بغداد ـ الدستور

أعلن قوباد طالباني، نائب رئيس حكومة إقليم كوردستان، عن حل المشكلات المرتبطة بالرواتب والموازنة خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن الحكومة قامت بتحديث قائمة الرواتب وفق النظام البايومتري المعتمد في بغداد، وتم الاتفاق على تأمين التخصيصات المالية للعام الحالي. وخلال مشاركته في ندوة حول التعايش السلمي في السليمانية ، أكد قوباد طالباني أن "حكومة إقليم كوردستان عملت على تنظيم قائمة الرواتب وفق آلية حديثة، وتم إرسال القائمة المعدلة إلى بغداد مع مراعاة الإجراءات البايومترية كافة". وأوضح، أن "المشكلات السابقة كانت متعلقة بالبنية الإدارية للدوائر مقارنة ببغداد، وقد تم إصلاحها لضمان مطابقتها للمعايير".وبين أن "مشكلة الرواتب والمشكلة المالية هي ليست وحدها ما بين بغداد وأربيل لكنها مرتبطة بكل فرد هنا في الإقليم، ونتوقع وجود أرادة سياسية وفنية قوية لتجاوز هذه المشكلة بين بغداد وأربيل"، مشيراً إلى أن "الإقليم قدم التسهيلات كافة لتنفيذ مطالب بغداد".وفيما يتعلق بمشكلة تصدير النفط، أكد طالباني، أن "الحكومة تمكنت من إيجاد حلول لهذه الأزمة"، لافتاً إلى أنه "تم تعديل آليات تصدير النفط بما يضمن استقرار الأوضاع المالية". كما شدد على أن "التحديات التي كانت تواجه الحكومة في السابق تم حلها من خلال التنسيق المستمر مع بغداد"، مؤكداً أن "قائمة رواتب شهر كانون الثاني/يناير تم تأكيدها، وتم الاتفاق على تخصيصات مالية لموازنة العام الحالي، مما يضمن استمرار صرف الرواتب دون أي تأخير".وأشار إلى أن "الحلول المالية المتعلقة بالرواتب والموازنة لم تكن سوى جزءاً من مجموعة من المشكلات التي تمت معالجتها، وأن حكومة الإقليم ستواصل العمل على حل القضايا الأخرى بما يضمن استقرار الوضع المالي والإداري للإقليم".وأكد قوباد طالباني أن "الحكومة تمكنت من حل المشكلات المتعلقة بالرواتب و الموازنة من خلال العمل المشترك مع الحكومة الاتحادية"، مبيناً أن "تلك الحلول ساهمت في تعزيز الاستقرار المالي للإقليم، وتضمن استمرار صرف الرواتب بآلية منظمة، كما أضاف أن "الحلول المطروحة قد تساهم في حل مشكلات أخرى بما يضمن استقرار كوردستان في المستقبل".وفي مؤتمر صحفي، عقب الندوة، أكد طالباني، أنه سيعقد اجتماع مهم بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني لمناقشة تشكيل حكومة إقليم كوردستان الجديدة.وأشار إلى أن "النقاط المتفق عليها بين الحزبين أكثر من النقاط المختلف عليها"، متوقعاً أن "تكون هناك نتائج إيجابية تؤدي إلى تشكيل حكومة جديدة تلبّي تطلعات أبناء إقليم كوردستان وتكون ممثلة لجميع مكوناته وأطيافه". وأوضح طالباني أن "الاجتماع بين الحزبين سيتركز على النقاط التي تساهم في تعزيز التعاون بينهما وتحقيق استقرار إقليمي، بما في ذلك ضمان تمثيل الأطراف والمناطق كافة في الحكومة الجديدة".ومن المتوقع أن يسهم هذا الاجتماع في تمهيد الطريق لتشكيل حكومة قادرة على الاستجابة لمطالب شعب كردستان في مختلف المجالات.ويأتي هذا الاجتماع في إطار الجهود المبذولة لتشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات البرلمانية في إقليم كوردستان ، حيث يسعى الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني إلى الوصول إلى اتفاق حول تشكيل الحكومة الجديدة وتوزيع المناصب.في حين جاءت تصريحات طالباني، بشأن الرواتب، في وقت تشهد فيه العلاقة بين أربيل وبغداد تحسناً ملحوظاً، خاصة في الملفات المالية، وبفضل التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال الفترة الماضية، بدأت أزمة الرواتب والموازنة تجد طريقها نحو الحل، مما يساهم في استقرار الوضع الاقتصادي في إقليم كوردستان .فيما من المقرر أن يُعقد اجتماع بين وفدي التفاوض التابعين للحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني في السليمانية، لمناقشة تشكيل الكابينة الحكومية العاشرة للإقليم.وقالت مصادر سياسية مطلعة ، إن "الاجتماع سيركز على بحث البرنامج الحكومي الذي أعدته الفرق التقنية للطرفين"، مبينةً أن "وفدي التفاوض للحزبين سيجتمعان اليوم، في السليمانية، حيث سيناقشان المسودة التي أعدتها الفرق التقنية لكلا الطرفين، والتي تُعَدُّ بمثابة خارطة طريق لبرنامج عمل الحكومة الجديدة".وأضافت، أن "وفد الاتحاد الوطني الكوردستاني سيكون برئاسة قوباد طالباني، ووفد الحزب الديمقراطي الكوردستاني برئاسة هوشيار زيباري".كما أشارت المصادر، إلى أن "كلا الطرفين توصلا إلى قناعة بضرورة إحراز تقدم في عملية تشكيل الحكومة، لكنه في الوقت نفسه هناك اختلاف في وجهات النظر بشأن آلية تشكيلها وإدارتها"، مضيفة أن "المناقشات لم تتطرق بعد إلى مسألة توزيع الحقائب الوزارية".ويأتي هذا الاجتماع في وقت أعلن فيه محمود محمد، المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني، في العاشر من الشهر الجاري، أن المفاوضات بين الحزبين دخلت مرحلة وضع الرؤية المشتركة لتشكيل الحكومة، ولم يتبقَّ سوى بضع نقاط تحتاج إلى مزيد من النقاش على مستوى آخر، مع توقع استمرار المفاوضات خلال الأيام المقبلة لحسم القضايا العالقة.ومن المرتقب أن تتواصل الاجتماعات خلال الأيام المقبلة لاستكمال المفاوضات وحسم المسائل الخلافية، في وقت يترقب فيه الشارع الكوردستاني نتائج هذه المحادثات، التي ستحدد ملامح الحكومة المقبلة ومستقبل العملية السياسية في إقليم كوردستان.كما تأتي هذه المفاوضات في ظل تعثر تشكيل الحكومة الجديدة لإقليم كوردستان، حيث يسعى الحزبان الرئيسيان، إلى التوصل إلى اتفاق يُفضي إلى تشكيل حكومة توافقية، قادرة على إدارة شؤون الإقليم والتعامل مع التحديات السياسية والاقتصادية الراهنة.