الحصار الفكري والقيد على حرية المفكر والكاتب في العالم العربي سيأخذ المنطقة الى سبات عقيم واستهلاك للمقولات والأفكار المعلبة والبائدة ولسنوات قادمة .. بتصوري أن يصبح العالم العربي نقطة مؤثرة في العالم لأنه لم يسمح بمساحة لائقة من الحريات للباحث والمفكر والأديب ، أنه يضع الجميع في قوالب وأطارات تخضع لأحكام السلطة الدينية والمدنية، ولو سمح للمعرفة والفكر العربي أن يستثمر كما هو مسموح استثمار آبار النفط والغاز لصار للثروة الفكرية العربية قيماً عليا وكرامة على أرض كل القارات .. المفكر الغربي ليس لدية جينات أذكى من الكاتب العربي ، لكن خلطة الحرية والقول والتجربة مسموحة بدرجات كبيرة ، ولن نقول انها حرية مطلقة بل تتراجع في العقد الأخير بنسبة ملحوظة .. المؤسف والخطير أن هذه السلطات المؤطرة والخانقة للتفكير الحر في الشرق تحاول أن تمتد بأدواتها الجمعية الى خارج الساحة العربية عن طريق توابعها ومؤسساتها في الغرب، وتفرض تعيين الحريات بحجة المحافظة على الهوية الدينية والأعراف والتقاليد وتحت غطاء التعددية الثقافية ، ذلك السلاح ذو حدين في شمال أمريكا . لا تقرأ الآخر كي تحاربه وتفسره في اطار ثوابتك الجامدة التي لا تقبل المراجعة ، أقرأ كي تقتل الأعمى الذي يحارب حريتك ويريدك شريطاً لمواصلة العيش في العصور الدامسة على الرغم من التقدم التكنولوجي والهجرات وتلاقح الثقافات واللغات في كل مكان!  ((منقول)) جاكلين سلامة - كندا

سامي حاتم