الأربعاء 2025/1/22 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غيوم متفرقة
بغداد 14.95 مئويـة
نيوز بار
التكيف مع المتغيرات وازمة الثقة
التكيف مع المتغيرات وازمة الثقة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد الكعبي
النـص :

 

الكثير يعيش عقدة التغيير ويخاف ان يواجه المشاكل بروح منفتحة، ويحاول اصلاح ما فسد أو يقدم ما يمكن تقديمه من برامج تعيد ترسيم الخارطة المفاهيمية المتحدة مع العمل السليم بظهورها في الخارج العملي بعيدا عن التنظير والدعايات التلفزيونية المتهالكة، وهذا يحتاج إلى قوة قلب وايمان وعزيمة ومصارحة مع الذات ومكاشفة، وكثير من النخب السياسية الفاشلة، تعاني من ازمات على المستوى الشخصي والتربية والوراثة والطفولة والعائلة والمجتمع، فبان على عملها عندما تقلدت المناصب القيادية واثّر على ادائها، لأنها لا تملك اجوبه لشعبها ومريديها للفشل والفساد والمحاصصة والتراجع والتخاذل والتخلف، (لان فاقد الشي لايعطيه) ولانها تخشى التغيير، وتعتبره تهديدا وجوديا لها، لذا تحاول اللجوء الى كل الوسائل القذرة لإحباط اي محاولة للإصلاح، فتستعين بالانتماء الديني أو القومي أو العشائري، أو باستغلال النفوذ السياسي أو الاقتصادي، بل القانوني فتتكئ عليها لقمع معارضيها، ولتزيد من فرصها في الاستمرار والبقاء، لأنها فقدت الحواضن التي تلتجا اليها وتستمد قوتها منها، واهمها التأييد الشعبي والقواعد الجماهيرية التي اصبحت اليوم في واد والقيادات السياسية في واد اخر، مما وسع الفجوة بينهما وابعد فرص الالتقاء، مع فقدان الثقة بالطبقة السياسية، حيث تحولت بعض الجماعات والأحزاب، إلى مافيات تستخدم جميع ادواتها لقمع معارضيها، وتناست خطابها السابق الذي كانت تتغنى به. انها السلطة والنفوذ والاموال والقدرة، التي تحوّل الانسان إلى وحش كاسر لا يعرف للقيم مكانا في دستوره، فيتحول إلى اخطبوط يمد اذرعه في كل الاتجاهات، ولا يشبع، فكان البعض يستخدم [الدكة العشائرية] لقمع خصومه ومعارضيه، مستغلا الجانب العشائري ليقوض أي مبادرة إصلاحية، كما استخدم البعض الاخر الدين والطقوس الدينية لاستغفال البسطاء، بل يستخدم الدين ليجعل من نفسه مقدسا، لأنه يلتحف به، ويسيس الناس به، ويحاول البعض ان يكيف الدين لمصالحه، ويوجهه ضد معارضيه، وقمعهم، وهو سلاح خطير وفتاك، لانه يستخدم مفهوم القداسة فيه، فالكثير من النخب التي عجزت عن تقديم منجز وفشلت وأفشلت تقديم انموذجا صالحا، وعدم قدرتها على بناء نظام سياسي ناجح، وكانت اغلب مشاريعهم فاشلة لفقدانهم الاهلية والكفاءة والقدرة، وكانت عاجزة تماما عن تقديم اقل ما يمكن تقديمه، لذا التجأت إلى الأساليب الخسيسة الدنيئة، من تكفير وقتل واقصاء لكل المنافسين.ان القراءة الواقعية بتمعن تظهر العجز الواضح لأغلب القيادات السياسية والاجتماعية والدينية، وفقدانها بوصلة الطريق، مما جعلها في تيه وتخبط وضياع، فهم مجرد شخوص تحضى بالأموال والحمايات ليس الا، يقابل ذلك الوعي الشعبي المتزايد وانكشاف عورات الكثير منهم، والذي يصعب قمعه بالمستقبل القريب، لذا كان قلق البعض من الوعي الجماهيري والذي يتزامن من المتغيرات المتسارعة في العالم، والذي له انعكاسات كبيرة على المنطقة، وخصوصا ان الكثير من السيناريوهات تتشكل وفق المعطيات الجديدة، والتي تنسجم مع رغبات الدول الكبرى لتعيد رسم خارطة التوازنات، وانها مغايرة لما كان عليه الوضع بعد سقوط الاسد واحداث غزة ولبنان وهذا واضح جدا، ومن الصعوبة بمكان انتاج نفس الشخصيات، والتي لا تجيد التكيف مع المتغيرات، ويصعب عليها التعامل مع تحديات الداخل والخارج مع فقدانها الاولويات وتمسكها بالمراوغة واللعب على ورقة الوقت، بعيدا عن الحلول الجذرية والتي يمكن ان توجد اذا كانت هناك رغبة حقيقية، وهذا ينذر بانهيار مدوي قريب، لان التاريخ يستذكر ويستنكر تلك الانظمة التي تتجاهل التحديات .

 

المشـاهدات 28   تاريخ الإضافـة 21/01/2025   رقم المحتوى 58343
أضف تقييـم