تقاسيم على الهامش (( بصمةٌ لن تمحى وصورة مشعّة للأبد .. !! )) |
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب عبد السادة البصري |
النـص : حين تجيء إلى هذه الدنيا عليك أن تترك بصمةً لن تمحى وصورة تظلُّ مشعّة إلى ما لا نهاية ، وإلاّ سيكون مجيئك ورحيلك بلا فائدة أبداً ،كما الداخل إلى بيت مهجور لن يفهم منه شيئاً !! الفنّان والإنسان علي داخل كان واحداً من هؤلاء الذين تركوا بصمتهم ، وما تزال صورتهم شاخصة وصدى كلماتهم وحكاياتهم يتردد في كل مكان !! منذ دخوله عالم الفن المسرحي وقبل أن يلج بوّابة أكاديمية الفنون الجميلة سجّل اسمه في سجّل الخالدين من الفنانين والأدباء والإعلاميين والرياضيين ، من خلال مشاركته أبناء دربونتهم ومحلّتهم وزملاءه في المدرسة التمثيل منذ الصبا ، فكان له ما أراد !! حلمه الذي ما انفكّ يدغدغ خياله ،وهواجسه بأن يقدّم شيئاً ظلّا يأخذان به هنا وهناك ، حيث سحرته خشبة المسرح وما وراء الكواليس لينقل هذه الأحلام والهواجس والسحر الى حوارات وقفشات ومواقف لن تمحى من ذاكرة كلّ مَنْ شاهده وتابع مسرحياته وما عرض على الشاشة من مسلسلات وتمثيليات !! فما أن تجلس قبالة التلفزيون لتشاهد حكايات بيت الطين على سبيل المثال حتى يسحرك ( عذّيب ) بطريقة أدائه وكلامه الذي لن يكون بهذا الشكل لولا موهبة الفنّان المبدع ( علي داخل ) ، إذ يجرجرك بالقوة إلى الضحك حتى تدمع عيناك بمشهد كوميدي رائع ، كما يجعلك حزيناً بلحظة تراجيدية لن تستطيع إلاّ الصمت أمامها والتأمل لتغرورق عيناك بالدموع أيضاً ، بهذا الشكل الإبداعي الكبير أداءً يكون قد خلق شخصيته المميّزة بين أقرانه الفنانين !! يكتب الشاعر قصيدته بعد ألم ومخاض كبيرين ، كما يلفّ السارد بخياله ألف طريق ومكان ليأتي لنا بحكاية سردية ممتعة ، هكذا هو الفنان المبدع علي داخل ،خالق الشخصيات المؤثّرة في كل مشهد والمندمج كلياً مع دوره حدّ التماهي ، إذ يوهمك بأنك تشاهد رجلاً قروياً حقيقياً اسمه ( عذّيب ) يتعامل بشيء من الحزن والفرح وبأسلوب لا مثيل له !! علي داخل لم يرحل عن هذه الدنيا دون أن يترك لنا ذكراه التي لن تمحى من خلال ما قدّمه سواء في المسرح أو التلفزيون وما إلى ذلك ، انه رحل جسداً والجسد فانٍ ، وظلّ روحاً حيّة تتمشى بيننا وتشاركنا كل لحظة بضحكة ودمعة وحكاية !! ومَنْ يترك هذه الروح الحيّة لن يموت أبداً ،بل سيظلّ حياً في كل زمان !! هذه المبادرة التي قام بها شقيقه رياض بإصدار كتاب عنه إلاّ جزء ضئيل من الوفاء له ، كونه أكبر من كل ذكرى !! والحقيقة أقول :ــ ما أن طلب منّي أن أشارك في هذا الإصدار حتى وقفت أمام جهاز الحاسوب حائراً ماذا سأكتب عن رجل كتب سيرته إبداعاً، وظلّت صورته وحركته وحواراته شهوداً على هذا الإبداع مهما بعدت مسافة الرحلة وطال الفراق ؟! لكن حضرتْ صورة ذلك الرجل القروي ( عذيّب ) أمام عيني واستذكرت لقاءاتنا السريعة كلّما أجيء إلى بغداد القلب في تلك الأيام ، وكيف جاء ذات يوم إلى ملعب الميناء لتسجيل حلقة من مسلسل كان يعمل معه فيه عددٌ من الفنانين المبدعين كوميدياً، وكيف دخلت إلى الملعب ،وأنا الذي لم أدخله حتى في المباريات الكبيرة ، جئت لألتقي به ونعيد بعض الذكريات فحكينا وضحكنا كثيرا في حينها !! وبدأت تتوارد في خاطري حكايات ومشاهد ما أزال أشاهدها بين وقت وآخر حينما أحنّ إليه ، حيث أتابع بعض حلقات من بيت الطين !! لهذا أقول أنه ترك بصمة في عالم الفن بطريقة تمثيله وأسلوبه في الحوار والأداء بشكل متقن ورائع وموهبة فنية كبيرة، لتظل تلك الصورة مشعّة لن تتلاشى من الذاكرة أبدا !! |
المشـاهدات 38 تاريخ الإضافـة 29/12/2024 رقم المحتوى 57575 |
بعد مرور 33 عاما على "قبضة الهلالي".. لماذا تم عرضه للكبار فقط؟ |
لأول مرة.. مصطفى شعبان يعلن زواجه وتفاصيل مسلسله في 2025 |
سان جيرمان يضع عينه على صفقة كبرى من يوفنتوس |
ذكاء رشيد جابر يحمل عمان لنهائي خليجي 26 |
ضبط صيدلية وهمية ومصادرة كميات من الادوية مجهولة المصدر في ديالى اعتقال متهمين بتهريب المنتجات النفطية وضبط عجلتيهما في ديالى والديوانية |