امنيات صغيرة لعام جديد |
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب د. حسين الانصاري |
النـص :
الأمنيات جزء من طبيعة الإنسان، تتجدد في كل يوم نحو أمل لغدٍ أفضل. بعض الأمنيات تكون احيانا بسيطة وممكنة التحقق، مثل النجاح في مهمة يومية أو لقاء شخص عزيز، بينما هناك امنيات أخرى تكون أكثر تعقيدًا وتتطلب جهدًا طويل المدى أو ظروفًا وفرصا مواتية. وهناك الأمنيات التي تبدو مستحيلة، لكن تتحقق أحيانًا بالإرادة والعزيمة والإصرار، أو بفضل حدث غير متوقع. وبعض الاماني تضيع ادراج الريح كما يصفها البيت الشعري الشهير للمتنبي: ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن” وهو يعكس واقع الحياة التي لا تسير دائمًا وفق ما نطمح ونريد .ان حجم الأمنية لا يُقاس بمدى تحقيقها فقط، بل بما تتركه من أثر عميق في النفوس، وما تحمله من ارتباط بالآخرين. فالأمنيات التي تنبع من القلب وتُلامس مشاعر الناس قد تكون أعظم قيمة حتى لو لم تتحقق، لأنها تُلهم، تُحفّز، وتُحافظ على الأمل حيًا. وان أعظم الأمنيات التي يمكن للإنسان أن يتطلع إليها تتمثل غالبًا في الأمور التي تلامس جوهر وجوده كالصحة لأنها أساس السعادة والقدرة على الاستمتاع بالحياة والسلام الداخلي الذي يمنح الإنسان الراحة النفسية والسعادة رغم التحديات وكذلك تحقيق الذات سواء كان ذلك عبر نجاح مهني و إبداع علمي او فني، وكل ما من شأنه ان يترك بصمة إيجابية في الحياة ان مجمل هذه العوامل تخلق حالة من التوازن الروحي والمعنوي و إيجاد معنى للحياة. ان الأماني المنتظرة تقود الإنسان للسعي والمحاولة، وهي ما يُبقي روحه متجددة ومتطلعة للأفضل. ومع اقتراب حلول العام الجديد تراودنا أمنيات صغيرة تحمل في طياتها حُلمًا كبيرًا لوطن مزدهر ومجتمع متماسك يعيش بكرامة وسلام. تلك الأمنيات النقية التي قد تبدو بسيطة في ظاهرها هي في الحقيقة تمثل جوهر الحياة بل هي صوتا يحمل همًّا جماعيًا لشعب عانى وما زال يعاني.ويمكن ان نختصر تلك الامنيات بأن يصبح الوطن ملكًا لأبنائه المخلصين، خاليًا من الغرباء واصحاب المصالح العابرة.وأن ينعموا أبنائه بالأمن والحب و الرعاية والحياة الكريمة . اتمنى أن تُضاء بيوت العراق بالطاقة التي ينتجها العراقيون بسواعدهم وكفاءتهم وليس بطاقة نستورد خاماتها من الاخرين تحت ذرائع نفعية ، ومن الامنيات الاخرى أن تكون شوارعنا عنوانًا للنظافة والجمال حتى في أصعب الظروف وإن لا تغرق لمجرد هطول امطار قليلة وأن يتحلى من يقودون السيارات فيها بالوعي، والاحترام والالتزام بروح النظام وان يمنحوا المارة فرصة للعبور، نتمنى ان يعم الاهتمام والأعمار كل المحافظات دون استثناء، لأن العراق وطنٌ للجميع ومن اهم الامنيات ايضا ان تزول بقايا الطائفية تماما وتختفي مظاهر الانقسام ليعود العراق كما كان وطنًا واحدًا بانتماء ومحبةٍ واحدة. نتمنى ان يعاد النظر بالواقع الثقافي والإعلامي وفق ما تتطلبه حاجات المجتمع المعاصر والتحولات الجديدة في عالم يسوده الحوار الحضاري والانفتاح على ثقافات العالم ،واخر الامنيات هي ان لا يتعب أعصابنا المنتخب العراقي بإداء لا يرتقي لمستوى سمعة الكرة العراقية بل يُفرح قلوب العراقيين بانتصارات صافية دون تعثر و تذبذب واخفاق ، نريد وطنا يجمع ولا يفرق ،يبني ولا يهدم وطنا نتباهى بانتمائنا اليه . انها مجرد امنيات مختزلة تبدو صغيرة، لكنها متى تحققت أصبحت واقعًا كبيرًا يغير وجه الحياة ويعيد مجد الوطن. |
المشـاهدات 51 تاريخ الإضافـة 27/12/2024 رقم المحتوى 57498 |
التأرجح بين العالم الداخلي والعام في قصيدة “أرجوحة النار” للشاعر رضا السيد جعفر |
الشركة العامة للاستثمارات الرياضية تتلقى عروض تشغيلية من إحدى الشركات الصينية |
السجن عشر سنوات بحق مدير عام الهيئة العامة للضرائب الأسبق مجلس القضاء الأعلى يستضيف اجتماعا لمتابعة عملية استرداد المطلوبين والاموال المهربة |
ناقشت تهيئة وإعداد التقرير الطوعي الثالث للتنمية المُستدامة للعام الحالي التخطيط تكشف نسب مساهمة القطاع الخاص في البناء والزراعة |
العراق يتصدر الدول العربية بالاستيراد من الأردن في العام 2024 |