نصّان |
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص :
ياسر محمود محمد عضو اتحاد كتاب مصر الأربعين -السويس -مصر * الفتاة الفتاة .. الفتاة ساقاها بكل خاص ، قطتي الصغيرة تهوى عناقها ، والفتاة .. الفتاة جميلة .. وعيناها حلوتان ، أنا لا أتكلم عن ماضي معها ، عن ذكرياتي عندما أخذها في حديقة الخالدين ، امام مبني المحافظة العتيق شاهداً علينا ، لأتحدث معها عن حكايتي المفضلة .. * * * الفتاة .. ترتدي "جونلة" و"بلوفر" أحمر مخططاً باللون الأسود . تضحك ضحكة عالية مجلجلة فتهتز جبال عتاقة هناك .. فما بالك بقلبي ؟! ما بالك بروحي وكياني وهما يهتزان ما بين يديها . وشعارها الدائم الذي لا تصرح به إلا علي لسانه :- " لابد أن نعرف الدنيا " . * * * مررت بكل التجارب الممكنة لكي أحتويها الآن – كما أخبرتني نصائح صديق ما – لكن ما بالها تتمنع وتتمرد بعد أن كدنا نصل ووضعت بالفعل بعض حقائبي علي رصيف محطة اللقاء . الْجِيْنُ الْغَامِضُ * إليها.. وهي ليست بليلى الحب والجنون، الحب هو الجنون.. هل تذكرين يا ليلى ذلك الجين الغامض الذي يجري في كلينا، أبوك خلف أربعة جدران، وأبي قهره الزمن، وأنت دموع تضوع في غرفتك، وانا سجين حبك المتماهي مع حزني. ما ذلك الجين الغامض يا ليلى، الذي يرسم بداخل كوخ روحنا الفقير كل هذه التعاسة؟ أنا وأنتِ نرتدي ثيابنا الملتصقة بعرق هزيمتنا، نرتعش كالطفل الذي يخشى العقاب، نقاوم كأسماك الزينة إصرارًا مستميتًا من الحياة لسجننا داخلها. -لونُكِ أصفر! قلتُ. -أشعارُكَ حزينة. قالت. -هل أنتِ مريضةٌ؟ رن الصوت الماسي: -لمَ كل هذا الحزن في شِعرك؟ هل تستمده من معبودٍ للحزن؟! أضافت خريجة الآداب المثقفة: -حقا لماذا لا يوجد معبود للحزن عند الإغريق؟! حدقت في مقبض الباب الزجاجي في محل بيع السيارات الصغير. مر بخاطري فجأة "نحن اثنان وثالثنا مثلنا طرد من ربقة الملائكة. -لم تجيبينني؟ لونك أصفر! وضعت بدي على جبهتها في حنوٍّ بالغٍ لطفلتي السمراء الكبيرة، التي منحت الزمن أجمل هدية مجيئها إلى هذا العالم الذي ما انفك يطلي روحها بالجراح نتيجة للجين الغامض! -لماذا جئتِ إلى العمل وأنتِ متعبةٌ؟! رفعت يدها في وجهي بإشارة لا. -هل ثمة أوقات للراحة في هذا الزمن؟! مرت ثوانٍ تخيلتها أعمارًا في أكوانٍ تمتلئ بالبشر –أو غيرهم- والجين القاتل. -لماذا لا تكتب أشعارًا مفرحة/ مفهومة وقصصا عن (...) هؤلاء؟ -أنا أكتب فقط! وبحر الكلمات هو الذي ينسال في بحيرة شِعري.. لا أقصده! هو يأتي كما يأتي1. صمتت لحظة لتفكر فيما قلت، وعدلتُ خصلة من شعرها الأسود الفاحم ورجعت بظهرها إلى الوراء فوق الكرسي الحاد في زواياه. تكتب فقط؟! ما مهمتك إذن؟!.. أن تستقبل الكلمات من بحيرتك التي تمتلئ بأرواح هائمة تبحث عن الكمال! هتفت بها: أنا أبحثُ يا صديقتي عن الجين! لم تفهم ماذا أقصد. قامت من مكانها وهتفت برنة طويلة.. -الجين!!! لاحظت أن كلينا بداخل المحل الزجاجي، فلاحت منها نظرة نحو الغرفة الداخلية الموضوع بها موقد لعمل الشاي فقط2. ثم جاءت ووقفت خلفي ووضعت يديها على عيني، أصبحت لا أرى شيئًا. هتفت بي: -عن أي جين تبحث أيها الماكر؟! لحظات كالزمن الذي فات ولن يجيء3. غمغت قائلا: الجينا لغامض في النفوس الحائرة ما بين نصف ملاك ونصف شيطان! أظنها استمرت زمنا وهي تغمي عيني وتضحك بشجن، ولكنني كنت أرى بصيصا صغيرا من بين أصبعين من أصابعها من شعاع حائر، ضاع من أينشتين درجة ميله، شعاع ضئيل كان ينير نفسك ونفسي برغم هذا الجين الذي يجري في دمائي ودمائك يا ليلى.. حين تعاستنا!! -------- ذكرتها بسطرين من أشعاري القديمة جدا جدا: يأتي الزمان كما يأتي/ يتغير بشكل بيتي/ دمي يتسرب يسقي السواقي القريبة من جدران بيتي. إخال أنها ظنت بي سوءًا. لعل من الأفضل ألا يجيء! من يعلم؟! أو يجيء! |
المشـاهدات 191 تاريخ الإضافـة 20/12/2024 رقم المحتوى 57219 |