الجمعة 2025/3/14 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 19.86 مئويـة
نيوز بار
هل من تبلورٍ لموقفٍ عربيٍ ما ((التهجير وترامب))
هل من تبلورٍ لموقفٍ عربيٍ ما ((التهجير وترامب))
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب رائد عمر
النـص :

قيمة المساعدات المالية السنوية التي تقدمها الولايات المتحدة لكل من الأرن ومصر , والتي لوّح وهدد الرئيس ترامب بقطعها عن هاتين الدولتين في حال رفضهما استقبال الذين سيجري تهجيرهم من غزة , فإنها تبلغ 72 ,1 مليار دولار للأردن و 45 , 1 مليار دولار لمصر .! , وهو مبلغ ليس بهائل او كبير للتهديد بسيادة وكرامة البلدين , وبإمكان بعض الدول العربية النفطية وغير النفطية تقاسم قيمة هذا المبلغ ودفعه لهذين البلدين , وفق المتطلبات القومية الواجبة , وتخليصهما من الوعيد والتهديد الأمريكي . يشار هنا أنّ العديد من حكومات الأقطار العربية قد قدّمت مساعدات مالية سخيّة لمصر وسوريا والأردن بعد نكسة حرب حزيران لعام 1967 , كتعوبضٍ ” على الأقل ” عمّا فقدته من اسلحةٍ في الطائرات والدبابات والمدفعية واللوجستيات الأخرى , ولم تكن آنذاك أية مساعدات امريكية تسبق تلك الحرب , < فما عدا ممّا بدا .؟ > , لماذا لا يتكرر ذلك المشهد حالياً في ظل هذه التراجيديا الأسرائيلية – الأمريكية , وما الذي يمنع ذلك .! , ثمَّ لماذا انعدام الضغط الجماهيري العربي ونُخب الإنتلجنسيا الثقافية والسياسية في الضغط على حكوماتهم لدعم مصر مصر والأردن , ولإتخاذ مواقفٍ أكثر تشدداً تجاه او بالضد من مسألة التهجير , مواقف تحمل مؤشراتٍ مسبقة في التعامل والتعاطي اقتصادياً ” على الأقل ” مع المصالح الأمريكية .من المحزن والمؤسف كذلك أنّ ” التلويح ولو على صعيد الإعلام .! ” بوقف او تعليق عملية التطبيع مع اسرائيل ولا حتى سحب السفراء العرب من تل ابيب , قد اضحى وامسى غير قابلٍ للصرف فيّ ايّ مكتبٍ للصيرفة ولا حتى في البسطات .!   من زاويةٍ اخرى تسبق ما وصلت اليه الأمور آنياً حول غزة ومداخلاتها , وحتى الإشارات والمؤشرات الأسرائيلية المدعومة امريكيا بحرارة حول احتلال الضفة الغربية وضمّها الى اسرائيل , ففي بدايات الحرب بين حركة حماس والكيان الصهيوني وتشديد القصف الهمجي على معظم اروقة القطّاع , فكان الهدف الستراتيجي الأسرائيلي ( الأوّلي ) هو منع ” حماس ” من محاولة تكرار خرق الحدود الأسرائيلية والعبور نحو داخلها الى المدن والمستعمرات او المستوطنات ”  ففي حينها كانت كلّ منطقة القطّاع تشكّل مِنطقةً ملتهبة ” تعمل اسرائيل على التعامل معها وقائياً بالدرجة الأولى , وقبل ما يعقبها من ممارساتٍ اخرى ” , إنّما التساؤل الذي تأخّر وفات وقته .! لماذا لم تطرح الجامعة العربية اوبعض الدول العربية ذات الثقل السياسي , بإنزال وإدخال قوات عسكرية عربية ” من اقطارٍ محددة ” لتغطية الشريط الحدودي بين اسرائيل وغزة وصولاً الى الحدود المصرية , كردٍّ موضوعي على الذريعة الأسرائيلية , وايضاً لوضع كوابح آنيّة ” مهما طالت ” للحد في الخلاف بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس , وهو بمثابة اجراءٍ وقتي للإتجاه بإتجاه التهدئة , ولا نزعم هنا أن ذلك كان سيغدو اجراءً مقبولا كلياً من الأمريكان والأسرائيليين , لكنه يقع ضمن المسؤولية العربية وما تتطلبه من زخمٍ وجهدٍ مشترك وحتى على صعيد الإعلام .!  ربما والى حدٍ ما , فقد يمكن الإستفادة النوعية حول طرح ادخال قوات عربية تنتشر في عموم القطاع , مقابل مجابهة مخطط التهجير الذي لا يطرح ولا يشير الى ايّة مبررات او مسوغات , طالما القيام بتأمين الشريط الحدودي بين غزة واسرائيل , ومهما كان ذلك لا يقع ضمن أمد السلام البعيد المدى!

 

المشـاهدات 78   تاريخ الإضافـة 14/02/2025   رقم المحتوى 59253
أضف تقييـم