السينما العراقية خدعة أم حقيقة؟ |
سينما |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : إشارة تحريضية/شوقي كريم حسن منذ أن ظهرت السينما كوسيلة تعبير فني، سعت الشعوب إلى تحويلها إلى نافذة تعكس تطلعاتها، وتوثق آمالها وآلامها. في العراق، يبدو المشهد مختلفًا تمامًا. السينما العراقية التي يُفترض أن تكون مرآة صادقة للمجتمع، ليست سوى وهم كبير يتغذى على أكاذيب الشعارات والاحتفاء بالمجهول.كلما طُرح الحديث عن السينما العراقية، تتكرر نفس الأسماء، نفس الأفلام، ونفس الحكايات التي توحي للمتلقي غير العارف بأن العراق يمتلك إرثًا سينمائيًا يُحسد عليه. لكن الحقيقة الصادمة هي أن هذا التاريخ، الذي يُسوق على أنه مجد فني، لا يتعدى كونه مجموعة محاولات فردية، محدودة التأثير، وغير قادرة على الصمود أمام متطلبات الفن الحديث.المؤسسات التي من المفترض أن تُشكل العمود الفقري لهذه الصناعة، ليست سوى كيانات خاوية. مسميات بلا مضمون، وشعارات لا تملك أي خطة أو رؤية. كيف يمكن لدولة تمتلك هذا الغنى الثقافي والإنساني أن تعجز عن إنتاج أعمال سينمائية تُحاكي واقعها وتُصدره للعالم؟ الإجابة ببساطة تكمن في غياب الإرادة، وعدم الإيمان الحقيقي بأهمية السينما كقوة ناعمة قادرة على إحداث التغيير. ما يُنتج باسم السينما العراقية لا يتجاوز كونه محاولات بائسة لإثبات الوجود. قصص مكررة، تصوير بدائي، وغياب تام للإبداع. وحتى تلك المحاولات القليلة التي يتم تسليط الضوء عليها، سرعان ما تختفي في طي النسيان لأنها تفتقر إلى أي عمق أو قيمة.الجمهور العراقي، الذي كان يمكن أن يكون الحاضن الطبيعي لهذه الصناعة، هجر السينما منذ سنوات. ليس لأنه لا يملك ذائقة فنية، بل لأنه أُجبر على مشاهدة أعمال لا تُشبهه، ولا تعبر عن طموحاته أو معاناته. السينما العراقية، كما تُقدم اليوم، لا تخاطب أحدًا، ولا تُضيف شيئًا.إن ما يحدث باسم السينما العراقية هو خدعة كبرى تُمارس بحق الفن والجمهور على حد سواء. نحن أمام واقع لا يمكن تزيينه أو الالتفاف عليه. السينما العراقية في صورتها الحالية ليست سوى انعكاس لتخبط ثقافي وفني أوسع. إنها أكذوبة حان الوقت لتفكيكها والاعتراف بها كخطوة أولى نحو التغيير.إذا لم تُبذل جهود حقيقية لإحياء هذه الصناعة، وإذا لم يتوقف البعض عن الترويج للوهم، ستظل السينما العراقية عالقة في هذا المستنقع، مجرد سراب يتغنى به البعض دون أن يكون له أي وجود حقيقي. السينما ليست مجرد وسيلة ترفيه أو نافذة صغيرة تُطل منها الشعوب على العالم، بل هي واحدة من أهم أدوات التعبير الثقافي والفكري. في الدول التي تعي قيمتها الحقيقية، تُصبح السينما مشروعًا وطنيًا تُخصص له الموارد، وتُصاغ له الخطط، ويُمنح الحرية الكاملة ليُبدع بعيدًا عن قبضة السياسة أو الفكر الرجعي. أما في العراق، فالسينما تُعامل كضيف ثقيل، تارة تُهمش، وتارة تُستغل لتزيين وجه سلطة أو دعم موقف عابر.كيف يمكن الحديث عن سينما عراقية في ظل انعدام البنية التحتية؟ أين هي دور العرض؟ وأين هي مدارس السينما التي تُخرج المبدعين؟ هل يمكن لفنان أن يعمل وينتج في بيئة تفتقر إلى أبسط مقومات الفن؟ وحتى إذا وُجدت محاولات فردية جادة، فإنها تُواجه واقعًا قاتمًا، يبدأ من غياب التمويل، ويمر بانعدام التشجيع، وينتهي بالإهمال التام.السينما العراقية، إذا أردنا أن نكون صادقين مع أنفسنا، هي نتاج لمجتمع لم يعد يُعطي للفن قيمته. إنها مرآة لتراجع الذائقة العامة، وغياب المشروع الثقافي الحقيقي. إن ما يحدث اليوم باسم السينما لا يتجاوز كونه محاولات يائسة لملء الفراغ، أو التظاهر بالوجود.ورغم ذلك، يبقى الأمل قائمًا. الأمل في أولئك الشباب الذين لم يستسلموا لهذا الواقع، والذين يحلمون بإعادة إحياء السينما العراقية لتكون انعكاسًا حقيقيًا لهذا الوطن بكل تناقضاته. لكن هذا الأمل وحده لا يكفي. ما نحتاجه هو إرادة حقيقية، ورؤية صادقة، واستعداد للمواجهة، ليس فقط مع الواقع الفني، بل مع الفكر الذي يجعل من الفن شيئًا هامشيًا لا يستحق العناء.حتى ذلك الحين، ستظل السينما العراقية مجرد أكذوبة نُسجت خيوطها من الإهمال والتجاهل، وسيظل الحديث عنها محاولة يائسة للهروب من مواجهة الواقع الثقافي والفني الذي نعيشه اليوم. إلى أن تتغير المعادلة، ستظل السينما العراقية عالقة في حلقة مفرغة، عاجزة عن تجاوز حدود التقليد والسطحية. سيظل الفنانون الطموحون يُكافحون من أجل الحصول على فرصة لإظهار مواهبهم، في ظل نظام لا يوفر لهم الدعم اللازم. هؤلاء المبدعون، الذين لديهم قصص حقيقية ورغبة صادقة في تجسيد الواقع العراقي من خلال عدسات كاميراتهم، سيواجهون، كما واجه غيرهم، عراقيل لا تُعد ولا تحصى، من أبرزها قلة الموارد، وغياب الإنتاجية المعتبرة، والافتقار إلى مؤسسات حاضنة تُعنى بمستقبل هذا المجال. ويبقى السؤال المحوري: متى ستنتقل السينما العراقية من مرحلة الأكذوبة إلى مرحلة الحقيقة؟ متى سيتوقف البعض عن الحديث عن إنجازات وهمية وينطلق نحو بناء صناعة سينمائية حقيقية تُجسد روح العراق وتاريخ شعبه بواقعية وموضوعية؟ الوقت حان لتدرك الجهات المعنية أن السينما ليست مجرد صناعة ترفيهية بل هي جزء أساسي من الوعي الجمعي لأمة. هي مرآة لثقافة شعب، وصوت يُسمع في أرجاء العالم، وقوة ناعمة يمكن أن تفتح الأبواب أمام آفاق جديدة من الفهم والتواصل بين الشعوب. حينذاك فقط، ستظهر السينما العراقية كما هي، ليست كخدعة، بل كحقيقة تُحترم وتُقدر. لذلك، لا بد من وقفة حقيقية مع الذات. لا بد من إيقاف هذا العبث الذي يتم تحت مسمى “السينما العراقية”، والاعتراف بأن هذه الصناعة بحاجة إلى إعادة بناء من الألف إلى الياء. يجب أن نبدأ في توفير الدعم للمواهب الحقيقية، وأن نخلق بيئة فنية تنافسية قادرة على الارتقاء بمستوى الإنتاج السينمائي إلى المعايير العالمية. وإذا ما تحققت هذه المطالب، فإننا سنشهد وقتًا قريبًا حيث يمكننا أن نفخر بما يقدمه الفن العراقي على الشاشة الكبيرة |
المشـاهدات 18 تاريخ الإضافـة 15/01/2025 رقم المحتوى 58117 |
مهرجان الأقصر يحتفي بالسينما الموريتانية ضيف شرف الدورة الحالية |
بيان توضيحي من نادي أمانة بغداد ردًا على بيان نادي الناصرية |
الداخلية تعقد اجتماعاً لفريق إعداد الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات في العراق ((2025 - 2030)) غسيل أموال ومخدرات ومطلوبين.. حملة أمنية كبرى في بغداد والانبار |
اعتقال مسؤولة الكفالات المالية وخياطة الملابس العسكرية لداعش في كركوك انطلاق عملية أمنية مشتركة عند الحدود العراقية – السورية |
غوتيريش يؤكد لوزير الخارجية دعمه جهود العراق في تعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة العراق يحتفي بتسلم رئاسة مجموعة الـ77 والصين في حفل استقبال رفيع المستوى في الأمم المتحدة |