النـص :
أن متطلبات الحياة التي نعيشها اليوم تختلف كثيراً عن مفردات الحياة التي عاشها آباؤنا واجدادنا .. وبالأمكان ملاحظة ذلك في التغييرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي ضربت بأطناب المجتمع كافة مما ادى الى مواكبة هذه التغييرات الكبيرة .. وأن اعتماد الأسرة على دخل واحد لم يعد يكفي لتلبية حاجاتها ، ويثقل كاهل الأب .. ومن هنا يتوجب ايجاد البدائل الناجحة لتوفير احتياجات الأسرة وأدارة شؤونها بنحو سليم .. ومن ذلك منح المرأة الفرصة للأسهام في تأمين جزء من احتياجات الأسرة بعد أن أصبحت حاجات الأولاد ومتطلبات المنزل غيرها في الزمان السابق ... هذا من جانب ، ومن جانب آخر قد يكون حضور المرأة واجباً عينياً في عدد من الوظائف ، سواء في مجال التعليم أم الجانب الصحي حيث لا تتحرج الأسر المحافظة من التعامل معها، وخصوصاً في المناطق الريفية التي تبرز فيها النزعة الذكورية والأعراف الاجتماعية التي تؤكد على حماية المرأة من الانخراط في الفعاليات الذكورية.وبرغم أن عمل المرأة اليوم يواجه مشكلة كبيرة للأسرة ، لأن تواجد الأم مع افراد الأسرة واهتمامها بأولادها ورعايتهم له أثر كبير على نفسية الطفل وسلامة قواه النفسية والجسدية من حيث التربية والتعليم والأمان الذي يشعر به الأولاد عند وجودها بينهم لكونها مصدر الحنان .. ومع هذا فأن عمالة المرأة اليوم اصبحت مشهداً مألوفاً ومقبولاً ، وأخذاً بالاتساع بين أغلب الأسر العراقية ، وهناك شواهد عديدة استطعن أن يتغلبن على ظروفهن ويتألقن في مجال اختصاصهن وأصبحن مثالاً يقتدى به.
اوس عز الدين
|