عالم الآثار الكبير البروفيسور زاهي حواس: أغلب الاستكشافات الأثرية المهمة جاءت عن طريق الصدفة |
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص :
حاوره: حيدر ناشي عالم الآثار الكبير البروفيسور زاهي حواس أحد أهم علماء الآثار في العالم، قدم العديد من الاسهامات المهمة في مجال تخصصه، ليس على صعيد المصريات فقط وإنما في مختلف الحضارات القديمة، التقيناه في القاهرة وأجرينا معه حواراً مهماً ناقشنا فيه العديد من المواضيع الهامة، على الرغم من اختلافنا معه حول الموضوع الأول الذي طرحناه في مسألة أيهما أقدم الحضارة السومرية أو الفرعونية، لكن للأمانة الصحفية نقلنا وجهة نظرة بكل شفافية. س/ طُرحت في السنوات الأخيرة بعض الآراء وأغلبها من مصر حول أقدم حضارة في العالم، وخلاف ما هو سائد تقول هذه الآراء بأقدمية الفراعنة على السومريين، وهذا الأمر تدحضهُ أغلب الدراسات العلمية، ما تعليقك؟ ج/ نعم لغاية قبل عقدين من الزمن كانت كل الأدلة الأثرية تُشير إلى إن حضارة العراق القديم هي أقدم من الحضارة المصرية القديمة، لذلك لابد من ذكر إن أي حضارة في العالم تؤرخ بالكتابة، أما قبل الكتابة لا تستطيع القول عنها حضارة، وعلى سبيل المثال إنگلترا قبل التاريخ بملايين السنين، وكذلك الصين، ولأن هذا القدم غير مؤرخ بالكتابة لذلك لا يمكن اعتبارهما اقدم حضارتين، نعود الى محور حديثنا، حيث كانت الحضارة السومرية تزيد ما يقارب المائة عام على الحضارة الفرعونية، لكن في منطقة ( أبيدوس) التي تقع بين اسيوط وطيبة، جاء عالم آثار أسمهُ (كولر ترابر) أكتشف إن الفراعنة عرفوا الكتابة قبل خمسة آلاف وثلاثمائة سنة تقريباً، وهذا اعلان من عالم آثار إن الحضارة الفرعونية أقدم بمئتين سنة من الحضارة السومرية. * ملاحظة (حصل خلط لدى الدكتور زاهي، فالذي ذكر أسمهُ لا وجود له بعد البحث عنه، والتي بحثت في تنقيب هذه المنطقة هي عالمة آثار أسترالية أسمها كريستيانا كولر/ حيدر). س/ مثلما هو شائع إن الاهرامات مقابر لبعض الفراعنة، إلا إن هنالك آراء حديثة وضحت إن الغاية من بناء الاهرامات هو الرصد الفلكي، وارتباطهُ بالطقوس الدينية آنذاك، هل تتفق مع هذه الآراء؟ ج/ هذه الطروحات ساذجة، وليس لها أساس علمي اطلاقاً، إن كل الأدلة الأثرية واللغوية أشارت إلى إن الفراعنة بنوا هذه الاهرامات كمقابر ليدفنوا فيها، وأنا لدي رأي أُصرّح به دائماً، إن الاهرامات هي التي بنت مصر، وأهم دليل يرد على على هذه الطروحات هي (بردية) عُثر عليها منذ فترة ليست بعيدة أسمها بردية (وادي الجرف) وهي مكتوبة بالكتابة (الهيراطيقية) منذ 4500 سنة عن رئيس عمال أسمه (ميرير) قال في البردية إنه أخذ (40) عامل وذهب إلى منطقة (طرة) ليقطعوا الحجر وتم نقله عبر نهر النيل والهرم تم بناءه، بعدها ذهب الى سيناء وتكلم عن الاهرامات وبنائها بالتفصيل، وقد نشر عالم فرنسي هذه البردية وترجمتها. س/ تداخلت الطقوس والشعائر الاسلامية مع الديانات التي سبقتها، سماوية كانت أم وثنية في كل بلد حلّ به الإسلام، تُرى كيف تصف التداخل الطقوسي الاسلامي/ الفرعوني؟ ج/ لا يمكن تغيير طبيعة أي شعب في كل بقاع الارض، وبالأخص فيما يتعلق بالدين، لذلك الدين لله وهو إنك تتعبد لله، ونحن كمسلمين على سبيل المثال جزء من منظومة التأثر والتأثير مع الطبائع الاجتماعية. إن العادات والتقاليد التي تمارسها الشعوب لا يمكن للدين أن يتدخل فيها، إلا إذا كانت طقوس وثنية مرفوضة، وعليك أن تنظر للمصريين في تاريخنا المعاصر، فإذا زرت قرية مصرية قبل عام 1960 وهو العام الذي دخل فيه البث التلفزيوني، تجد كل العادات والتقاليد فرعونية بالكامل، فإذن الدين لا يمكن أن يغيّر في الحالة الاجتماعية أو في الشكل الاجتماعي، لكن يغيّر في ديانتهم وبالتالي المسلم داخل الجامع للتعبد وفق رؤيته للدين، وليس عليه أن يحدد الطبائع والعادات البشرية، ولابد من ذكر إن هنالك العديد من المدن المصرية ما زالت تحمل أسماء فرعونية مثل (دمي أن حور) في دمنهور وهي أرض الاله (حورس) والشارع المصري يتكلم أحياناً باللغة الهيروغليفية وهم لا يعرفون مثل كلمة (ورور) وتعني ( طازج أو ني)، كذلك عطلة شم النسيم وهي عادة فرعونية للاقباط والمسلمين، إذن الدين الاسلامي لم يستطيع أن يغيّر هذه الأشياء. س/ التصوّر العام في عالمنا العربي هو إن الديانات ما قبل السماوية عاشت نوع من المشاعية الجنسية، فضلاً عن تميزهم بقيّم مرتكزة على العنف والتعامل الهمجي في العلاقات الإنسانية، ما ردك على هذه التصورات؟ ج/ إن كل حضارة لها خصوصيتها، مثلاً الحضارة الفرعونية ليس فيها هذا الشيء الذي ذكرته، إذ إنها قامت على الحق والعدل من خلال الاله (ماعت) حيث إن المشروع القومي لديهم بناء المعبد والمدرسة، والزواج كذلك وفق العادات والتقاليد، حيث إن المرأة المصرية كانت مقدسة، على عكس الحضارة في العراق، إذ كان العنف أحد عناوينها الرئيسة، وفي محاضرة لي في البيت الابيض قبل الاحتلال الأمريكي عام 2003 قالت لي احدى مساعدات الرئيس جورج دبليو بوش، إن العراق سيصبح ديمقراطياً بعد سقوط النظام مباشرةً، قلت لا يمكن أن يحصل ذلك لأن الشخصية العراقية عنيفة بطبيعتها وهذا جزء من حضارتهم، وفي ذات السياق قلت إن قيام الديمقراطية في البلدان العربية تحتاج إلى آلاف السنين لأن العرب ولائهم قائم على الانتماء القبلي على عكس الدول الأخرى، فلا يمكن القول إنه بعد شهر سنقيم الديمقراطية في العراق. س/ اكتشفتَ وادي المومياءات الذهبية في منطقة الواحات، كيف استطعت الاستدلال على هذا الوادي؟ ج/ أقول لك بالصدفة البحتة، وأود أن أُشير إلى إن أغلب الاستكشافات الأثرية المهمة تمت بالصدفة، أما بالنسبة لوادي المومياءات حيث أنهى حارس الآثار لمعبد الاسكندر الأكبر بعد إن أنهى عملهُ كان راكب حماره ويمشي في الصحراء، فالحمار وقع داخل المقبرة ووجد فيها مومياءات من ذهب، فبعثوا لي وأخذت بعثة مصرية وعملنا في الحفر لمدة ثلاث سنوات، حيث صنعنا أعظم اكتشاف في القرن العشرين. س/ لديك فريق بعثة مصرية، وكان لك تصريح سابق تقول فيه( يجب علينا وقف عمليات التنقيب لأننا ندمر آثارنا) ما سبب هذا التصريح؟ ج/ أنا قلت علينا وقف تنقيب الأجانب، حيث نشجعهم على الحفر في الدلتا والصحراء، لكن تنقيب البعثات الاجنبية في الصعيد لا يمكن حتى يأخذ المصريين دورهم في تنقيب آثار بلدهم، في هذه الأماكن بالأخص كونها ذات خصوصية تختلف عن بقية مناطق مصر. |
المشـاهدات 71 تاريخ الإضافـة 28/12/2024 رقم المحتوى 57528 |
دبي تمنح البروفيسورة ياسمين بلقايد من الجزائر جائزة "نوابغ العرب" عن فئة الطب العام |
أوين: لم أتخيل ما أقوله عن مانشستر يونايتد |
الاثنين المقبل.. عودة التحليق بين العراق ولبنان النقل توكل صيانة الطائرات الكبيرة لشركات عالمية |
الرواية الأدبية والكريسماس وأدباء عالم !! |
مركز أبو ظبي للغة العربية يعلن عن حجز 99 % من أجنحة الدورة الـ 34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب المقبل |