المقدمة

يعاني الأطفال ذوو الإعاقة البصرية من تحديات جسيمة في التعبير عن أنفسهم بصريًا، إلا أن الرسومات تمثل أداة فعّالة لتحليل قدراتهم الإبداعية والتعبيرية. يهدف هذا المقال إلى استعراض أبرز الخصائص الفنية في رسوم هؤلاء الأطفال، بما في ذلك الخطوط، الأشكال، الألوان، العلاقات المكانية، والملمس، وذلك من خلال دراسة تطبيقية تستند إلى عينة من الأطفال المكفوفين.

أهمية الدراسة

تساهم في إبراز إمكانات الأطفال المكفوفين وقدرتهم على التعبير الفني.تقدم نموذجًا عمليًا لتحليل رسومات الأطفال ذوي الإعاقة البصرية.تسهم في تطوير استراتيجيات تعليمية مبتكرة تتناسب مع احتياجات هذه الفئة.

منهجية الدراسة

تم اختيار عينة قصدية مكونة من أطفال مكفوفين كليًا منذ الولادة، تتراوح أعمارهم بين 9-13 سنة. اعتمدت الدراسة على تحليل الرسومات التي أنجزها الأطفال باستخدام أدوات مثل أقلام مدببة وأوراق فابلون. تم تصميم الأنشطة التعليمية حول مواضيع مثل الطبيعة، مع شرح مبسط للعناصر المراد تمثيلها.

نتائج الدراسة

1. الخطوط: أظهرت الرسومات استخدامًا متكررًا للخطوط العشوائية والمنحنية، مع غياب الدقة في توصيل الخطوط بين الأشكال.

2. الألوان: رغم عدم رؤية الألوان، استخدم الأطفال تدرجات محسوسة تُشير إلى الإبداع في اختيار درجات معينة بناءً على الملمس أو الإرشاد اللفظي.

3. الأشكال: برزت أشكال بسيطة تعكس التصور الذهني للأشياء.

4. العلاقات المكانية: اعتمد الأطفال على توزيع عشوائي للعناصر في الرسومات، ما يعكس صعوبة إدراك العلاقات بين الكائنات.

5. الملمس: أظهر الأطفال اهتمامًا بالملمس كمحور أساسي لإثراء أعمالهم الفنية.

التوصيات

تطوير برامج تعليمية تعتمد على الحس الملمسي كوسيلة رئيسية لتعليم الفنون للأطفال المكفوفين.تدريب المعلمين على توظيف تقنيات الرسم الحسية التي تساعد الأطفال المكفوفين على التعبير الفني.توعية أولياء الأمور بأهمية الأنشطة الفنية في تنمية مهارات أطفالهم الإبداعية.

الخاتمة

تشير الدراسة إلى أن الأطفال ذوي الإعاقة البصرية يمتلكون قدرات فنية مميزة يمكن تعزيزها من خلال استخدام وسائل تعليمية مبتكرة تعتمد على الحواس الأخرى. يعد هذا البحث خطوة نحو كسر الحواجز أمام دمج الأطفال المكفوفين في المجتمع وتحفيزهم على التعبير عن أنفسهم بطرق إبداعية.