الطبيب العراقي الشجاع محمّد طاهر ...نموذج إنسانيّ بطوليّ لن يتكرّر |
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب منال الحسن |
النـص : انتهت الحرب في غزّة , وبعيداً عن الاحصائيات والنتائج والمعطيات على المستويات كافّة , نقول انتهى الهلع والموت وإزهاق أرواح الأبرياء من أهلنا العزّل في فلسطين , ومع نهايتها تابعنا بعض الحالات المختلفة التي تداخلت فيها المشاعر بين الفرح والحزن والتعجب والدهشة أيضاً , ومن الحالات التي استوقفتني شخصياً كما استوقفت عدداً ليس قليلاً من متابعي الشأن العربي والفلسطيني تحديداً موقف الطبيب العراقي محمّد طاهر , وهو موقف من الصعب أن يتكرر في زمننا الراهن الذي نعيشه , فهذا الطبيب المقيم في لندن لم يبقَ متفرجاً على ما يحدث من انتهاكات وحشيّة ضد أهلنا وأطفالنا في غزة , ولم يكتفِ بالتعبير عن مشاعره الصادقة وهو بعيد عن الحدث , بل آثر على نفسه أن يسافر إلى أتون الحرب ,والدمار والهجمات المجنونة والتهديد بالموت لكل حياة بشرية , من أجل أن يمارس دوره الإنسانيّ ومهارته في الطب والجراحة في قلب الحدث , قاده إيمانه ونبله وفروسيته وشجاعته لاتخاذ هذا الموقف الذي تعجز الكلمات عن وصفه , فهو الدكتور محمّد طاهر كامل الموسوي سليل الأسرة المحمّديّة وآل بيت الرسول الأطهار , من أهالي النجف الأشرف , استجمع خلاصة القيم ليجسّدها على أرض الواقع متحدياً كل الظروف ليعالج المصابين ويضمّد جراحهم ويعيش في صلب معاناتهم متحمّلاً كل الظروف ومعرّضاً نفسه للشهادة في أيّة لحظة ...المواقف التي واجهها , والحالات التي عالجها , ربّما تصلح عند تعدادها لتكون كتاباً كاملاً يوثّق هذا العمل البطوليّ الكبير , لا للعرض الإعلامي الذي لم يسعَ إليه هذا الطبيب الباسل , بل ليكون درساً إنسانيّاً يتعلم منه الآخرون ويكون رسالة ذات قيمة عظيمة للأجيال القادمة ...ومن الأمور العديدة التي لفتت انتباهي في الفيديوهات العديدة التي عرضت عنه وأشادت بموقفه الشجاع , تلك الحادثة التي تتعلّق بإعادة يد مبتورة لطفلة نجت من موت الغزاة بأعجوبة , حيث حضر الطبيب الباسل محمّد طاهر متسلّحاً بتوكّله على الله تعالى وإيمانه بمبادئ أهل بيت الرسول عليهم السلام , وقال لهم احضروا لي اليد المبتورة لأعيدها إلى مكانها , وبين مصدّقين وغير مصدّقين , عثر أهلها على اليد المبتورة بين الأنقاض وجلبوها للطبيب البطل ليعيدها إلى مكانها بنجاح , ومعها عاد الأمل للطفلة المصابة البريئة لتعيش حياتها وكأنها قد ولدت من جديد ...لم يترك الطبيب العراقيّ الشجاع محمّد طاهر مكانه في غزة , رغم اشتداد المخاطر ووحشيّة الهجمات وأصرّ على أن يكمل واجبه الإنساني حتى يقدّر الله ما سيؤول إليه , وما أن أعلن وقف إطلاق النار حتى هرع إليه أهلنا وحملوه على أكتافهم محتفلين به وببطولته ووفائه لهم ولمبدئه وإيمانه , وليكون رمزاً بطوليّاً وإنسانيّاً يفخر به العراق ابناً مخلصاً شجاعاً يستحقّ أن نفخر به وأن يكون مثالاً حقيقيّاً للإنسان المؤمن المخلص لأهله وقضيّته وإنسانيّته بأعلى درجات الصدق والإخلاص ...تحيّة فخر واعتزاز للبطل الشجاع الطبيب العراقي محمّد طاهر , الذي يستحقّ منا كعراقيين , ومن كلّ المؤسسات والجهات الإنسانيّة الاحتفاء والتكريم والفخر , فليس من السهل أن يجود المرء بهذا المستوى من الجود , وليس من السهل أن يعرّض الشخص الآمن في مكانه إلى هذا الاستعداد للتضحية ليذهب للمخاطر مدافعاً عن شرف مهنته وانتمائه وإنسانيته ...في الختام أقول لهذا الإنسان الشجاع المتفاني , لقد سجّل التاريخ اسمك وموقفك بأحرف من نور وأنت تستحق هذا وأكثر أيها النبيل الشجاع .
|
المشـاهدات 30 تاريخ الإضافـة 20/01/2025 رقم المحتوى 58251 |