الخميس 2025/1/2 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 17.95 مئويـة
نيوز بار
هي وهو في سردية الشعر نص "اغار من الجرف " لرياض جواد كشكول
هي وهو في سردية الشعر نص "اغار من الجرف " لرياض جواد كشكول
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

مؤيد عليوي

قبل ذي بدء لا بد من بطاقة تعريف بالمجموعة الشعرية التي ضمت بين غلافيها النص قيد الحياة " اغار من الجرف " في " وجع الفوارز " دار المثقف للطباعة والنشر سنة ٢٠٢٣ ببغداد،

فيما جاء السطر الاخير من النص يكشف  العشق والهوى بين الشاعر وحبيبته عبر الادرية (( ادري ..وتدرين إني بعطرك أفرح لو ابادله .)) لكن ما معنى ( لو ابادله ) ..فهو يريد مباشرتها بقبلة او احتضانها بين ذراعيه فيمتزج عطره ببشرتها ليصير عطرها على بشرته .بينما بدأ الشاعر رياض جواد كشكول بلا ادرية الموقف معها مجهولية المستقبل في بوصلة حبه لها عندما بدأ نصه ((وبان على وجهي ضياكِ فما عدت اعرف وجهتي القائمة / أديري بنورك عني قليلا لأنظر ظلّي/  فأدري بأي اتجاه تدور بنا  الدائرة)) فهو يبحث عن وجهة العشق معها وهي تتخنج عليه تمارس مشاعر الحب اللاهب فيقول :  (( شعاعكِ سهمٌ / وقلبي وهمٌ )) في جملة اسمية لها دلالة الثبات والاستمرار على طريقة الشعر الموزون ليمنح النص موسيقى الايقاع والقافية والتغني بالحب والتعلق بها هي فحين هو ينسل الرمح من النافلة ويعني الصلاة النافلة ويريد بسرعة اذا اتصلت خلويا  بهاتفه المحمول او أراد الذهاب الى موعد لقائها ويستمر يوضح لها في سردية شعرية عند اللقاء

(( فمعنى احبكِ اني اغار من الجرف لو لامسته مياه امتداد الدمع ..))  ويتواصل سرد الشعر في مواقف لو .. حتى يسرد الشاعر فنية الشعر في (( فانذر اقواما ترى نورك بعد اشتداد السجى /بأن الصبح لهم اقرب والواجلة )) وهو ومازال معها عند جرف النهر في حديقة او بستان حين اخذ من الطبيعة المحيطة به قوله(( اغار عليك من الجرف لو لامسته مياه . )) ومازال الحديث له في موقفه عبر سردية الشعر هذه وهو يحكي لها (( هروبي اليك محض حقيقة / ذاك الذي في جوف روحكِ البنيتهُ من طين عرشي )) هنا لابد من الاشارة للفعل(( بنيتهُ)) المسبوق بال التعريف وهو مخالف لقواعد النحو العربي في عموم الجملة في اللغة العربية ، لكن ظهر هذا الاستعمال الشعري في وقت ليس بالقليل في الشعر العراقي الحديث أو المعاصر تقريبا منذ اكثر من عشرين سنة في الشعر الحديث او المعاصر مما شكلت تلك الافعال المسبوقة بال التعريف ظاهرة بسيطة لافتة فقد يكون فعل في نص شعري إلا أنه في "وجع الفوارز " الشعرية نجده يمثل سمة واضحة وفي اغلب هذا  التوظيف يمثل ((الذي ))  الاسم الموصول المحذوف والمعوض عنه بال التعريف،فيكون معنى (( البنيته ))=(( الذي بنيته )) .. ثم يتحول السرد الشعري الى فعل الحكاية الذي تتناوله الحياة الشفاهية ولغة المشافهة للاذن لا القصيدة المكتوبة المدونة لغرض القراءة فقط : (( أتدرين يا كلّ الخلود بأنك مني كرمح شطرته كي لا اماثله ؟/ كأنك روضي وروضي انا )) طبعا هي ربما تدري او لا تدري بما يعبر لها من مشاعره هو فهو يريد القول انها بمثابة كيانه المستقل عنه لكنها كله او بعضه وهي تدري فقط أنه يعشقها وتريد أن تسمع منه هذا لذا كان اللقاء بينهما على جرف السرد الشعري ينبض بالعشق والهوى والكبرياء منهما فلا هو يبوح مباشرة حبه ولا هي تعطيه كلمة احبك كما مر السرد في الشعر دون كلمة منها  ..

المشـاهدات 52   تاريخ الإضافـة 29/12/2024   رقم المحتوى 57579
أضف تقييـم