النـص : يؤكد المتتبعون لأحوال العراق عقب دخول القوات المحتلة والسقوط أن عدداً غير قليل من الجمعيات والمنظمات المدنية والروابط تأسست واتخذت لها عناوين بارزة ومقرات معلومة دون أن تكشف عن حقيقة أهدافها والجهة الممولة لها.. وليس غريباً أن يحصل مثل هذا خلال الأعوام القليلة التي أعقبت التغيير واتسمت بـ (الأنفلات) وغياب القانون والنظام وسيادة الظواهر السلبية والطارئة التي لم تكن مألوفة للعراقيين ، لترويج المخدرات واتساع عدد المتاجرين والمهربين.. وانتشار عصابات النهب والتجاوز على محرمات الشوارع والممتلكات العامة واحتلال عقارات الدولة ، وادخال كل ما هو فاسد ومغشوش عبر المنافذ الحدودية في ظل الرقابة العليلة والفاسدة .. وامتدت هذه الظاهرة الى تشكيل روابط للشحاذين وتسخير الأطفال لترويج المخدرات وتسويقها، ويقف وراء كل هذه الظواهر (مخرجون) متمرسون وماهرون في فن الاخراج والتمثيل ، ومتخصصون في المكياج ولديهم الكفاءة والمقدرة على اظهار منتسبي هذه (الجمعيات) او (الروابط) أو (المنظماتة مجهولة العنوان والهوية) بمظهر المعاقين والمصابين بعاهات مستديمة ويرتدون الملابس البالية للاستحواذ على عواطف المواطنين .. إنها مجرد مسميات وهمية وعناوين ولدت في زمن الانفلات لتمارس عمليات التفقيص والنهب والشعوذة وترويج المخدرات تحت مسميات مدينة وهمية لاستغفال ضحاياها من المغفلين.
عادل اسماعيل
|