الأربعاء 2025/3/12 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 12.95 مئويـة
نيوز بار
النقد الأدبي والثقافي ... منعطفات ومراهنات لاّبد من توحيد الآراء وتعزيز التناغم بينهما
النقد الأدبي والثقافي ... منعطفات ومراهنات لاّبد من توحيد الآراء وتعزيز التناغم بينهما
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

استطلاع/ علي صحن عبد العزيز

لعل جزئية الفاعلية في المرحلة المعاصرة بين أجناس النقد الأدبي والنقد الثقافي تكاد تكون حلقة فصال وليست وصال بينهما ، فالثاني كما يصفه بعض النقاد تفلسف ولا يُجاري متون النصوص المبينة على المخيلة والعاطفة ، في حين تكمن ماهية النقد الأدبي وفاعليته بجماليته المبنية على النشاط المعرفي ، بحيث يمكن للناقد من أقتناص جمالية النصوص ومحتواها وهذا بالمعنى الأجمالي لا يعني مصادرة للنقد الثقافي أو زحزحته عن الساحة بل هو تحصيل للتبلورات المتمخضة عن مرحلة ما بعد الحداثة في أطارها العام.

(جريدة الدستور) أستطلعت آراء نخبة من المشاركين والمشاركات عراقيًا وعربيًا وطرحت عليهم هذا التساؤل : هل تعتقد بأن النقد الأدبي سيزحزح النقد الثقافي من برجه العاجي في ظل وجود هذه الأجتراحية، أم على الناقد الثقافي التماهي والذوبان بين المواضيع الأدبية بعضها ببعض الآخر.

وكانت هذه الآراء الواردة.

حلقة أتصال لا انفصال

د/غزاي درع الطائي/شاعر وكاتب : تستند العلاقة الوثيقة بين النقدين أساسًا إلى العلاقة الوثيقة بين الأدب والثقافة التي أكدت عليها ما يعرف بـ (جماعة نيويورك)، وهنا يمكن القول: إن النقد الثقافي توجّه نقدي ومعرفي له فاعليته في الخطاب الأدبي والنقدي، وقد أحتضنته الساحة الأدبية، وتفاعلت معه الساحة الأكاديمية تفاعلًا إيجابيًا فأنتجت أعدادًا كبيرة من رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه فضلًا عن الأعداد الكبيرة من البحوث الأكاديمية، وليس للنقد الأدبي أو لغيره مصلحة في محاولة زحزحة النقد الثقافي عن مكانته التي أحتلها بجدارته وقدرته على تقديم ما هو فاعل وجذاب وذي أثر، ولاسيّما والساحة مفتوحة لكل جهد إبداعي ونقدي خلّاق.

سياقات واسعة

د/ رسالة الحسن/كاتبة وأديبة : سؤال عميق وجوهري، فالنقد الأدبي والنقد الثقافي يتقاطعان في كثير من النقاط لكن لكل منهما منطلقاته ومجالاته، ففي العقود الأخيرة أكتسب النقد الثقافي زخمًا خاصة مع أنفتاحه على مواضيع أكثر شمولية مثل الخطاب الأيديولوجيا، والسلطة مما جعله يبدو وكأنه يزيح النقد الأدبي التقليدي من مركزه، ولكن الواقع أن النقد الأدبي لا يزال يحتفظ بخصوصيته، إذ يرتكز على تحليل البنية النصية والجمالية في حين أن النقد الثقافي ينظر إلى النصوص ضمن سياقات أوسع تشمل البنية الأجتماعية والتاريخية والسياسية.

فسحات التلقي

دراسة الأنساق الثقافية

د/ محمد عبد الراضي/ مصر/ناقد أدبي: العلاقة التي تجمع بين النقد الأدبي والثقافي علاقة تكاد متداخلة ويصعب فصلهما ، لأن المنهجين يكمل كل واحد منهما الآخر ، فلا داعي لمحاولة وضع حدود وهمية بينهما ، ونرى صعوبة فصلهما لذلك يجب تركهما يتكاملا معًا،  وقد يضع آخرون النقد الثقافي مع أنواع من النقد الأدبي فالعلوم تتكامل لا تتقاطع ، فالنقد الثقافي يدرس الأنساق الثقافية المضمرة والسلطة والهوية وغيره ، في حين يدرس النقد الأدبي الصور والأخيلة والعواطف ، فلماذا لا ندرس الصورة في أنساقها الثقافية لنقف عند جمالية تحول الصورة من المركز إلى الهامش.

فسحات التلاقي بين النقدين

سعدي عبد الكريم/ناقد: من أهم موارد الأختلاف بين النقد الأدبي والنقد الثقافي بأعتبارهما نوعان نقديان منفصلان عن بعضهما في تناول المنتج المعرفي، لكنهما يصبان في البوتقة النقدية التفسيرية الأمثل والأنجع فالنقد الأدبي يمتاز بأشتغاله على المنتج الأدبي(النصّ) بمجمل أجناسه التدوينية، وأخضاعه إلى مؤسسة التحليل وإحالته إلى منطقة التأويل، بينما يشتغل النقد الثقافي على عموم الثقافة بأختلاف مواردها، وعلى الفنون بكافة أشكالها والأشتغال على قضايا المجتمع لتحليلها وإحالتها إلى مناهج المنفعة المثلى في التعامل الأنموذجي.

شروط التقييم

احمد بياض/ شاعر/ ليبيا : النقد الثقافي في شمولية خاصة ومرآة تتلاحم مع النقد الأدبي والذي يستهدف جمالية النص غير أنه مانلاحظ الآن يتطلب من الناقد الأدبي معرفة أكثر وهذا واقع أصبح ملازم نظرًا لما عادت تحمله النصوص منقيمة معرفية لفك شفراتها ، وهذا يستدعي من الناقد أن يكون مثقفًا بما تحمله الكلمة من معنى ، ويتبين هنا شروط الثقافة للتقييم ومنهجية معرفية فعالة يتجلى التبلور لتجسيد إمكانيات النقد والذي أصبح يحتاج إلى مقومات معرفية لأكتساحه ، فالنص لم يعد يتفكك في تركيب لغته أو بلاغته.

مبررات كثيرة ومعقدة

منى فتحي حامد/ أديبة وشاعرة/ مصر: كتابة الأديب عن أديب آخر ليس هذا يقلل أو ينقص من شأنه، بالعكس بل يعتبر إضافة لكلا الطرفين ناتجا عنها زيادة روح الأبداع والأنتماء وتعمل على تزايد وترابط العلاقات الأجتماعية التي تثمر بالنهاية نجاحات مثمرة، وهذه الظاهرة نشطت بين المبدعين ليست مجاملة أو بسبب غياب النقاد ، وهنالك ظاهرة تواجدت في الأدب العالمي أو العربي منذ القدم حتى الآن تحكمها مبررات كثيرة ومعقدة.

مجالات مختلفة

ابراهيم قوريالى/ شاعر وأديب/نعتقد أن هنالك فرقًا واضحًا بين النقدين الأدبي والثقافي، فالأخير يختص بالإنجازات الأدبية حصراً ولا يتدخل في شؤون الفنون الأخرى إملاً في عدم فقدان خصوصيته إما النقد الثقافي تجده يدلو بدلوه في كل مجالات الثقافة ( الرسم، التمثيل، المسرح) وأحياناً يجده يصول في ساحة الأدب ولو قليلاً، ونعتقد كلاهما يعملان في مجالات مختلفة ولا يستطيع أحدهما أن يزحزح الآخر من مجال إبداعه، إذا كانا هدفهما خدمة الثقافة بصورة عامة والأدب بصورة خاصة.

تصريحات النقاد

شلير كاظم/ شاعرة : بات النقد الأدبي متهمًا بعدم الحاجة إليه، في ظل وجود نقد آخر يعنى بالثقافة ككل، وليس محصورًا في الأدب، ولعل مما يزيد الأسئلة إلحاحاً، ويرفع درجة حدتها أحياناً، إعلان بعض الكتاب بين الحين والآخر أنهم غير معنيين بالنقد الأدبي أو بالمشتغلين فيه، وأنهم حين يكتبون لا يهمهم القراء إجمالاً، ناهيك بأن يكونوا نقاداً يدعون سلطة على النصوص بتحليلها والحكم عليها.

أمكانية الكاتب

غادة قنطار/ شاعرة/ لبنان : ما بين النقد الأدبي والثقافي قد لا يكون هنالك فرق فكلاهما يحتاجان إلى ذوي الأختصاص والمعرفة حسب الموضوع أن كان أدبي كالشعر والنثر وتمكن الكاتب بقواعد الكتابة كالنحو والصرف والبلاغة، إما النقد الثقافي فيكون على نطاق أوسع لأنه يضم كل المواضيع الحياتية وهي تحتاج إلى المطالعة في كل المضامير ، أي زيادة المعرفة على كافة الأوجه ومن ضمنها إيضًا الأدب ، فالنقد الأدبي والثقافي مكملان لبعضهما البعض والناقد هو نفسه المتلقي الذي يحمل من الثقافة والمعرفة والإحساس والخبرة ما يجعله يغوص إلى العمق ويقرأ العمل بفكره وقلبه حتى يصل لنتيجة عادلة.

تأخير الواقع الثقافي

سعاد شيحي/ اديبة وكاتبة/الجزائر : لقد زحزح نقد الأدبي النقد ثقافي في الآونة الأخيرة بسبب بروز نخبة شبه النقاد التي ظهرت مؤخرًا التي تدعي أنها تريد غربلة الأعمال الأدبية الرديئة من ساحة ثقافية والأدبية ، ولقد أدى هذا النقد إلى تأثير على الواقع الثقافي وجعله يتراجع، وهذا بسبب العلاقة الوطيدة والمتكاملة بين المجال ثقافي والأدبي ،حيث ادأن شعار ثقافة والفن والأدب هو (فلا وجود للمجال الثقافي دون المجال الأدبي).

خصائص الأشتغال

رياض داخل/ قاص وروائي: النقد الأدبي مختص بالآداب ومواضيعه، أما النقد الثقافي كذلك يهتم بالمواضيع الأدبية لكنه يشمل الفنون والمجتمع أيضًا، ولا توجد غلبة لأحدهما على الآخر، لكن يبقى النقد المنهجي له خاصيته وأشتغالاته، وكذلك النقد الثقافي الذي يقدم لنا نكهة خاصة يجيدها كبار القراء والمختصين ، ونعتقد أن النقد الثقافي له المستقبل إذا لم يغير أساتذة النقد الأدبي التابوهات أو المقدسات والثوابت المنهجية وبحسب الزمن وتطوراته.

أراء متعددة

عبد الناصر الجوهري/ عضو اتحاد كتاب مصر : لابد من التفرقة بين النقد الأدبي والنقد الثقافي ، فالنقد الأدبي يفسر ويحلل النصوص الأدبية مثل القصيدة والرواية وغيرها وهنالك ثلاثة أراء: الرأي الأول يرى أن النقد الأدبي والنقد الثقافي تؤمان لأن صفة الأدبي في العنوان تنسحب أيضًا على الثقافي،أما الرأي الثاني يرى بموت النقد الأدبي وحل محله النقد الثقافي ولم يعد قادرًا على متطلبات المتغير المعرفي والثقافي ،أما الرأي الثالث فيذهب إلى القول بأن النقد الأدبي له مسوغات وجوده وأنه لم يخفق في تأدية وظائفه ومهاراته ولكل من النقد الأدبي والنقد الثقافي شأنه الخاص وأجمالاً النقد الأدبي له سيصمد لجذوره الممتدة لأنه وثيق الصلة بالمجتمع ، ومن عناصر العملية الإبداعية: الكاتب والقارئ ولأن منتج النص الأدبي أنسان.

رسالة الأدب

مالك فرحات/ تونس/ شاعر وناقد وأستاذ اللغة العربية : الأدب تعبيرة ثقافية تتوسل بالجمال لإبلاغ رسالتها سواء أكان هذا الجمال لفظيًا أم معنويًا ، ورسالة الأدب المبلغة هي قضايا تطرح وتعالج ، ومن هذه القضايا ما هو ثقافي ، والنقد الأدبي هو أدبي ثقافي في آن واحد ، فالناقد الأدبي لا يهتم بالجانب الشكلي أو معاني النص الأدبي الظاهرة دون النفاذ إلى رسالته العميقة التي هي في جانب منها ثقافية ، فعلى الناقد الأدبي أن يكون مثقفًا ، والأدب ليس بخارج عن أهتمامات الناقد الثقافي لأنه وسيلة من وسائل التعبير الإنساني الرمزية التي يعبر بها عن موقفه من العالم أو يعيد إنشاء العالم بها وفق رؤيته.

المشـاهدات 85   تاريخ الإضافـة 17/02/2025   رقم المحتوى 59372
أضف تقييـم