النـص :
في ذكرى يوم النصر العراقي العظيم اليوم تمر علينا الذكرى السابعة على تحرير العراق من اسوء احتلال مر به، بعد ان دخل تنظيم داعش الارهابي للبلاد من جهة سوريا بعد سقوط اراضيها لتسقط كبرى مدن العراق من الموصل الى صلاح الدين الى معظم كركوك الى كل الانبار لاحقا، كما وكانت ديالى على وشك اللحاق بهم.ذكريات مؤلمة عشناها ونحن نرى العراق يئن وهو يتمزق، وللاسف لم تكن هناك قناعة مبنية على تحريره مالم تكن ارادة اهل الدار تريد ذلك، وهو ماعملنا عليه قبل اي تحرير، من بناء جسور محبة ومودة وترابط والتذكير بخيمة البلد الواحد، وامانة ايصاله للوحدة للحفاظ على ارثه وتاريخه ورسم مستقبله، فهي بالنهاية امانة على هذا الشعب وما نحن الا احد الشعوب الذي مر على العراق التاريخي وعلينا ايصاله لمن بعدنا كما اوصله لنا من هو قبلنا.والحمد لله وعلى عكس توقعات اكبر الدول، بان التحرير يحتاج 30 عاما ليتقلص باردة اهل العراق من جنوبه لشماله الى 3 اعوام وليهزم اقوى تنظيم ارهابي متطرف عرفه التاريخ حيث استطاع العراق من حشد مايقارب ال3 مليون مقاتل توزعوا بين جيش وشرطة وحشد شعبي ومتطوعي فصائل واجهزة امنية وصل تعدادها للعشرات.كما واستطاع العراق اقناع مجلس الامن الدولي والدول العظمى كافة من ادراج التنظيم وتنظيمات اخرى في طائلة التنظيمات الارهابية المحظورة عالميا ضمن القرار 2170 لتنطلق عمليات التحرير بعد تشكيل غرفتي عمليات لاجل ذلك: * الاولى غربية وبضمنها العراق وتديره الولايات المتحدة وسميت CENTCOM (التحالف الظولي لمحاربة داعش). * الثانية شرقية وتسمى الخلية الرباعية والتي ضمت العراق وروسيا وايران وسوريا. وبذلك استطاع العراق وهو اول دولة بذلك من تسخير القوى الشرقية والغربية لصالح ادارة المعارك وهو امر نادر الحدوث جدا كونهم متصارعين ليصبحوا برأي واحد في العراق.لكن اهم ما ساعده في ذلك هو قدرته على اقناع اطراف الداخل والمعروف عنه ان العراق متعدد الاطراف والاطياف، وهو ليس عيبا بل اثبت العراق انه نقطة قوة وليس ضعفاً.كما استطاع العراق واهله باقناع اهالي المناطق المحتلة ذات الغالبية السنية وهم اهل الدار بجودة ودفىء حظن الوطن، كما اقنع الكرد بالمصير الواحد ليدفعوا بخيرة ابنائهم ومواردهم لذلك، كما اقنع ابناء المدن الحنوبية ذات الغالبية الشيعية بضرورة سعة الوطن حيث الشعوب تغزو للحصول على اوطان كبيرة وليس التقوقع فيما هو موجود، ولتنبري المرجعية بفتواها ب “الجهاد الكفائي” والذي غير جميع المعادلات وتدافع ملايين الشباب للتراكض لاجل الوطن الواحد حتى كثير ممن القى السلاح وعاد لداره سابقا وهو خائب الظن عاد لحمله فهو جهاد الوطن الذي هو اسمى من كل شيء.* هنا كتبت الملحمة الكبرى التي لو كان فيها كلكامش موجودا لافتخر بما قدمه احفاده، لتتحرر القرية تلو القرية، والقضاء تلو القضاء، والمدينة تلو المدينة، والمحرر فرح والمتحرر يلقي الحلوى المخلوطة بدموعه.* هنا بالذات كتب الوطن اسمه باحرف من نور.* هنا سطرت دماء ابناء العراق الزكية سجاداً احمراً ليسير عليها شامخا.* هنا بالذات تفاخر حمورابي بما خلف بعده.* هنا بالذات ابتسم نبوخذنصر منتصرا * هنا بالذات اعدنا لعلي ابن ابي طالب عاصمة بلده.* هنا بالذات استبشر هارون الرشيد بفتح جديد.* هنا بالذات استبشرت السبية الايزيدية والتركمانية والمسيحية خيرا لعودتها حرة. * هنا بالذات كفكفت الامهات دموعها على ابنائها من الشهداء وادركوا انها لم تذهب سدى.عاد العراق بعد تجربة مريرة وتوحد وانطلق للبناء والاعمار واهم ماتحقق وحدة ابنائه واعادة جسور المودة والتواصل بينهم.انه نصر شاهق حرق قلوب العدى، جعلنا نضحك ونكفكف الدموع ونرى جمهور التنظيم بين الجحور وبين الفضاء السيبراني مسجونين كالجرذان، ولتنتهي اسطورتهم ب “باقية وتتمدد” ليحل محلها “انتهت وتتقلص” ولتنتهي أسطورة خلافتهم المزعومة ومعها ما اسموه ب “ارض التمكين”.يا الله كم هو جميل هذا العراق وكم هو اكبر من حجمه.نعم اطلت كثيرا ولا استطيع ان ازيد مهما حاولت لكن خير ما اريد ان انهي به اسطورة “تحرير العراق” بالفاتحة على ارواح المدنيين والمجندين لمن حرر العراق ولتصبح تلك الارواح نحوماً تتلألأ في سمائه، واللهم ان نحلفظ على هذه الامانة ولنمنع اي ما يهدد البلاد مجددا ممن يفكر ان يغزوه او يفككه والمخاطر كما لم تتوقف سابقا فلن تتوقف مستقبلا.
|