الأربعاء 2025/1/15 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 12.35 مئويـة
نيوز بار
المسرحيون الجدد يحتاجون عدم التقوقع والتعامل مع مختلف المدارس كمال العلاوي: المسرح لا يزال عاجزا عن خلق هوية عربية
المسرحيون الجدد يحتاجون عدم التقوقع والتعامل مع مختلف المدارس كمال العلاوي: المسرح لا يزال عاجزا عن خلق هوية عربية
مسرح
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

تونس - في جلسة حوارية جمعته بالعديد من الأكاديميين والهواة والمتخصصين في المسرح، قدم الفنان المسرحي التونسي كمال العلاوي قراءة للمشهد المسرحي التونسي والعربي، مشددا أن هناك غيابا واضحا للشخصية المسرحية العربية والتونسية رغم المحاولات القليلة التي سعت لخلق هوية مسرحية عربية، معتبرا أن ذلك لم يكن كافيا وهو ما أرجعه إلى الحاجة إلى المزيد من الوقت والعمل والبحث الجدي على أمل أن تترسخ هذه الهوية على مدى السنوات المقبلة.وفي اللقاء الذي انتظم إطار فعاليات الدورة 13 لمعرض مدينة تونس للكتاب التي تقام من 25 ديسمبر الماضي إلى 11 يناير الجاري بالعاصمة تونس، أوصى الفنان المسرحي الجمهور الحاضر من هواة المسرح والمشتركين في نوادي المسرح بدور الثقافة والشباب، بضرورة عدم التعامل مع المسرح في شكل قوالب محددة والمقصود منه عدم التقوقع داخل أسلوب مسرحي معين بل التعامل مع مختلف المدارس القديمة والحديثة.اللقاء قدمته الفنانة المسرحية نصاف بن حفصية التي مهدت لمحاور تدخل كمال العلاوي من خلال أسئلة توجيهية.وطرحت بن حفصية الجدلية القائمة بين ثنائية النص والخشبة، حيث أشارت إلى أنه تاريخيا بدأت الحركة المنادية بولادة النص من الخشبة في تونس منذ سنة 2000 مع مسرحية “غسالة النوادر” للمخرج الفاضل الجعايبي ثم تواصلت مع أعمال المخرج ذاته حيث أصبح هذا الأسلوب يستهوي المسرحيين التونسيين.وفي مداخلته قدم العلاوي تأصيلا تاريخيا للجدل القائم بين المسرحيين الذين يدعون للتمسك بالنصوص المسرحية في شكلها الأصلي، أي الكتابة أولا ثم التوجه للخشبة، وبين من توجهوا للحديث عن الكتابة المسرحية أي حين يتولد النص من الخشبة.وفي هذا السياق قدم الفنان التونسي تواريخ هامة مرتبطة ببداية المسرح في تونس وبنشأة المسرح التونسي، إذ أشار إلى أن بداية تعامل التونسيين مع المسرح تعود إلى سنة 1909 مع الجوق المسرحي المصري بقيادة سليمان قرداحي وقد أفرز هذا التعاون مسرحية بعنوان “نديم أو صديق الإخاء.”وفي علاقة بالكتابة في المسرح التونسي، قال العلاوي إن الكتابة المسرحية في تونس كانت تنحصر في تعريب النصوص الغربية أو الاقتباس منها إلى أن تأسست في نهاية أربعينيات القرن الماضي مدرسة التمثيل ثم فرقة بلدية تونس للمسرح.وتطرق إلى تأسيس المسرح التونسي على يد علي بن عياد الذي كان أول مسرحي تونسي يشتغل على نصوص عالمية على غرار موليار وعطيل ولوركا الإسباني، ومع ذلك تلقى العديد من الانتقادات إذ وصفه البعض بالنخبوية لأن أغلب أعماله كان باللغة العربية الفصحى وأيضا كان يتعامل مع نصوص عالمية “راقية” على حد تعبير المتدخل.وأشار إلى ما عاشته فرقة مسرح مدينة تونس من صعوبات من بعد رحيل هذا الفنان الكبير، في المقابل تطرق إلى نشأة المسرح الجامعي الذي أفرز عملين مهمين في تاريخ المسرح وهما “حين تحرق الشمس” و”الريش والعروق” وقد كانت هذه التجربة للرائدين عبدالرؤوف الباسطي ومحمد إدريس قدما من خلالها رؤى وأشكال حداثية للمسرح تجاوزت حتى الوطن العربي.ومن أهم التجارب في تاريخ المسرح التونسي تأسيس الفرق المسرحية الجهوية بدءا بالفرقة المسرحية بصفاقس في عام 1964 ثم الفرقة المسرحية بسوسة في عام 1966 ثم التجربة التي اعتبرها العلاوي من أهم التجارب، وهي تأسيس الفرقة المسرحية بالكاف في عام 1967 من قبل الفنان الراحل المنصف السويسي.وانطلق المتحدث من تجربة مسرح الكاف التي قادها منصف السويسي بروح يسارية التكوين للإشارة إلى أن الحركة اليسارية هي التي غيرت مجرى المسرح الكلاسيكي وساهمت في انفتاحه على مدارس متعددة لطرح تجارب مسرحية جديدة في تونس والعالم.ومن الأشكال المسرحية التي تستلهم نصها من الخشبة تطرق كمال العلاوي إلى “مسرح الفوروم” الذي يلعب فيه الجمهور دورا هاما في أحداث المسرحية إذ يستلهم النص من القضايا الاجتماعية للأفراد ثم يثير العرض النقاش بما يُمكن الجمهور من التفاعل داخل المسرحية وهو ما عبر عنه بالشراكة بين الفنانين والناس في كتابة النص المسرحي.ومن خلال طرحه لتجارب الكتابة الحديثة أشار الفنان التونسي إلى عدم الحديث عن قدسية النص في السياق الراهن في ظل التطورات التي شهدها المسرح مقدما مثال المسرحيين الذين يُقرون بـ”موت النص” المسرحي اليوم وحتى بـ”موت المخرج” على حد تعبير المتدخل الذي أوعز هذا للسينوغرافيا الحديثة.وبالنسبة لمن يميلون إلى الكتابة المسرحية والارتجال أشار العلاوي إلى أن أهم مسألة مرتبطة بهذا التوجه وغيره هي إتقان التيارات المسرحية المختلفة والعمل على المشروع المسرحي برؤية تفتح مجالا للتفكير في العمل بالإضافة إلى أهمية البحث المعمق في الموضوع المطروح.ولفت الانتباه إلى اللبس الحاصل بين الفن والحياة معتبرا أن الفن ليس إعادة إنتاج الواقع وإنما هو حمال لرؤى شاعرية وآفاق للتفكير، فالفن يمنح المجتمع رؤية أخرى للعالم تتجاوز المعيش والمسموع من أجل الدفع نحو تطوير مجالات التفكير لدى المتفرج.وإلى جانب مداخلة الفنان ومقدمة الحوار، كانت هناك مداخلات لأفراد من الحضور تطرقوا خلالها إلى ضعف بناء النص وكتابة الجملة الفنية في المسرح التونسي وإشكالية عدم مواكبة بعض المسرحيين للفنون الأخرى وخاصة الشعر والفن التشكيلي التي يمكن أن يستلهموا منها جوانب يوظفونها في أعمالهم.والفنّان المسرحي كمال العلاوي هو واحد من الفنانين التونسيين العصاميين، وواحد من الجيل المؤسس للمسرح، انطلقت تجربته عام 1967 في فرقة سوسة المحترفة بإدارة محمّد الزرقاطي، أما اختياره للمسرح فكان ناتجا عن تأثره بوالده الذي كان حكواتيا في الإذاعة الوطنية التونسية التي كانت تبث عدّة أعمال مسرحية.

 

المشـاهدات 31   تاريخ الإضافـة 14/01/2025   رقم المحتوى 58026
أضف تقييـم