يُغَافلُ الوَقتُ |
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص :
مراد اللحياني - تونس
مِشكاةَ العَطَشِ الحَيِّ يُمسِكُ أَعِنَّتَهٌ...
وَكُلُّ الأجراسِ تُمسي شَوقًا تَبَدَّدَ فِي مفاتنِ الرِّيحِ...
وَحُزنُكَ حُزنُكَ نِسيانٌ مُؤَجَّلٌ سَليلُ سِيرةِ البَردِ نُعَاسٌ الخُطُواتِ في متاهاتِ الطّريقِ
حُزنُك هُو نبلُكَ الفريدِ لَن يَخدِشَهُ أَبدًا لَا وحشة التُّرَابِ وَلَا أظافرالنّسيان...
فَأَفضِي بالُّدُّعَاءِ عَلَى الرَّاحِلِينَ عَلَى أَهدابٍ مَنذُورةٍ للبُكَاءِ عَلَى نُعُوشٍ تَمرُّ تَعبُرُ وَحدَهَا قَدَرَ الجَلِيدِ تَفُرُّ مِن بُرُودِ الشَّمسِ وَقَد أَعيَاهَا التَّجدِيفُ فِي حُمَّى الطِّينِ...
هُوَ سُلّمُ العُمر يَقِفُ على المَصَبِّ فَلَا يُمهلنا لِنُخمِدَ صوتَ الرّيح فِينَا لِنَتَعَلَّمَ كَيفَ نَختبِىءُ فِي النَّشوةِ العَابِرة كيف نَحرِسَ القَلبَ مِن المَلَلِ كيفَ نَفطِمُ الجُنُونَ عن ثَديِ البَيَاضِ كيفَ نُدرِّبُ الزّنابِقَ عَلَى الرّقصِ والفَراشاتِ على الغناءِ والحَمَامَ على الهديل
هُو الموتُ دورةُ الفتنة العنيدة في حُنجُرةِ الزّمن..
هُو الموتُ يَلوكُ صلواته على سُجّادِ الهَاويةِ يُنادي لَيلاهُ لِفِراشِ الفناءِ
هُوَ الموتُ يقف بكلّ جلاله على عرش السّهو على فتحة الضّوءِ يُخرجُ لِسانَهُ ويَلعَقُ نَشوةَ الألوانِ يُديرُ مِقبضَ الهَباءِ بِإصرارٍ سَحيقٍ
هُو الموتُ يُحدِّقُ جامدَ النّظراتِ بِعينِ التَّشَفِّي مِن خلفِ سِتَارٍ ينامُ تحت أَسِرّتنا يَنخَرُ لِحَافَ الأماني يعُدُّ أَصَابِعَ الإنتظَارِ يَتصَيَّدُ آثَارَ المَاءِ بَينَ السُّطُورِ...
فَلِمَن تُشعِلُ الزَّغَاريدَ؟ أَيّها المُقامرُ والقاعُ خَرابٌ لِمن تشعِلُ الزَّغَاريدَ؟ والأفُقُ أَصَمٌّ والماءُ يُجهِشُ بالعَمَاءِ يَتَعَثَّرُ في عُشبِ الفُصُولِ في احتمالاتِ القَصِيدِ والحرفُ يُكَفِّنُهُ البُكَاءُ
وَأيُّ نَبيذٍ سَيُنجِيكَ وَأنتَ جَمرٌ يُلملمُ اشتعَالَهُ مَن شوكِ الثَّواني مِن اَكفّ الظّلامِ مِن شِفَاهِ الغُرُوبِ
تُرهفُ السّمعَ إلى دَبيبِ موتٍ يُخَبِّىءُ ثُمالتهُ في عَنَاقيدِ العِنَب لِيملَأَ كَأسَكَ ./ . |
المشـاهدات 21 تاريخ الإضافـة 20/12/2024 رقم المحتوى 57216 |