الإثنين 2025/1/6 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 13.95 مئويـة
نيوز بار
التضامن الإنساني ..طموح ارتقائي ((ذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين))
التضامن الإنساني ..طموح ارتقائي ((ذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين))
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد حسن إبراهيم
النـص :

 

 

قد تخضع كتابات كاتب الى توجهاته الشخصية.. فيما لو كانت المقالة ذات طابع تخصصي ..بيد ان الأمر ..قد يختلف اذا ما كان مصيريا ..وذو نمط مبدئي ممنهج بالهوية الإنسانية ..هنا ينبغي أن تكون وقفة تمحصية.. إذ لابد من إبداء جوهرية التوجه.. فنحن أمام انعطافة تاريخية خطيرة بكل محصلاتها..إن الوضع الإنساني.. يتطلب موقفا واضحا غير قابل للمجاملات على حساب الدم البشري الذي استبيح وعلى مرأى ومسمع من دول العالم دون تحريك اي ساكن.. مما يستدعي الحزم وإن كان أضعف الإيمان على الأقل حيث لم يكن هناك عزم..إن تحديات الوقائع وتداعيات الأحداث.. من المؤكد انها تبعث على الحذر الشديد والتوجس من مفاجآت الأيام المقبلة فلا بد من الوضوح إبان ما يروج له وما يلوّح به سواء في الأفق او على ارض الواقع من خطوات تتلى ورسم لخارطة ذات أبعاد مترامية الأطراف تنذر بخطر قادم.. الأمر الذي يثير ويخلق حالة لعدم الاستقرار في غياب ما يطمئن خبريا..انها لمن سخرية القدر ان تكون مصائب قوم عند قوم فوائد.. فالقضية في حقيقة الأمر.. ينبغي لنا أن نعد لها.."واعدوا لهم ما استطعتم من قوة" الانفال/60.. سيما وان العيون راحلة كل يوم.. لتدور في اروقة المعابد التي تعانق الكنائس لتمسح الحزن عن المساجد وتقر بما شهدت والقلب يحزن والآمال تكتئب.. فما ليلة ذالإسراء الا درب من مرّوا إلى السماء حيث معراج الرسول (ص) من موضع كرمه الله تعالى بولادة عيسى (ع).. وما ذلك الطفل في المغارة وامه مريم الاوجهان يبكيان..لأجل من تشردوا.. لأجل أطفال بلا منازل.. لأجل من دافع واستشهد.. لقد استشهد السلام في وطن السلام.. وسقط العدل على المداخل.. انها القدم الهمجية..التي دنست الأرض المقدسة (القدس مدينة الصلاة) "فلات حين مناص" ص/٣..فإننا بين خيارين احلاهما مر.. فلقد ركز العدو ببن اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة.. فلابد من لحمة.. ولابد من تعاضد.. ولابد من تازر.. ولابد من صمود.. وبالتالي لابد من وقفة مع الحق.. بيد ان منطق الحكمة والعقلانية.. أيضا لابد له من ان يسود اي إجراء.. ومن هذا المنطلق ينبغي مراجعة النفس في ظل سياسة ونهج الابادة المخطط له من قبل اعداء الإنسانية.. فكما ورد عن الإمام الكاظم (ع) قوله (ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم) ميزان الحكمة /محمد الريشهري /ج1 ص 619.. وبناء عليه فعلى مستوى الفرد او المجتمع وحتى الشعوب والحكومات الامينة على مقتضيات مصلحة شعوبها.. ان تراجع موقفها وتضع الخطط وفق نظرية من لم يستطع التغيير بيده فعليه باضعف الإيمان.. وتعد العده من خلال الدراسة والاستحضار الاستذكار والاستنفار.. والاستفادة من تحارب التاريخ كبرنامج توعوي ترعوي شامل.. ان مما لا يختلف عليه اثنان (ممن يؤمنون بالآخرة ويوم الحساب) أن كل إنسان اذا ما توفاه الله.. سيتعرض للمساءلة.. وفق القوانين السماوية.. عما اكتسبه وما كسبه.. وما ملك وما غنم.. وما عمل من عمل حتى على مستوى مثقال ذرة من خير أو شر.. في طيلة حياته الدنيوية.. فهو ملاقيه.. "فكل نفس بما كسبت رهينة" المدثر /38.. من ذا وذاك يستدل على وجه اليقين.. أن هناك نهاية لكل مطاف.. فعلى سبيل المثال لا الحصر.. نحن الآن قد ودعنا قبل أيام عام ٢٠٢٤ م بكل أحداثه وما حصل فيه من تغيرات وتطورات سواء في العالم النهجوي او العلمي او الإقتصادي.. كما ودعنا من قبله من الأعوام التي سبقته.. استقبلنا عام جديد 2025 م بما اعده لنا من مفاجآت معطيات وتداعيات.. كما استقبلنا غيره من الأعوام التي سبقته.. وعليه نكون قد استخلفنا عاما مضى بكل مخلفاته على الصعد السلبية والإيجابية.. كما يفترض بنا ان نكون قد استفدنا منه كتجربة عمرية وادخارها كوقاء تبصرا وتمعنا لدرء وتجنب الأخطاء التي مرت بنا وان نتخذ منها درسا حافزا وبليغا.. من منظور استعدادي استباقي.. سيما والحكمة تقول (مغبون مغبون من تساوى يوماه) الإمام الكاظم (ع).. فلا شك اننا امام ابتلاءات ما دمنا أحياء.. من ازمات ومحن ومصاعب وعلل وما إلى ذلك.. من حيث نحتسب او لانحتسب فتباغتنا على حين غفلة من الزمن ولم نك لدينا ما نقي به أنفسنا وواقعنا.. فنقع فريسة لظرف او عدو.. الأمر سيان.. اقول.. من باب الشعور بالمسؤولية امام الله وضمائرنا وابناء جلدتها.. ان ننظر بعين الأسى والجوى والغصة والجزع والابتئاس لما نحن عليه من مأساوية ورزية عظيمة.. هزت مشاعر الإنسانية على مستوى الجنس البشري فطريا وآدميا.. لأناس من ابناء جنسنا (أخوة لنا في الدين او أشباه لنا في الخلق) ممن فقدوا اعزة عليهم وبشكل جماعي ليس فقط على المستوى الفردي الفردي.. لا لذنب اقترفوه سوى انهم أصحاب قضية ودعاة حق.. فدفعوا ايمان باهضة وغالية وضحوا بكل نفيس.. ضريبة مطالبتهم بحقهم.. لأناس جعلوا من النزف البشري وسيلة لتحقيق مآربهم ومبتغهاهم في الاستيلاء على حق الغير.. تعبيرا منهم بايمانهم وقناعتهم بنظرية البقاء للاقوى.. ناسين ومتناسين لقدرة الله عليهم.. انهم يتلذذون وهم ينظرون إلى الأجساد المقطعة والاشلاء المتناثرة والدماء التي لم تجف.. فيلتمسوا من تلك المشاهد سعادتهم.. انهم شر البرية.. وما داموا كذلك تراهم يقيمون مظاهر الفرح والبهجة استقبالا للعام الجديد باعتبارهم حققوا انتصارا لهم.. الأمر الذي يوجب علينا أن لا نقف إلى صفهم في اقامة الاحتفالات بالشكل الجهري على الاقل إن لم نقل ننتهي منها. بل ينبغي استثمار المناسبة (إن كانت هناك مناسبة) لرفع شعارات تندد بالأعمال الاجرامية.ااتي يندى لها الجبين.. وتعبيرا عن مدى شعورنا بالفجيعة واللوعة والشجا والشجن والغم والكآبة مواساة لعوائل الشهداء ونصرة لهم وتأييدا لاحقية مطلبهم وتقييما لما قدمه الشهداء من جود بالنفس الذي هو غاية في الجود. وبشر الصابرين.. وها نحن واياهم صابرون صامدون محتسبون أملا وايمانا بالقشة التي تقصم ظهر البعير....

 

المشـاهدات 87   تاريخ الإضافـة 04/01/2025   رقم المحتوى 57771
أضف تقييـم