النـص :
أن أكثر المجالس التي يهرج فيها الناس على هذا وذاك ، هي في الواقع مجالس البطالين ،من الذين أستحوذ عليهم الشيطان ،وزّين لهم أرذل الكلام وأفحشه والمشكلة أن هؤلاء يحسبون أنهم يحسنون صنعاً !!وفي الوقت الذي يقول الله تعالى :( ياأيها الذين آمنوا أتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً).. . وجاء في الحديث الشريف: ( من كثر كلامه كثر خطؤه ) ، إلاّ أن هناك من الناس من يحبّ الكلام والجدال فيكثر منه ويحشي ويطيل ، ويسألك عن رأيك في موضوع ما ،وقد يسكت لحظات ، ثم يتذكر خبراً فينقله بمبالغة وتشحين ، ثم يستدرجك ويسألك عن أخبارك ويعود الى مبالغاته وزياداته، وهكذا هو دائماً يتسقط أخبار الناس (من أهل الماضي والحاضر) بكل وسيلة ثم يعلق عليها ويضيف توقعاته وأستنتاجاته على تصرفات غيره ويحسبها عليهم !!هذه الظاهرة تسمى ظاهرة الثرثرة ..وهذه يترتب عليها تدمير العلاقات بين الناس، وشحن النفوس بعضها على بعض لأن فيها تركيبة غير أخلاقية من الغيبة والتهمة والنميمة وتثبيط العزيمةلفعل الخير ، وتعميق الجمود والتخلف ، وتبرير المساويء والبهتان والتنابز باللألقاب ،وقد تكون كلمة واحدة فقط مثل عود الكبريت ،تشعل نيراناً من الخلافات الحارقة التي تعصف بالمجتمع الواحد ،فكيف إذا كانت تلك الكلمات قنابل من الكلام والثرثرة !!!وهكذا نعلم جيداً أن ّمن أسباب نشوب الخلافات بين الناس ..هو كثرة الكلام والمبالغة في الأخبار التي يتناقلها الثرثارون ، ومن الناحية العلمية يقول علماء النفس ( إذا زاد الضجيج ، صُمتّ الآذان ،وغادرت العقول) ..وعند مغادرة العقل يضيع الصواب وتهرب الحقيقة ، فالأفضل عدم حرق الأوقات والأعصاب في هذه النقاشات في أجواء الثرثرة والجدال العقيم ، إذ لايصل الأطراف إلى نتيجة إلاّ المزيد من الفجوة والخلاف !!فعلين أن ننبذ الجدال والمراء وبأكثار التفكر ،والتزام الهدوء، أو الكلام بتأني وتدبر وأدب ، وأن نتحمل الأستماع للخصم والأصغاء جيداً للنقاش معه ،ثم البدأ في نقاشه منطقياً إذا كان مخطئاً ،فنضع النقاط على الحروف من دون إنفعال وتعصب، وطول ثرثرة .
|