السعودية ـ سمير بدر

خسر المنتخب السعودي أمام نظيره البحريني، في بداية رحلته ببطولة كأس الخليج، بالخسارة، بنتيجة (2-3)، خلال المباراة التي جرت أحداثها،  الأحد.وبعد نهاية الجولة الأولى، جاء المنتخب البحريني في صدارة ترتيب المجموعة الثانية، متفوقا على العراق، بفارق الأهداف، بعدما تمكن الأخير من الانتصار على اليمن (1-0).وهناك العديد من الأمور التي ساهمت في خروج المباراة بهذه النتيجة، والتي جاء على رأسها الفوضى الفنية الخاصة بالمنتخب السعودي.

بداية خاطئة

بدأ الفرنسي هيرفي رينارد المدير الفني للمنتخب السعودي، المباراة بتشكيل غريب، متمثل في تغيير بعض المراكز الخاصة باللاعبين، وإراحة أسماء أساسية أخرى.وتتمثل البداية الخاطئة في إشراك الشاب عبد الإله هوساوي من البداية رغم صغر سنه وضعف خبراته، مع وجود عبد الله الحمدان في مركز الجناح الأيسر، وهو بعيد كل البعد عن المراكز التي يلعب فيها، سواء كرأس حربة أو تحت المهاجم. كذلك، بدأ رينارد المباراة بالمهاجم عبد الله رديف، رغم وجود صالح الشهري صاحب الخبرات الكبيرة، بالإضافة لإبعاد سالم الدوسري عن التشكيلة الأساسية، رغم الجاهزية التي ظهر بها اللاعب بعد نزوله في الشوط الثاني.فضلا عن إبعاد المدافع حسان تمبكتي عن التشكيلة الأساسية، رغم جاهزيته البدنية، مقررا الاعتماد على الثنائي علي البليهي وعلي لاجامي، رغم أنهما لا يجيدان اللعب سويا بأفضل صورة ممكنة، حيث ظهر ذلك في عدة مناسبات سابقة.

عشوائية سعودية

ظهر المنتخب السعودي بعشوائية كبيرة، متمثلة في عدم قدرة اللاعبين على التحرك بصورة مثالية وتقديم الواجبات الأساسية على المستويين الدفاعي والهجومي، وهو ما جعل البحرين، تستغل العديد من الأخطاء.الأزمة الأولى التي واجهت المنتخب السعودي، هو عدم القدرة على بناء الهجمة بسبب سوء التمرير من الخط الخلفي، وفشل ثلاثي الوسط المتمثل في محمد كنو ومصعب الجوير وعبد الإله المالكي في توزيع اللعب أو إرسال الكرات الطولية."الأخضر" خاض المباراة بطريقة (4-3-3)، ولكنه فشل في السيطرة على وسط الملعب أو الأطراف، وكان يخسر الكرة باستمرار، لعدم قدرة اللاعبين على الاحتفاظ أو التمرير بصورة صحيحة، نتيجة الضغط البحريني المستمر وإغلاق زوايا التمرير.وبسبب الفشل في التمرير من العمق أو الأطراف، اضطر عبد الله رديف (رأس الحربة) إلى النزول لوسط الملعب من أجل استلام الكرة، ولكن دون جدوى وسط تنظيم البحرين المحكم.ومع وجود هوساوي كجناح أيمن، والحمدان في الجهة اليسرى، فإن الأخضر حرم من أسلحة الرواق على المستوى الهجومي، حيث اضطر الظهيران سلطان الغنام وياسر الشهراني، للتقدم أحيانا من أجل إرسال العرضيات، ولكنهما فشلا في الاستمرار على هذا النهج بسبب الواجبات الدفاعية.

أخطاء كارثية

سقط المنتخب السعودي في العديد من الأخطاء الكارثية في هذه المباراة، والتي منحت البحرين، النقاط الثلاث، أبرزها ابتعاد الخطوط والمساحات التي ظهرت بين قلبي الدفاع وخلف الظهيرين.واستغل المنتخب البحريني، ضعف الأخضر في الكرات العرضية، ليسجل أول الأهداف من ضربة رأسية بعد مرور 19 دقيقة. فضلا عن استغلال اندفاع اللاعبين للأمام وعدم الدراية بواجبات مراكزهم، ليضرب الخط الخلفي بتمريرة سحرية، في الرواق الأيمن ثم عرضية سجل منها "الأحمر" ثاني الأهداف بالدقيقة 38.واعتمدت البحرين على عدم تفاهم لاجامي والبليهي، بإرسال عرضيات وتمريرات خلفهما بصورة مستمرة، وهو ما نتج عنه تسجيل الهدف الثالث بخطأ مشترك مع حارس المرمى نواف العقيدي بالدقيقة 76.وبعيدا عن الأخطاء في التمرير، فإن ثنائي الوسط عبد الإله المالكي ومحمد كنو، قدما واحدة من أسوأ المباريات في تاريخهما، بسبب الابتعاد عن منطقة الجزاء لمعاونة رباعي الدفاعي وتغطية المساحات بالجانبين، فضلا عن خسارة أغلب الصراعات الأرضية والهوائية.وإجمالا، لم يظهر المنتخب السعودي بالمستوى المطلوب، إلا بعد نزول سالم الدوسري وصالح الشهري بالنصف الأخير في المباراة، حيث تحسنت الحالة الهجومية وبدأت صناعة الفرص، ما يبرهن على سوء الاختيارات والعشوائية الواضحة من البداية.