
![]() |
صلاة الاستسقاء في الشعر العربي |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
سامي ندا جاسم الدوري يأتي الاستسقاء في اللُّغة بمعنى طلب سُقيا الماء، سواءً كان ذلك من الله تعالى أو من النّاس، وأمّا في الاصطلاح: فهو دُعاء الله تعالى بطلب السُقيا منه على هيئةٍ وصفةٍ مخصوصةٍ، وذلك عند الحاجة إلى الماء، ويكون الاستسقاء إما بالصّلاة وتُسمّى بصلاة الاستسقاء، أو من خلال الدُّعاء في خُطبة الجُمعة، أو بالدُّعاء بعد الصّلوات، أو بالدّعاء من غير صلاةٍ ولا خُطبة . قال أبو طالب / وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل يلوذ به الهلاك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل يؤدي المسلمون صلاة الاستسقاء عند القحط والجدب أي الجفاف وانحباس المطر أو قلّته بسبب حاجتهم الشديدة إلى الماء لسقي الناس والزرع والحيوان، وقد يكون انحباس المطر ابتلاءً من الله تعالى للنّاس بسبب ذنوبهم فيلزمهم اللجوء إلى الله تعالى بالصلاة والدعاء ليفرّج عنهم ويسقيهم . قال ابو عمر الضمدي / إن مسَّنا الضُرُّ أو ضاقت بنا الحِيَلُ فلنْ يخَيبَ لنا في ربِّنا أملُ وإن أناخت بنا البلوى فإن لنا ربًّا يُحَوِّلُها عنّا فتنتقلُ اللهُ في كلِّ خَطبٍ حسبنا وكفى إليه نرفعُ شكوانا ونبتهلُ من ذا نلوذُ به في كشف كربتنا ومن عليه سوى الرحمن نتكلُ فافزع إلى الله واقرع بابَ رحمتهِ فهو الرجاءُ لمن أعيت بهِ السُبلُ وتُعدُّ صلاةُ الاستسقاء من السُّنن المؤكدة عند جمهور الفقهاء . ويجوز أداء صلاة الاستسقاء في أيّ وقت إلّا الأوقات المنهي عنها، وأفضل وقت لأدائها هو بعد طُلوع الشّمس بِمقدار رُمح، وهو قول جُمهور العُلماء، وتُصلّى جماعةً وفُرادى، سواءً كانت في المسجد، أو في الصحراء وهو الأفضل . قال الشيخ عبدالغني النابلسي / مولاي لي عملٌ ولكن موجبٌ لعقوبتي، فاحننْ عليَّ تكرّما واجْلُ صدا قلبي بصفوِ محبةٍ يا خيرَ مَن أعطى الجزاءَ وأنعَما يا ذا العطا.. يا ذا الوفا يا ذا الرضى.. يا ذا السخا اسْقِ العطاشَ تكرُّما فالعقلُ طاشَ من الظما والحِكمة لِمشروعيّة صلاة الاستسقاء، منها التضرّع إلى الله تعالى بطلب المطر عند انحباسه، وعند جدب الأرض، فيلجأ النّاس إلى الله تعالى بِخُشوعٍ وتذلُّل في يومٍ يُحدّدُه لهم الإمام بالصلاة وبالدعاء بنية أن يسقيهم الله تعالى ويغيثهم.والاستسقاء مظهر من مظاهر إظهار العبد لضعفه وافتقاره وتوجّههِ إلى ربّه . قال الشيخ سعود الشريم / شربـت مـرارةً وبكيـت جمـراً عـلـى فـقــدٍ لأيـــامٍ خـوالــي لأيام بـهـا الـخـيـرات طُـــراً بهـا آبـاؤنـا حــازوا المعـالـي ونالوا من ذرا العليـاء شـأوا فصاروا فـي التديـن خيـر آلِ وكانوا كلما استسقوا لجـد بٍسقـاهـم ربـهـم إثــر ابتـهـالِ فأضحوا شامةً مـن بعـد تيـهٍ وعمّـوا بالصفـا كــل الفـعـالِ وتُؤدّى صلاةُ الاستسقاء ركعتين يُكبّر المصلّي فيها في الرّكعة الأولى سبع تكبيرات، ثُمّ يقرأ بعدها الفاتحة وما تيسّر من القُرآن الكريم جهراً، ثُمّ يركع ويسجُد ثُمّ يقوم للرّكعة الثانية ويكون فيها خمس تكبيرات غير تكبيرة القيام، ويفعل كما فعل في الرّكعة الأولى من الرُّكوع والسُّجود ثُمّ ختاماً يقرأ التشهّد ويُسلّم، وفي صلاة الأستسقاء يكثر من الأدعية التي يطلبُ فيها الغيث والمطر من الله تعالى كدعاء النبيّ صلى الله عليه وسلم (اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا)، قال الشاعر / دع لذيذ الكرى وانتبه ثم صل واستقم بالدجى وابتهل ثم قلْ يا مجيب الدعا يا عظيم الجلال يا لطيفٌ بنا دائمٌ لم يزلْ واحدٌ ماجدٌ قابضٌ باسطٌ حاكمٌ عادلٌ كل ماشء فعلْ ظاهرٌ باطنٌ خافضٌ رافعٌ سامعٌ عالمٌ ما بحكمه مِيلْ ومن سنن صلاة الاستسقاء وآدابها هو تحويل وقلب الرِّداء وذهب أكثر أهل العلم إلى أنّ ذلك يُستحبُ للإمام والمأموم، ويُستحبّ من الإمام تذكير الناس وحثّهم على التّوبة والصّدقة قبل خُروجهم إلى الصّلاة، وإعادة المظالم لأصحابها، وصيام ثلاثة أيام قبلها، ثم يكون خُروجهم في اليوم الرّابع لأداء الصّلاة، مع خُروجهم بثيابٍ تدلّ على التذلُّل ويطلبُ منهم إخراج أطفالهم وكِبار السِن والضعفاء، ليكون ذلك أقرب إلى رحمة الله تعالى. ويستحب رفع الأيدي عند الدعاء للإمام والمأمومين ، لِحديث أنس بن مالك رضيَ الله عنه (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَرْفَعُ يَدَيْهِ في شيءٍ مِن دُعَائِهِ إلَّا في الِاسْتِسْقَاءِ، وإنَّه يَرْفَعُ حتَّى يُرَى بَيَاضُ ابطيه) قال الشاعر / وذات يـــــوم شـــحّــت الــســمـاءُ بــقــطـرهـا وانــقــطــع الـــرجـــاءُ وجـــفـــت الـــضـــروع والانـــهــارُ وعـــطـــشَ الــصــغــارُ والــكــبــارُ فـفـزع الـنـاسُ الــى ابــن مـوسـى تــهــطـع عـــنــد بــابــه الــرؤوســا يدعون يا ابن المصطفى وابن علي وابــن الـهـدى وابــن الـكـرام الأُولِ جــئــنـا وفــيـنـا حــاجــةٌ لـلـمـطـرِ جـئـنا الــى الاطـهـر وابــن الاطـهرِ وصلاة الإستسقاء سنة مؤكّدة وليست واجبةً فلا يحرم تركها من الفرد، لكنّ الأولى والأفضل أن يحرص على أدائها لكونها سنةً فعلها النبي عليه الصلاة والسلام واجمل ما قيل في الاستسقاء، قوله صلى الله عليه وسلم (اللهم اسقنا غيثًا مُغيثًا، مريئًا مَريعًا، نافعًا غير ضار، عاجلًا غير آجل) ، قال رجل من كنانة / لـك الحمد والشـكـر ممن شكـر سـقـيـنـا بـوجـه الـنـبـي المـطــر دعـــــا الله خــالـقـنـا دعــوة إلـيـه وأشـخـص مـنــه الـبـصر ولــم يـك إلا كـقـلـب الـرداء وأسـرع حـتـى رأيـنـــا المــــطر فـمـن يـشـكــر الله يـلــق المزيد ومـن يـكـفـر الله يـلــق الـعـبر |
المشـاهدات 58 تاريخ الإضافـة 16/02/2025 رقم المحتوى 59330 |