الثلاثاء 2025/2/4 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 8.95 مئويـة
نيوز بار
الأماكن القديمة قصص تعيش في داخلنا
الأماكن القديمة قصص تعيش في داخلنا
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب نورالهدى عبدالكريم
النـص :

 

 

 

الأماكن القديمة هي ليست مجرد أماكن عادية بل هي مشاعر وذكريات، بعد أن كانت الحياة بسيطة، وكانت الأحلام كبيرة، وكانت كل زاوية من الجدران تحمل قصة يملؤها الحب والأمان، فضلاً عن الشوارع التي تملؤها رائحة الطفولة التي لا تُنسى إذ لا مكان للهموم والحزن، علاوة على ذلك كانت الأيام تمضي ببطء والأحلام لا تعرف حدودًا. في تلك الأماكن التي يجتمع فيها الأهل والأقارب والأصدقاء ويتواصلون بشكل اعمق بعيداً عن مشاغل الحياة الحديثة وكانت تعد البساطة هي عنوان السعادة، ولاسيما كل لحظة كانت بقرب الأهل والأحباء تشعرنا بأن المستقبل لا يحمل سوى الوعود الطيبة، واليوم برغم من تغير المكان يبقى أثره فينا وتظل تلك الذكريات راسخة في الأذهان كأنها جزء من الروح التي لا تموت، بل عند تذكرها نشعر وكأننا نعود إلى أنفسنا الحقيقية، إلى لحظة لم تلوثها هموم ومتاعب الحياة.فلا أنسى بيتنا الذي نشأت به، ولا المدرسة التي صنعت ذكريات لا يمكن تجاوزها، ولا بيت جدي ومشاعر الراحة والبركة التي كنت أشعر بها عند الجلوس به، وكان لكل ركن من اركان البيت قصة يحكيها، فلا أنسى تلفاز جدي القديم، ولا مزرعة جدي الجميلة التي كنا نزورها كل اسبوع، وبالرغم من أن الوجوه تغيّرت والأصوات أختفت إلا أني أشعر بتلك الاجواء القديمة التي كبرت فيها. أذكر كيف كنت اركض في المزارع وأتبادل مع الأشجار أسرار الطفولة، هذه الأماكن لا تقتصر على كونها مجرد ذكريات جامدة؛ هي أرواح تظل حية فينا، فهي تذكّرنا بجذورنا وتاريخنا، وتعزز ارتباطنا بالأرض التي نشأنا عليها، كل مكان قديم هو كتاب مفتوح لنا، صفحات مليئة بالذكريات التي لا تموت، عندما أعود إلى تلك الأماكن بعد فترة من الزمن، أشعر وكأنني أعيد فتح فصول من حياتي، أكتشف فيها أشياء لم ألاحظها من قبل، مثل تفاصيل صغيرة في الزوايا أو أصوات كانت تختبئ في الرياح، وأحيانًا عندما أظل صامتة وسط هذا الصمت، أدرك أن هذه الأماكن كانت جزءًا من تشكيل شخصيتي، وأن قصصها جزء من قصتي، من ملامحي، من أفكاري.الأماكن القديمة ليست مجرد خلفية للماضي، بل هي جزء من الحاضر والمستقبل، هي القصص الحية التي نستمد منها قوتنا، فهي تذكرنا دائمًا بأننا كنا هنا، وسنبقى.

 

المشـاهدات 65   تاريخ الإضافـة 03/02/2025   رقم المحتوى 58738
أضف تقييـم