الإثنين 2025/1/6 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 13.95 مئويـة
نيوز بار
التغيير يحتاج إلى آليات مبتكرة
التغيير يحتاج إلى آليات مبتكرة
رأي الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب باسم الشيخ
النـص :

 

 

هدأ الآن حماس الطامحين لتغيير النظام الحالي أو إسقاطه أو استبداله على غرار النسخة الأمريكية او النسخة الجولانية ، بعد ان تأكد لهم ان الموضوع ليس بالسهولة التي يتوهمونها وان سقف امنياتهم لا ينطبق على واقع التحديات على الرغم من كم الاخفاقات والمشكلات التي يتسم بها النظام المستهدف.

هذه الأمنية الحلم التي تعد من احلام اليقظة المستحيلة ، تشعلها بين فترة وأخرى اما الاحداث الداخلية او التطورات الاقليمية او المتغيرات الدولية ، فتبدو وكأنها قابلة للتحقيق بالبساطة التي يصورها البعض ، وهذا بالتأكيد خارج المنطق لاسباب عدة اهمها عدم وجود حاجة ماسة تتطلبها مصلحة الفاعل الدولي يضاف اليها تصحر البيئة السياسية غير القادرة على انتاج بدائل مستوفاة لشروط التغيير ، مما يجعل كل الامنيات تنكفئ وتعود إلى نقطة البداية عند اصطدامها بالواقع السياسي.

وان من يمنّي النفس باجترار تجربة النسخة الامريكية او استنساخ احداث سوريا عليه ان يدرك ان هاتين التجربتين لم تحدثا من فراغ او بشكل مفاجئ بل احتاجتا الى سنوات من الاستعداد وتراكم الاحداث وتوفير الظروف المناسبة وصرفت عليهما ملايين الدولارات ان لم نقل المليارات ، لاعداد الكوادر وتهيئة الاجواء الدولية و الاقليمية وعملت عليها اكبر الاجهزة المخابراتية والاستخبارية وعقدت من اجلها عشرات الاجتماعات واللقاءات والمؤتمرات في العلن وفي الخفاء اما لتفكيك العقد او لطمأنة الشركاء او الاتفاق على شكل البديل ، وبذلك احتاج نظام صدام الى (13 سنة) من الحصار راقب خلاله مجلس الامن كل التفاصيل واوكل لمنظمة الطاقة الذرية الدولية وفريق مفتشيها مهاماً وصلت الى تفتيش غرفة الرئيس وحقول الدواجن ، وصولاً الى التحشيد العسكري الذي لم يسبق له مثيل لتحقيق الهدف المعلن.

ومثلها ما حدث في سورية ، حيث احتاج الجولاني والفصائل المنضوية تحت هيئته الى اكثر من عشر سنوات من القتال والاستنزاف بتدخل عدد كبير من الاطراف الدولية موزعين بين داعم ومعترض وأسبغ عليهم من الاموال والعدة والاسلحة والدعم اللوجستي ما يتجاوز المليارات لكي يصلوا الى هذه اللحظة الحاسمة التي اسقطت نظام بشار.

وخلاصة القول فأن التفكير بذات الاساليب المتبعة في الحالتين هو رصيد المفلسين ، فالتغيير في العراق لايكون الا من خلال القنوات التي رسمها الدستور وبالادوات السلمية وعلى من يحلم بالتغيير ان يعيد التفكير بالطريقة التقليدية التي يتعامل بها مع السياقات الدستورية المتاحة لاحداث ذلك ، لان كل الذين جربوا ذات الاليات انتهى بهم الحال ليكونوا نسخة بائسة او فاشلة من الذين بالمشهد السياسي وفقدوا قدرتهم على التأثير ، لهذا نحتاج الى من يقدم شكلاً مبتكراً او غير تقليدي يقنع به الاغلبية الصامتة لتسهم في عملية التغيير.

باسم الشيخ

المشـاهدات 65   تاريخ الإضافـة 04/01/2025   رقم المحتوى 57772
أضف تقييـم