بعد قيام أمانة بغداد بتأهيل وتطوير شارع المتنبي الذي يضم المئات من المكتبات والمحال المخصصة لبيع الكتب والمجلات والصحف والقرطاسية ، راح يستقطب العراقيين من جميع المحافظات لشراء ما يحتاجونه من الكتب الأدبية والثقافية والتاريخية وبأسعار زهيدة واصبح حديث العراقيين والعرب وملتقى السواح والمثقفين لنكهته التاريخية والتراثية.. ولكنه مع هذا التطور والانتعاش الذي حقق هذا الشارع فقد تحول مؤخراً الى (سيرك) تداخلت فيه اصوات الباعة وعربات بائعي اللبلبي و (الدولمة) مع انتشار رائحتها التي راحت تجذب العديد من المارة والرواد الذين لا ينتمون الى الثقافة، وهمهم الوحيد هو النزهة والتقاط الصور التذكارية ، واتسعت ظاهرة بعض السلوكيات التي لا تتناغم مع عبق الكتب والمطبوعات التراثية والأدبية ، وأصبحت غصة في نفس كل مثقف وأديب تعود على ارتياد هذا الشارع سيما خلال أيام الجمع كل اسبوع ..ومن أجل أن لا يفقد هذا الشارع تأريخه العريق ونكهته التراثية والثقافية والأدبية ويتحول الى مجرد شارع تجاري لابد أن تبادر أمانة بغداد و الجهات المعنية للحفاظ على هويته وتمنع جميع اصحاب العربات والاكشاك المتنقلة المتخصصة ببيع الأطعمة و الماكولات الشعبية والمرطبات من التواجد في هذا الشارع الذي يعتبر أيقونة بغداد الثقافية .. وليس هذا بعسير.

على البياتي