النـص : أخطر ما يواجه البشرية المعاصرة تحديان مرعبان , هما الإعلام المدجج بالأكاذيب والأساليب النفسية السلوكية , القادرة على ترويض البشر وصناعة الآراء , وأخذه إلى حيث تريد القوى القابضة على أنفاس الإعلام.والأفهام أي العقول بلغت ذروة القدرات الإختراعية , وتفوقت بنشاطاتها في صناعة الشرور وما يمحق الوجود فوق التراب ببضعة ثونٍ.وعندما يتفاعل الإعلام المدجن المؤدلج , مع ما تأتي به العقول من مخترعات فتاكة , فأن الوجود سيتحول إلى عصف مأكول.فالإعلام أفيون يخدر الملايين في وقت قصير , ويأخذهم إلى سوء المصير , بلا تردد او تعثير , إنها لعبة إفتراس البشر بما أوجده البشر.الإعلام الموجّه أفقد حرية الرأي معناها وفحواها , فما عاد هناك رأي حر , ولا إنتخابات نزيهة , لأن البشر يتم صناعته وفقا للأهداف المطلوبة , وبعد أن يفعل ما يفعل , ويفوز فلان وعلان , يستفيق من تأثير الأفيون الإعلامي , ويدرك أنه فعل ما لا يريد ويرغب , لكنه أعطى صوته وعليه أن يتحمل نتائج ما فعل رغما عنه وبإرادته.وبموجب هذا التفاعل الخطير , سيتقدم الصفوف أبله مسعور , ويضغط على زر المصير المحتوم , ليحيل الدنيا إلى عصف مأكول.فالعقول أوجدت ما يدمر , والإعلام ينوّم ويخدّر , ووفقا لهذا المشروع الإفنائي , فالبشرية لا يمكنها التحرر من قيود الجاذبية والعودة إلى حيث البدء , مما يؤكد أن الأرض قد توطنها أناس تقدموا كثيرا وأفناهم ما توصلوا إليه من العلم الخطير.إنها دائرة مفرغة يحكمها قانون: ” ما طار طير وارتفع… إلا كما طار وقع”!!
|