الأربعاء 2025/1/15 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
ضباب
بغداد 5.95 مئويـة
نيوز بار
الحكومة بين النجاح والتحديات
الحكومة بين النجاح والتحديات
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد الكعبي
النـص :

تمتاز الحكومة الناجحة بعدة امور لابد من توفرها وتحققها لكي تكون متكاملة ورصينة وتعيش الاستقرار والديمومة وفق المقاييس السياسية من حيث قدرتها على التغيير الجذري في بنية النظام الاجتماعي والسياسي مما يفتح المجال امام فرص حقيقية للنهوض في بنيتها الداخلية وتعاطيها مع الخارج وفق معطيات منسجمة مع المبادى التي تؤمن بها والواقع الخارجي ، وقد تواجه تحديات داخلية وخارجية مما يحتاج إلى التعامل معها بشكل مختلف من حيث القوة والمرونة، مع الاخذ بالاعتبار الموقع والثروات والامكانات التي تمتلكها الدولة فكلها دخيلة في الكثير من النجاحات أو الاخفاقات وهذا يتعلق بقدرة الفاعل السياسي الذي يتبنى التغيير ويسعى أن يكون ناجحا وحجم الانسجام بين السلطات الثلاث القضائية والتشريعية والتنفيذية فكلها دخيلة في ديمومة الاستمرار وينبغي ان تمتلك الحكومة عناصر سنتناول بعضها ومنها:اولا: العدالة: العدالة عامل مهم في تحقيق الاستقرار والتنمية والسلام المستدام حيث ان تسييد القانون من خلال نظام قضائي محكم محايد غير خاضع للحسابات السياسية ومصالح الاحزاب والنفوذ ويعمل على محاسبة ومعاقبة المقصر مما يحجم دور الفساد حتى تصل إلى تفكيك شبكات الفساد وتعطيل دور المناهضين للبلد، وتطبيق العدالة يغلق الباب امام المتملقين والانتهازيين من التسلق إلى المناصب المهمة والحساسة، وهنا يأتي دور الحكومة والنخب في تفعيل دور الاجهزة والهيئات الرقابية مع تفعيل دور البرلمان في سن القوانين والتشريعات التي تساهم في البناء والتنمية وممارسة دوره الرقابي بشكل مستمر وفعال ورفد المحاكم والاجهزة الرقابية بالكفاءات والامكانات المتطورة مع الدعم والتأييد والمراقبة لكل المفاصل التي لها مدخلية بالشؤون القانونية.ثانيا: القوة الناعمة: تتحمل مسؤولية كبيرة جداً في عملية التغيير من خلال الإعلام والمؤسسات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والبرامج التوعوية لإرساء مفاهيم التصالح والتسامح وبث الافكار الوطنية والعمل على بناء مجتمع صالح يستشعر قيمة الوطن والعمل على فتح مراكز حوارية وثقافية تعمل على استقطاب المثقفين والطاقات الشبابية خصوصا في المدارس والجامعات ومراكز تجمع الجماهير، وللاعلام الدور الفاعل في تغيير المفاهيم والسلوكيات الخاصة والعامة وتثقيف الجماهير وجعلها مناصرة للحكومة من خلال ابراز الايجابيات ومعالجة السلبيات بالطرق العلمية الحديثة، وللأعلام الدور الكبير والواسع في منظومة التغيير نحو الافضل وله الصدارة الفاعلة في تشكيل الافكار المؤيدة أو المناهضة للنظام السياسي الحاكم.ثالثا: القوة الصلبة: تكمن في تأسيس جيش قوي متماسك يمتلك الروح الوطنية والقدرة على التصدي لكل خطر يحدق بالامة، وبناء قوى أمن فاعلة قوية مخلصة نزيهة غير خاضعة لقوى خارجية وبعيدة عن المحاصصة والمحسوبية والحزبية تستوعب المخلصين وتقوم بحماية الوطن والمواطن من كل اعتداء داخلي أو خارجي وتدافع عن حقوق الامة وقيمها وتحارب الجريمة اين وكيف ما كانت، وينبغي اشراك جميع أبناء الوطن وعدم الغاء دور أي فئة مهما كانت لأن التهميش قنبلة موقوته قد تنفجر في أي وقت وتكون عرضة لاستغلال الاعداء لها. رابعاً: القواعد الجماهيرية: الحكومة الحقيقة هي التي تحمل ارادة الامة وآهات المجتمع وآلام الناس وتستجيب لصوت الشعب بما ينسجم مع المصالح العامة، وان الحكومات التي تتكئ على التأييد الشعبي والقواعد الجماهيرية تعيش الاستقرار والامن ويكتب لها الازدهار والديمومة لان مشروعيتها مكتسبة من شعبها، وينبغي العمل على كسب الناس وجعلهم يؤمنون بأهداف الحكومة وبقراراتها ومواقفها لأنهم يثقون بها ويستشعرون بانتمائهم اليها لأن الجماهير تساعد النظام السياسي في احداث تغير سريع وفعال وواسع وتآزره وتناصره بكل المراحل وعلى جميع المستويات وهذا يحتاج إلى تحقيق العدالة والتنمية والخدمات وتهيئة فرص العيش الكريم والا الشعارات والخطابات الرنانة لا تكون بديلا مناسبا لحاجات الناس، ان الامم زاخرة بالكفاءات الوطنية والطاقات العملاقة التي يمكن الاعتماد عليها لبناء مستقبل واعد في جميع المجالات مع تحفيز وتشجيع النخب ومنحهم الفرص المناسبة لاثبات أنفسهم وقدراتهم لانهم المساهمون الاكثر والاهم في البناء الحضاري وهذا يعتمد على الحكومة من خلال احتواءهم ودعمهم وتشجيعهم ومنحهم الفرص المناسبة مع تهيئة كل ما يحتاجونه وجعل المواطن يستشعر ان حكومته جزء منه ولها دور فاعل في تلبية حاجاته.خامسا: استثمار الموقع الجغرافي وتفعيل دور السياحة والثروات الطبيعية، وبناء مؤسسات رصينة وفعالة لتحمل مسؤولية النهوض بالواقع وتحسين الواقع الخدمي وتلبية متطلبات المجتمع واستغلال المكانة الجغرافية بشكل يضمن التطور والتنمية وتفعيل دور الاستثمار والتطوير لكل متر في البلد لما يخدم الصالح العام.سادسا: ينبغي حضور الرؤية الواضحة لمواجهة التحديات والعمل على سد الثغرات القانونية والأمنية والثقافية والاقتصادية وسرعة المبادرة ومحاربة الفساد بكل انواعه وعدم المحاباة ويجب الابتعاد عن المحاصصة والمحسوبية مع الحزم والحكمة وتكريس الروح الوطنية وزرع الثقة بين الناس والقيادة والابتعاد عن ردات الفعل غير المدروسة . سابعا: تحصين الدولة من عوامل الابتزاز والإملاءات الخارجية وهذا لايتحقق الا ان تكون القوة والثبات والقدرة الإقتصادية والدعم الجماهيري حاضر عند الفاعل السياسي ليتمكن من فرض إرادته وكبح جماح الاخرين من التدخل بشؤونه ومحاربة المال السياسي وتحجيم دوره. ثامنا: الرؤية الاستراتيجية وتحديد الأهداف من خلال البرامج المدروسة والاستشارة الفاعلة والصادقة مع الاختيار السليم لمن يتقلد المناصب المهمة بشرط الكفاءة والنزاهة، وبناء علاقات دولية على مبدأ المصالح المشتركة والابتعاد عن سياسة المحاور، وعلى الحكومة الناجحة ان تكون جزء من الحل وليس جزء من المشكلة، والاشتراك والمساهمة الفاعلة في كل ما يخدم البلد داخليا وخارجية. تاسعا: دعم وتفعيل دور المنظمات والهيئات والمؤسسات غير الحكومية لأنها تساهم بشكل فعال في تطوير الكثير من الحقول وتشارك الحكومة في معالجة المشاكل وترفد الدولة بالمقترحات والمساهمات البناءة وتوصل صوت الناس إلى المسؤول، وعدم اغفال مراقبتها وجعلها تحت انظار الأجهزة الرقابية المستمرة ومتابعة حركة اموالها ومواردها وبرامجها. الدولة الناجحة هي التي تبتعد عن الصراعات وتتخذ السلام والحوار والوسطية منهجا لها، وتفعيل دور التنمية وممارسة دور الاصلاح بعيداً عن الصراع حول السلطة والنفوذ. عاشرا: الحكومة الناجحة تعمل على الاهتمام بالتعليم و الصحة ومكافحة الفقر والبطالة وتوفير الخدمات وتسعى لمواكبة العالم.عندها يمكن أن نقول أننا نسير نحو بناء دولة سليمة، وهناك عوامل اخرى تساهم في البناء الحضاري اعرضنا عن ذكرها سنتناولها لاحقا ان شاء الله تعالى.

المشـاهدات 32   تاريخ الإضافـة 14/01/2025   رقم المحتوى 58029
أضف تقييـم