الأربعاء 2025/3/12 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 12.95 مئويـة
نيوز بار
أثر الديكولونيالية في أعمال شوقي كريم حسن الشعبوية
أثر الديكولونيالية في أعمال شوقي كريم حسن الشعبوية
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

الدكتور صالح الطائي

، ليس شابا في شرخ الشباب ولا كهلا في منتصف العمر، بل هو شيخ خبر الحياة وخبرته فتماهى ، معها وتماهت معه كما هو تماهي سرب الطيور المهاجرة في تحليقها في فضاء لا حدود له .

نهل كل  أبعاد الظمأ الأنطولوجي ، من معارفها حتى ارتوى ومن همومها حتى أحاطت اللوعة كيانه، ومن واقعها حتى تخيل البحر سرابا. ذلك هو الأديب العراقي السومري الكبير شوقي ، كريم حسن الذي عاصر مراحل كولونيالية داخلية وخارجية ، متعددة من مرحلة الحكم الطائفي ، مطلق إلى مرحلة الحكم وهما تمثلان استعمارا داخليا (محليا) غير عابر للقارات، إلى مرحلة الكولونيالية الأمريكية التي أنجبت الكولونيالية الديمقراطية المحلية الزائفة، وهي بمجموعها محطات شرسة لها ثقافتها التي تدل أنها لا تُسع ولا تفرح برؤية تعال على التفاعل والتعايش الثقافي ، لأنها تؤمن بمسار فكري مؤدلج يسعى لترسيخ دكتاتورية الكلمة  سعى إلى فهم

باقي الثقافات ، أو التفاعل الإيجابي معها رغب ب ي لأنه أصلا لا تحقيق عدالة مجتمعية أو مساواة إنسانية تُحترم فيها إنسانية الإنسان المشحون بالتنا إرهاصات هذا الواقع المضطرب تركت قض الأخلاقي بصمتها بضجيجها وصمتها على جيلين كاملين من أجيال الشعب العراقي، ولونتهم بمشتهاها، وغيرت أنماط تعاملهما مع الواقع،  فانحرف مع مسارات ريح  عدد كبير، اظهرها تفاعلهم وكأنها حققت أبهر نجاح في التاريخ، لكنها في الواقع كانت واهمة جدا فهي لم تنجح في قلع الموروث الجيني من نفوس أعماق العراقيين المدكوكة محليته في  ذاك الموروث الذي استمده ابن سومر عبر تاريخه من نسغ جهاد غائر في القدم تكاد لا ترى قعره مهما جهدت نفسك، وسام في الاتقاء تكاد لا تعرف أين سيستقر ، بعدٌ ليس ككل الأبعاد النمطية التي يألفها الإنسان، لأنه بعد بؤري لا يمثل المسافة المرئية بين مستشعر الروح ونقطة اندماج أشعة الضوء الساطع الذي يتصل تكوين بالصورة ، فحسب بل و

شفافة تكاد لا تُ يمثل مسافة الحياة نفسها بكل صورها الأثيرية التي تتلفع بثياب ملائكية ؛ رى، ولا يشعر بوجودها إلا الأديب الخارق الذي يحمل بين جوانحه روحا بوهيمية تميل إلى اتباع سلوك ياتي انتاج وفق نمط حياتي غير مألوف ، سلوك انتاجي مغرق ، بالغرابة يراه بعضهم مجرد ابتذال سوقي لا قيمة له، ويراه غيرهم أرقى مرحلة من مراحل الوعي الفكري التي تجرد الإنسان من تفاهات ما يحيط به ليؤسس وفق منهج التفاهة لخلق حياة  أخرى أعلى قيمة من غيرها، يقدمها بنهم بدوي للضيوف عسى أن يستمتعوا بلحظاتها المارقة، وهي التي تشعره  أنى مسؤول عن كل لحظة من لحظاتها التي تمرق كالسهم فيستعصي عل الغافلين طرف الإمساك ولو بأذيالها .

في تجربته الثرة ذات الوجوه المتنوعة المعبرة والقاسية والمتجهمة والفرحة والسعيدة والحزينة والمتأملة والقانعة والمتحركة والساكنة والسامقة والتافهة والسامية والمنحطة ذات البعد الشعبوي المغرق بالمحلية ، أسس شوقي كريم حسن لمنهج سردي فلسفي له مبرراته التي ترسم لوحة لتطلعاته الأفقية ، تلك التطلعات مع التي تمتد امتداد أفق الحياة نفسها، لم يداري ولم يخاتل ولم يموه ولم يجامل ولم يخف أو يرتعب من أحد ميدان ، وإنما دخل إلى عمق الحدث مباشرة بصدر عار وقلم وممحاة وكثير من الصبر والشجاعة دون أي سلاح آخر في تظاهرة قد تبدو لبعضهم وكأنها " " دون كيخوتية ، ليواجه الأسود المفترسة التي أطلها الجهلة في حلبة صراعه لتفترسه ، تلك الأسود التي كانوا يأملون أنها ستعرقل وتعيق مسيرته. وفق وبؤرة عنوانات ناتئة بارزة مستفزة صدرت لشوقي مجموعة الفلسفي هذا البعد وقد تكون وقحة ومشاكسة غير مألوفة، امتدت من ، قنزه ونزه ، إلى شروكية ، إلى خوشي ثغيب إلى ، هتلية ، إلى هباشون تبدو معربدة ، وصولا إلى سيبندية.! وهي محاولات منكشفة الوجه تمردت على سياقات واقع يعيش خمولا حد العجز، وهو البعد الفلسفي فبعدٌ  ثقافة شوقي، رسم مساراته الإيحائية بريشة فناني عصر النهضة ، ليضعها في متحف الحياة .وأنا واقعا أرى أن الفلسفة تقف أحيانا عاجزة عن التماهي مع تطلعات منكشفة الوجه لا تنعطف سياقات تهتم بسياقات السرد المتداول، بشكل مفاجئ خارج سياقات الواقع في كل حركة منها، فتبدو نافرة في وجه عالم مسطح اعتاد على نمط تماهي الكل مع الكل دون احراج، سياقات مراهنة على تحرير الخطاب الأدبي والفكري السوقية التي الجمالي من وهم الكونية بعباءة تتلفع الحداثة وما تطرحه من القيم المعرفية والأنطولوجية التي تنماز بالتأويلية المحضة بعيدا عن ، الواقع وإكراهاته الهشة وهي محاولة جريئة تنطوي على تحد مصيري يراه بعضهم تهديدا ، ويراه عبر تاريخه الأدبي الطويل بتضحيات لا تقدر بثمن لصرح المجد العالي الذي بناه شوقي وآخرون تجربة تجديدة تسعى لإخراج النص من نمطية السائد الموروث، وكأنها تأثرت بالثقافة الديكولونيالية . يذكر أنه رغم الجانب السيء في الديكولونيالية كفكر هوياتي ، عابر للقارات عمل على خلق نموذج جديد للكونية الإنسانية وفق صياغات متعددة الهويات، تنزع عن الهوية المحلية وجهها الداخلي الجمالي المرتبط بنشأة وتاريخ وموروث خاص، والانتقال بها إلى بعد عالمي واسع، عطف تجد هناك من يؤمن بأن جمالياتها تمثل من تجديدي فلسفي يسعى وراء تفكيك فلسفة الأدب والفن المعاصرين لتنقيتهما من المحلية والانطلاق بهما نحو العالمية أنها ، ولم تأت لتصادر محاولة جاءت ك (المحلي) وإنما جريئة لبناء عالم (عالمي) ، متنوع الجمال الثقافي وأكثر شمولية من البعد المحلي الضيق. ولأن الديكولونيالية تدعو إلى الانفتاح على أنماط هوياتية مغايرة، فهي تخلق كينونات إبداعية مغايرة ، تختلف كثيرا عن غيرها وتملك فضاءً جماليا له قدرة القضاء التام على الاختلافات الهوياتية من أجل تنسيق الرؤى العولمية باتجاهات عابرة للحداثات وللجغرافيات والموروث والتاريخ، ، ومحددة بعيدا عن شخصانية الهوية المحلية لهذه الأسباب يرى آخرون ، أن مجرد الوقوف بوجهها وهو ما يمكن وصفه بالعصيان المدني ، الجمالي يمثل محاولة جريئة لأنه ليس لاستعادة الإنسان المحلي إنسانيته المصادرة، بحاجة إلى اختراع نمط إنساني عالمي جديد و مبتكر فيه الكثير من الغرابة عن الواقع المحلي، يعيق ممارسته التاريخية بكل موروثها العميق. والذي أراه أن التنوع الثقافي الأدبي والفني العالمي بمجمله كان محصلة حتمية لأثر الديكولونيالية على ثقافة وأدب الشعوب بشكل عام، والأدباء منهم بشكل خاص. ومع أن النظرية الديكولونيالية نشأت في أواخر القرن الماضي لتعنى بدراسة الأدب في بلدان رزحت تحت نير الاستعمار الغربي وسطوة الفكر الكولونيالي الذي مارس الفرنسة والأمركة وغيرها بالقسر والإكراه؛ وبوعي كامل لتحقيق مكاسب على حساب الثقافة الجمعية المحلية العامة، إلا أن ذاك لا يعني أن الجميع خضعوا لسطوتها، وإن كان الأغلبية قد انساقوا خلف هذا الوهم المؤدلج وتأثروا به ويبدو من معطيات الواقع أن الديكولونيالية رغم أهميتها لم يكن لها كثير الأثر الذي حقق نجاحا في تحديد مسارات شوقي كريم الإبداعية لينتج كل تلك الروايات والقصص، لأني على يقين أن أفق شوقي أوسع من أن تحتويه تلك الثقافة أن ما جاء به شوقي في كتاباته الأخيرة ولاسيما منها تلك التي أنجزها منذ سيطرة المحتل الأمريكي على العراق ولحد الآن كان سعيا كبيرا منه لتحرير الحواس المعتقلة وإطلاقها في دنيا تفاعلية مثمرة، وهو في استخدامه المفرط للتسميات الشعبوية المحلية إنما حاول خلق نوع من التواصل الروحي مع المتلقي، وهذا ما تراه واضحا في فلسفات النص الذي يكتبه في وحوارياته وباقي نتاجه الأدبي. ويعني هذا بكل تأكيد أن شوقي كريم حسن نجح في اختراع مقاييس جمالية بعيدا عن التوجه الديوكولونيالي

المشـاهدات 86   تاريخ الإضافـة 07/02/2025   رقم المحتوى 58950
أضف تقييـم