الحركة الثقافية والأدبية والفكرية بأتجاهاتها المختلفة بفاعلية، ويعتمد نجاح الصفحة الثقافية بشكل أو بآخر على قدرتها على مواكبة المشهد الثقافي العراقي بما فيه من عمق وتجدد ورصانة فكرية وثقافية وأدبية وعلى تقديم زاد ثقافي متنوع للقارئ، والمهم في موضوع الصفحات الثقافية هو أن تكون حريصة على تقديم ما هو متميز وحائز على الجودة، وأن لا تقوم بتمرير كل ما يأتي إليها كما يفعل النهر مع المياه التي تصل إليه، ولو طُلب مني أن أضع شعارًا لعمل الصفحات الثقافية لقلت : الرصانة والأصالة والتجديد، مع التأكيد على أن يكون المحررون الثقافيون من أهل البيت وليس من جيرانه. شيوع الجهل والأمية شذى عسكر/ شاعرة وأديبة: لا ينبغي للمرء أن يسمح لنفسه بأن يدعو إلى الثقافة النخبوية لكون هذا التفكير يخلق إختلالًا وتناقض لفكرة إشاعة الثقافة أو دمقرطة الثقافة لكي تكون متاحة للجميع ، هذا هو هدف المجتمعات كافة، بل وهدف الإنسانية عامة ، إلاّ أن ما يحدث حاليًا يضطر المرء إلى اللوذ بما يمكن أن يطلق عليه تعبير النخبة الثقافية ليس لأنه يؤمن بمفهوم الثقافة الأرستقراطية، وإنما بسبب شيوع الجهل والأمية مع ملحقاتهما كالعصبية والطائفية والضغائن قد أدى إلى عملية فرز ثقافي. أجندات خاصة حسن الموسوي/ روائي وأديب: السؤال مهم جدًا لأن المجلات والصفحات الثقافية ساهمت بشكل واسع لترويج لأعمال الأدباء وفي كل الأجناس وللمجلات، ولها أيضًا دور بارز في المشهد الثقافي العراقي بعد الغزو الإلكتروني الذي أصاب جميع المجالات ، صحيح أن لكل مجلة أو صحيفة أجندة خاصة بها وتتبع الجهة التي تصدر منها ، لكنها في المحصلة النهائية تساهم في دعم الوسط الثقافي بشكل أو بآخر. تعدد الولاءات علي الوردي/ روائي وباحث : بلا شك تحتاج صحافتنا إلى نوع من الديمقراطية والخروج من قيد تعدد السلطات المفروضة في الشارع العراقي مع تعدد الولاءات، لذلك نجد أن الصحفي سيكون متحفظ في طرحهِ للسؤال أو يكون مقيد بسبب أتجاهات الضيوف وتعدد أتجاهاتهم السياسية ، نعم نجد ردود أفعال أكثر من أفعال لأن الصحفي يعاني من الأيديولوجيات المتخمة والمتسلطة على رقاب الناس، نحن شعب لم تصل له الديمقراطية لا أصطلاحًا ولا لغويًا، ولذلك فالثقافة النخب مع حركة الشارع تكون قلقة أو حرجة. صحافة شمولية علي الوائلي / أديب وشاعر: أرى الصفحات والمجلات الثقافية اليوم غالبًا ما تخاطب نخبة معينة من القراء، حيث تركز على مقالات ومواضيع متخصصة وأسماء معروفة في الأوساط الأدبية ، وهذا يحد من أنتشار الثقافة بين مختلف الفئات ويجعلها محصورة في فئة مثقفة أو أكاديمية ، نعم صحافتنا بحاجة إلى دمقرطة الثقافة وجعلها أكثر شمولًا، بحيث تكون قريبة من القارئ العادي وتقدم له مواضيع جذابة وتفاعلية تثير فيه الرغبة للمعرفة وتنمي ثقافته بشكل واقعي وملموس. حراك الثقافي منور ملا حسون/ أديبة وصحفية : هنالك مجلات أدبية وملاحق ثقافية تغذي الحراك الثقافي بنتاجات أدبية رصينة في فروع الأدب والمقالات المنوعة، بهدف كشف الرؤى الجديدة وإيجاد أواصر التواصل مع قراءالعالم عبر التعريف بجديد ثقافتنا ورغم أن الثقافية الإلكترونية أوسع، إلا أنها تحتاج الى غربلتها ، وميزة المجلات الثقافية الورقية أنها تحرص للتدقيق وللمراجعة قبل النشر لكي يرقى إلى المستوى المطلوب ، ويسعى المثقف إلى ممارسة الثقافة ممارسةً ديمقراطيةً وإن كانت لا تتناسب أحيانًا وسياسة الأنظمة الشمولية. إزمة قراء عبد الرسول محسن/ شاعر : الصفحات الثقافية ليست متاحة للجميع وهنالك الكثير من الأسماء المكررة التي تحتل عناوين تلك الصحفات ، وهم ينشرون نتاجاتهم الأدبية بغض النظر عن جودتها وصلاحيتها للنشر ، ولا أقصد هنا جميع الصفحات ولكن أغلبها الصفحات الثقافية والأدبية في جميع الصحف محدودة المساحة لا تسع منشورات الجميع ، ولاننسى أننا نواجه أزمة قراء في كافة المجالات مع هذا فأن تلك الصفحات مكتظة ومزدحمة بالنتاجات الادبية المختصرة جدًا ، وهي بهذه الحالة غير مؤهلة لنشر ثقافة أدبية جماعية عامة يشارك فيها الكل ، ما نحن بصدده الآن أن تكون تلك الصفحات تتعامل بالفعل وليس برد الفعل ، وأن تكون هي صاحبة المبادرة لأقامة النشاطات الأدبية والثقافية بكافة أجناسها وأجراء المهرجانات الثقافية والأدبية والمسابقات وتقديم الجوائز وكتب الشكر والتقدير والتميز وغيرها ، وليس مجرد صفحات تزدحم فيها القصائد والخواطر والقصة وهي لا تقدم ولا تؤخر ، نحن بحاجة لثورة ثقافية تقودها تلك الصفحات يشارك فيها الجميع وتشمل الجميع ، وهنا لابد أن نذكر التكنلوجيا الحديثة والأنتريت والتي تنقل آخر أخبار النتاجات الأدبية من أقصى الأرض إلى أقصاها ، والتي قللت من دور جميع الصحف والمجلات المقروءة وعزوف الكثير عن متابعة تلك الصحفحات. صحف التوثيق خالد الباشق/ شاعر : لا يستطيع أحد أن ينكر بأن الصحافة الورقية تقلص دورها بشكل كبير بسبب الصحافة الألكترونية، واليوم القارئ أتجه إلى الطريقة الأسهل له لكون الخبر يصل إليه قبل حتى أن تطبع الصحيفة الورقية ، ولهذا أفتقد المتلقى أهم عامل وهو اللهفة والدهشة والتشويق لحصوله على الصحيفة وتصفحه ، لكن برأيي الصحيفة الورقية اليوم عامل مهم للتوثيق بالنسبة للأديب فقط ، لكن بقيَّ هنالك فئة قليلة جدًا من عشاق الصحيفة الورقية كالهواية لا أكثر ، وأنا من عشاق أقتناءها وتوثيق نتاجي بها لكونها تدوم ويمكن الأحتفاظ بها كأرشيف للزمن. متابعات مفقودة أبتهال خلف الخياط/ شاعرة وأديبة: ربما سؤال البحث يبدأ بعدد القراء من غير الأدباء في جميع أنواع الأصدارات الثقافية من مجلات وصحف ورقية أو إلكترونية ، أما الأدباء والكُتاب فمتابعات الأغلب منهم تكون لإصدارات شملت نصوص لهم ، فلقد كانت الصحف المحلية سابقًا تصل إلى الدوائر الحكومية والمدارس فما زلت أتذكر صحيفة ديالى وصدى ديالى التي كانت تنشر على صفحتها الثقافية كتابات الأدباء من ديالى ، ولا زلت أذكر حين مراجعتي لدائرة حكومية مقولة لموظف أنه يقرأ لي من خلال الصحف المطبوعة والتي تصل إلى الدوائر ، هذه الحالة أنتهت تقريبًا فلا مسؤول يتابع لهكذا أنجازات تحتاج لرفد مالي ، كما أن مجلات أتحاد الأدباء مخصصة للأدباء والنخبة ولا تصل لغيرهم ، نعم أظن أن صحافتنا والإعلام ككل يسير ويطرح ردود الفعل والضعف ظاهر في الطروحات إلاّ ما ندر ، نحتاج إلى نهضة فكرية ومهنية تواكب التطور الإعلامي العالمي ، وما نراه في الأعلام العربي والعراقي مخجل، فما زال الخوف وضعف المواقف هو المتحكم في الأعلام والصحافة العربية ككل والعراقية على وجه الخصوص. مؤشر إيجابي علاء سعود الدليمي/ شاعر وأديب : الصفحات الثقافية بالمجمل تقدم مادة ثقافية متنوعة وهي حريصة على تناول الأهم وتفضيله على المهم لكثرة الطرح الأدبي، وهذا مؤشر إيجابي للنمو الثقافي بشكل عام والصحافي بشكل خاص، قد تكون هنالك بعض الهنات هنا أو هنالك ناتجة عن الميول الفطرية نحو معانقة الأفكار والرؤى التي تتشابه من حيث الشكل والمضمون مع بعض الصفحات، وهذا لا يعد مثلبة ما دام يصب في نتاج أدبي يعالج المشاكل الأجتماعية والثقافية والسياسية. صناعة الرأي ثامر الخفاجي/ أديب وشاعر :صحافتنا اليوم غالباً ما تتحرك كرد فعل، حيث تتعامل مع قضايا وأحداث تجري فعلاً أو تُفرض من الخارج، بدلاً من أن تصنع هي الأجندة الثقافية وتسهم في التوعية والتغيير وصناعة الرأي العام ، ولهذا فإن دمقرطةالثقافة مهماً وضرورياً لإتاحة المحتوى الثقافي للجميع، إذا كتب بلغة بسيطة وعالج موضوعات تهم شرائح المجتمع ككل وليس فقط النخبة. مساحة الجمهور براء الجميلي/ شاعر وأديب: الأصل في الصحف أنها نبض للواقع بكل تفاصيله حسب تخصص كل صحيفة، لذا فهي قائمة على ردود الأفعال لأنها أنعكاس وليست مولّدة وموجهة للجمهور، أما عن الثقافة ، فبالتأكيد تحتاج إلى دمقرطة لأخذ مساحتها بين الجمهور وإلاّ فستكون مؤدلجة ومسيسة. أنجازات ثقافية أبراهيم قوريالي/ شاعر وكاتب :أعتقد بأن صحافتنا تقوم باللازم في كلتا الحالتين وبشكل منصف كيف؟ هي تهتم كثيراً بالمبدعين الحقيقيين وتنشر أنجازاتهم الثقافية ، ولا بأس أن تحركت بردود الأفعال ومعظم الجرائد العربية والعالمية تفعل هذا ، الثقافة هي الديمقراطية بعينها إذا كانت معتدلة دون أن تسيء للآخرين أو تتخذ شكل التهجم أو تدعو إلى العنف والإكراه والنفور، فأن فعلت هذا فهي لا تعتبر ثقافة أبداً بل بوقًا ينفر منه الآخرين. |
المشـاهدات 67 تاريخ الإضافـة 26/11/2024 رقم المحتوى 56277 |