الجمعة 2025/1/31 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 8.95 مئويـة
نيوز بار
تقاسيم على الهامش (( الاحتفاء بالتجربة .. وحفل التوقيع ..!!))
تقاسيم على الهامش (( الاحتفاء بالتجربة .. وحفل التوقيع ..!!))
158156.jpg - 480*720 - 45 KB
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عبد السادة البصري
النـص :

كثيراً ما نقرأُ ونسمعُ إعلاناتٍ تقول :ــ المنظمة الفلانية تحتفي بالشاعر فلان الفلاني للحديث عن تجربته الإبداعية ،، والجمعية العلاّنية تحتفي بالقاص كذا ليتحدث عن تجربته في مجال القصة ،،وهكذا ،،  وأخرى مثل :ــ تقيم الرابطة الفلانية حفل توقيع للكاتب فلان ،، وغيرها!!  هذا دليل عافية وازدهار للثقافة والإبداع نعم ،، ، ولكن البعض  مازال لا يميّز بين التجربة الإبداعية وحفل التوقيع ، حيث نجد إعلاناتٍ تشيرُ إلى أسماءَ جديدةٍ في فضاء الثقافة ليس لها تجربة تُذكر رغم تقدّمها في العمر وعبورها سنَّ التقاعد الوظيفي بسنوات وأخرى مازالت مبتدئة لم تبلغ الحلم بعد ،، مثلما تشيرُ إلى أسماءَ  لها تجاربٌ راسخةٌ وكبيرة ، وكأننا في احتفائنا هذا علينا أن نحذو حذوها ــ أقصد الجديدة ــ  وننهلَ من تجربتها دون الرجوع إلى معايير التجربة وعمرها ومنجزها خلال هذا العمر منذ أولى سنواته، وأسسها ونتائجها!!

ــ أيعقل إننا وصلنا إلى حد الإسفاف والاستهانة بالإبداع وانجازاته  وتجاربه  ؟! ، حيث بتنا لا نميّز بين الاحتفاء بالتجربة ومعاييرها الحياتية والمعرفيّة والإبداعية ن عمرٍ أدبيٍّ وانجازاتٍ يُشار لها في كتابات النقّاد والباحثين وشهادات المجايلين والمعاصرين إضافةً إلى دراستها أكاديمياً، وبين حفل التوقيع لكاتب في الدرجة الأولى من السلّم ومازال يخطو أولى خطواته رغم كِبَرِ سنّه، وصرنا لا نعي أننا بفعلنا هذا سنقضي عليه إبداعياً ونحدّده وفق مسارٍ لم يفكّر فيه ،،وستكون تجربته بعد ذلك ناقصةً ولن تكتملَ حتما !!

 كذلك لم نعرف أن الاحتفاء بالتجربة هو دراستها من جميع الجوانب وتسليط الضوء على كل أجزائها ليغرف منها الشباب ويتزودوا بمعاييرها ومعارفها وأنساقها من خلال تتبّعهم للسيرة الذاتية والإبداعية والبحث عن كلّ ما أنتجه المحتفى به خلال عمره الأدبيّ والحياتيّ ،، وان حفل التوقيع هو احتفال بمولودٍ جديدٍ لأيّ كاتبٍ كبيراً بالعمر أو شاباً وتسليط الضوء على منجزه هذا فقط من خلال قراءته وتوضيح ما جاء فيه من نوافذَ وأبواب ومساراتٍ كي يعرف الكاتب ( المُنْتِج ) أين وصل بكتابه هذا وتقديم التهاني والتبريكات له، وما هي المحطة التي تنتظره بعد ؟!

كل هذا يقع على عاتق  ومسؤولية القائمين على التجمّعات الثقافية بكل توجهاتها وأنواعها وأطيافها رغم قلّة الخبرة عند بعضهم في مجال الإبداع والإدارة وكأنها أنشئت للتعارف والتقارب والوجاهة و( الشو الاعلامي ) وتزجية الوقت فقط متناسين إنها نوافذ ضوئية لانعكاسات التجربة الإبداعية المشرقة  ثقافياً ومعرفياً لهذا البلد أو ذاك، والصورة المثلى للمحطة التي وصل إليها الوعي والمعرفة والتجارب الخلاّقة أيضا !!

 لهذا علينا أن نتأنّى قليلاً وندرس وندقق  في آلية الاشتغال على هذه الفعّاليات وبرمجتها وفق أسسٍ ومعايير تصبُّ في صالح المبدع والمحتفين به في الوقت ذاته ،،، وأن لا نتسرّع أبداً في إقامة هكذا جلسات لأننا سنقع في بؤرة النكوص الثقافي وترديد نفس الأقوال والأفعال، إضافة إلى جعل المحتفى به وتحديداً إذا كان في أول الطريق في دوّامة وهمٍ وغرورٍ لن يستطيع الفكاك منهما بعد ذلك فيموت إبداعياً  !!

حفل التوقيع له خصوصيته وفاعليته ووقعه الخاص على نفسية وروحية الكاتب وبالأخص إذا كان في أول الطريق ( كبيراً بالعمر أو شابّاً ) أو تقدّم به العمر وإصداره الأول هذا، ما علينا إلاّ أن نسعده ونمنحه طاقة وشحنة جديدة للكتابة والإبداع ليكون ذات يوم كما المبدع الكبير الذي احتفينا بتجربته !!!!!

المشـاهدات 61   تاريخ الإضافـة 26/01/2025   رقم المحتوى 58472
أضف تقييـم