التذمر والحرية بعد التكميم: الطريق نحو فهم أعمق للسلوك البشري |
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب أسيل عبد الأمير |
النـص :
كاتبة عراقية ما الذي يدفع المجتمعات للتذمر بعد حصولها على الحرية؟ وهل يمكن للانفتاح المفاجئ أن يكون نعمة ونقمة في آن واحد؟ في هذا المقال، نسبر أغوار علم السلوك البشري لفهم ديناميكيات التذمر المجتمعي، ونلقي الضوء على أثر الحرية المفاجئة والانفتاح غير الممنهج على تطور المجتمعات وأفرادها. بين الماضي والحاضر إذا رجعنا بالزمن قليلاً، نجد أن المجتمعات المنغلقة التي حكمها الترهيب والقوة كانت خانعة ومستسلمة. ولكن مع زوال القيود وانفتاح الأبواب نحو الحرية، بدأت رحلة جديدة مليئة بالتحديات. تغير المشهد المجتمعي بين عشية وضحاها، ودخل الناس في حالة من التخبط المستمر بسبب غياب التمهيد لهذا التحول.عالم الاجتماع العراقي علي الوردي في كتابه مهزلة العقل البشري سلط الضوء على كيفية تفاعل المجتمعات مع السلطات الحاكمة، مشيراً إلى أن تكرار السؤال المجتمعي حول الرضا والتوقعات كان بمثابة بذرة التذمر. أسباب التذمر كان ظهور القنوات الفضائية وتهافتها على استطلاع الرأي العام أحد العوامل التي أججت نار التذمر. الأسئلة المتكررة مثل "ماذا تريد؟" و"هل أنت راضٍ؟" فتحت الباب لتطلعات لا حدود لها، مما أدى إلى تآكل القناعة وزيادة الشعور بالاستياء. تأثير التذمر على الأطفال من منظور علم النفس التربوي، يؤدي توجيه الأسئلة المتكررة للأطفال بعد تذمرهم إلى تعميق المشكلة. فالسؤال المستمر "ماذا تريد؟" يعزز لديهم عدم القناعة ويزيد من تطلعهم للمزيد دون حدود. مسؤولية الدولة والمثقفين الحرية حق مشروع، ولكن تحقيقها يتطلب تمهيداً مدروساً. على الدولة أن توازن بين تلبية تطلعات المجتمع وضمان وجود أساس قوي من التعليم والوعي. وفي ذات الوقت، يتحمل المثقفون مسؤولية نشر المعرفة وتثقيف الأفراد، بعيداً عن الاكتفاء بلوم الحكومات. تأثير السوشيال ميديا السوشيال ميديا أداة قوية، لكنها كالسيف ذو الحدين. إذا تم استخدامها بوعي، يمكن أن تكون منبراً لنشر الوعي والثقافة، بدلاً من تعزيز التذمر.تغيير المجتمعات ليس عملية تحدث بين ليلة وضحاها، بل رحلة طويلة تتطلب تضافر الجهود بين الدولة والمثقفين والأفراد. كما أن الأمل يظل معقوداً على وعي الأجيال القادمة وقدرتها على تجاوز هذه المرحلة. وكما علمتنا دروس التاريخ، فإن الشعوب التي تتعلم من تجاربها وتصقل وعيها هي وحدها القادرة على بناء مستقبل أكثر إشراقاً. |
المشـاهدات 174 تاريخ الإضافـة 04/01/2025 رقم المحتوى 57770 |