
![]() |
السيد محمد شياع السوداني والسيد نيجيرفان البارزاني.. مسار العمل المشترك نحو عراق مستقر. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
تشهد العلاقة بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان تطورًا ملحوظًا للأفضل فالأفضل في ظل قيادة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني وتعاونهما المشترك لادارة الازمات وقيادة الصراعات. هذا التقارب يعكس إرادة سياسية واضحة للعمل المشترك من أجل تعزيز أسس الاتحاد الفيدرالي، رغم التحديات المتعددة التي تواجه العراق داخليًا وخارجيًا.
تحول في العلاقة بين بغداد وأربيل
شهدت العلاقات بين بغداد وأربيل توترات مستمرة لعقود، خاصة فيما يتعلق بالخلافات حول توزيع الثروات النفطية، والمناطق المتنازع عليها، والصلاحيات الدستورية بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم. لكن خلال الفترة الأخيرة، بدا واضحًا أن السوداني وبارزاني يسعيان إلى نهج توافقي وفاقي جديد قائم على التعاون بدل اللا تعاون.
* نهج الحوار بدلاً من التصعيد: على عكس الإدارات السابقة، تبنى السوداني مع البارزاني مبدأ الحوار المباشر لحل القضايا العالقة، مثل ملف النفط والموازنة، وهو ما أثمر عن تفاهمات أولية حول آليات تصدير النفط عبر بغداد وتقاسم الإيرادات.
* تعزيز الشراكة الأمنية: التعاون في مواجهة التحديات الأمنية، خصوصًا مع عودة نشاط تنظيم داعش في بعض المناطق، فرض على الطرفين توحيد الجهود الأمنية، مما أدى إلى تشكيل مراكز تنسيق عسكرية مشتركة في المناطق المتنازع عليها.وقد وجدنا ذلك في كلامهما في الايام الماضية في مؤتمر ميونخ للامن 2025م
التحديات أمام المشروع الفيدرالي العراقي
على الرغم من التقدم الملحوظ في العلاقة بين بغداد وأربيل، إلا أن هناك تحديات رئيسية لا تزال تقف أمام بناء عراق مستقر:
1- الأزمة الاقتصادية: استمرار تقلبات أسعار النفط وتأثيرها على الموازنة العامة، إلى جانب التحديات الاقتصادية داخل الإقليم، تجعل من الضروري إيجاد حلول مستدامة لآليات تقاسم الثروات.
2- الملف الأمني: لا تزال المناطق المتنازع عليها تمثل بؤر توتر بين قوات البيشمركة والقوات الاتحادية، ما يستدعي رؤية أمنية موحدة لمواجهة التهديدات الإرهابية.
3- التدخلات الخارجية: العراق يقع في قلب صراع إقليمي بين قوى مختلفة، ما يؤثر على قراراته السيادية. لذلك، فإن التنسيق بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم ضروري لحماية القرار العراقي المستقل.
4- التوازن السياسي الداخلي: الصراعات بين بعض الأحزاب والقوى السياسية داخل بغداد وأربيل تؤثر على استقرار الاتفاقات، ما يتطلب إرادة سياسية قوية لتجاوز الخلافات الحزبية.
مستقبل العلاقة بين بغداد وأربيل
السوداني بادارته وبارزاني بقيادته يواجهان اختبارًا حقيقيًا في قدرتهما على تحويل التفاهمات السياسية إلى اتفاقات دائمة. وقد نجحا في ذلك كما يشهد اي منصف، نجاح هذا المسار يعتمد على:
* إقرار سياسات اقتصادية مستدامة تضمن توزيعًا عادلاً للثروات
* استمرار التنسيق الأمني والعسكري لمواجهة التهديدات المشتركة
* إشراك القوى السياسية كافة في الحلول لضمان استقرار العلاقة الاتحادية
إذا تمكن السوداني وبارزاني من تجاوز العقبات الراهنة، فإن العراق قد يشهد نموذجًا ناجحًا للفيدرالية الحقيقية، حيث تكون العلاقة بين المركز والإقليم مبنية على الشراكة لا التنافس. لكن في المقابل، أي فشل في إدارة هذه الملفات قد يؤدي إلى عودة التوترات وعرقلة مسار الإصلاح السياسي في البلاد.ومن يتابع لقاءاتهما في موتمر ميونخ للامن هذه السنة والسنوات السابقة يدرك انهما يعملان سويا لادارة ازمات العراق وقيادة صراعاته باستراتيجيتهما التوافقية الوفاقية وتلك بعض سمات وحدة العراق في اجتهادي السياسي. |
المشـاهدات 39 تاريخ الإضافـة 19/02/2025 رقم المحتوى 59535 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |