لا احد يعرف لماذا غادر بشار الاسد سوريا بتلك الطريقة ( الدراماتيكية ) بعد ان قاتل في سبيلها عقدين ونصف من الزمن  ، وأوعز "للجيش العربي السوري" ، وهذا اسمه ، بأن يقاتل حتى آخر جندي مكلف دون هواده من  شهر آذار / مارس العام 2011 حتى المغادرة أواخر هذا العام ؟ او سمها هروبه او الانسحاب آنى شئت ، إلى منفاه ،

الذين يعرفون "الحيثيات " قلة قليلة من المفاوضين الذين عرضوا عليه حلولا رفضها كلها وتمسك بخيار البقاء حتى  اجبر على ترك بلاده  في اللحظات الاخيرة بعد أن  أطبقت عليه الجيوش والميليشيات من كل الجهات ، حتى ترك دمشق فاراً ،  تاركا وراءه جيشه وحرسه ووثائق امنه ومخابراته ووزاراته وقصوره ومقتنياته عرضه للمقتحمين الذين اعتلوا أسوار مباني الدولة وسجونها ووزاراتها ليعلنوا نهاية عهد بيت الاسد بعد ثلاثة وخمسين سنة من الحكم تحت شعار مظلل ب( امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) ، لتطوى صفحة أخرى من صفحات التاريخ المحملة بالألم والعذاب للشعب السوري الذي عاش في اغلبية مرحلة الصراع مع الحكم  ، وتلقى قسوة ما يسمى ب "الشبيحة" حتى البراميل المتفجرة التي أنزلتها الطائرات الروسبة ، لإسكات أصوات المعارضين من شعب سوريا الغاضب والناقم على الحكم الذي ظن ان القسوة هي الحل ، و الذي يصفونه ب " المخابراتي "  القمعي في إعلانهم  عن الثورة والانقلاب على بيت الاسد ،،وسوريا ،  ليتسلل النمور الحموية والحلبية والإدلبية و الدرعاوية  ويسقطوا جدران السلطة المنيعة التي انهارت بأسرع ما يتخيل ،  ويعلنوا التغير الذي تمنوه منذ عقود. ، هل وصل كل شي للجمهور السوري على طريقة مغادرة الرئيس بشار وأسرته الصغيرة ؟ ام ظلت تكهنات وحكايات تلوكها الالسن ؟ ومن ترك خلفه كي يتمكن هو من الإفلات من ملاحقيه ؟ ومن هم ملاحقوه أصلاً ؟ ، وكيف تمكنوا من إسقاط المدن السورية المحكومة بالنار والحديد ؟ بتلك السرعة والمفاجئة ، ؟ واين تبخر ذلك الجيش الشرس الجسور الذي حمى النظام نصف قرن ؟وتمكن من تجنيد الالاف في ثكناته بين مقاتل جيش واجهزة امن وموظفي الحزب والدولة ؟

مهما يقص علينا الكثيرون اراءهم فيما حدث هي لا تعدوا  سوى ( خبريات ) كما يقول خبير دولي يعرف النظام مفصلا ،فان ذلك ضرب من حكايات اغلبها مبتكر ! او قد تكون تحاكي الواقعة ،  لكنها ليست بالدقة الكافية كي نصدقها ؟ لاسباب عديدة ،،الاهم في كل ذلك حجم ونوع " البروبوغندا. " التي رافقت مشهد الرحيل المفاجئ للأسد ، وكيف ترك وراءه مئات الآلاف  من اتباعه وأعوانه ومريديه وطائفته ،بل حتى اقرب المقربين اليه مكشوفين ، ونجى يجلده ليصل موسكو ،محملا بما تبقى ملكه من زوادته للعيش في  المنفى ، إنها رحلة صعبة ومعقدة وتكاد تكون خيالية ، بل ومفاجئة ،

  ما الذي حدث لهذه الدولة العربية من تداعيات مثيرة ، في منظور التاريخ وقسوة الجغرافيا ، ودلالة الفعل وتأثير الموقع الذي شغلته سوريا والدور الذي مارسته والتحالفات (الخاطئة ) التي عقدها النظام مع دول لم تتمكن من إبقاءه في قصر تشرين الرئاسي ، إلى حين تصفية خصومه او ترتيب بيته المتداعي بفعل ذلك الهجوم المباغت والرسائل التي بعثها له ولجيرانه !؟

ما الذي حدث بالضبط !؟ لا احد يحكي حقيقة ما جرى ، سوى تفسيرات وأقاويل عن ( خذلان ) للأسد او إنهاك حتمي له  و لنظامه ؟

او تسوية دولية لتوزيع ادوار جديدة في الشرق الأوسط ، بفعل السياسات التي لم تعد تقُبل بما يحدثه حراس النظام ( السابقين ) الذين تركوا مشهد مأساوي آخر يلتحق بمشهد سقوط نظام بغداد العام 2003 ليعيد للأذهان حكاية ( أكلت يوم أكل الخروف الأسود ) وهكذا تدور حكايات هذا العالم العربي بطريقة ألف ليلة وليلة ، دون حتى تفسيرات مقنعة لما يحدث !؟ و كما يقول صاحبي الخبير كل شي سيتضح بعد عام على اقل تقدير !!