الجمعة 2025/3/14 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
نيوز بار
فوق المعلق هل من سبيل لتغير حالها ؟
فوق المعلق هل من سبيل لتغير حالها ؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب صباح ناهي
النـص :

 

 

صراع الريف والمدينة

الذي انتج صراعاً حضاريا محتدماً في المدن العراقية بين الريف والمدينة، تمثل بمساكنة الاحياء الشعبية التي تكاد تطوق البيوت الحديثة، مطلع الخمسينات من القرن الماضي، سيما في العاصمة التي يصل عددهم نفوسها الى ما يقرب من ربع سكان العراق البالغ 42 أثنان واربعون مليون نسمة, فالحاجة الفعلية لتخفيف أعباء المدينة المكتظة وبناء بديل عنها، تتطلب مئات الالوف من الوحدات السكنية الجديدة التي تحل محل الحالية، حيث يقطن الاعم الاغلب من سكان العاصمة شرقي العاصمة بغداد في "مدينة الصدر"، بمعدل ست افراد في البيت الواحد، بمساحة تصل بين المئة والخمسين مترا ًمربعاُ للأسرة الواحدة، جلهم من أصول ريفية، حلموا ذات يوما بالسكن اللائق في عاصمتهم بغداد، بعد أن مكثوا قرابة عقد الخمسينات في (الصرائف)، وهي نوع السكن العشوائي، غير القانوني، خارج التصميم الأساس لمدينة بغداد، الذي وضعه باشوات بغداد أبان الحكم الملكي بحرفية أهم المصممين العالميين اليوناني ( أبوستولوس دوكسياديس ) لمناطق لم تكن محصصة للسكن بالأصل، في فضاءات بغداد القريبة من بيوت الباشوات وموظفي الحكومة، وتلام الحقبة الملكية كونها لم تستوعب أزمة انهيار الاقطاع العراقي، بعد الحرب العالمية الأولى وتفاقمه في الحرب الثانية، وهروب الفلاحيين والمزارعين من بطش الاقطاع وقسوته ألي المدن العراقية للتكسب والعيش والتقرب من المراكز الحضرية، للتعلم حيث المدارس والجامعات فيها والصحة والمستشفيات الكبرى للتطبيب، كذلك لإيجاد فرص العمل والحياة، وكان النظام الملكي لا يملك القدرات المالية والاقتصادية والميزانيات للتوسع في الاقضية والنواحي الملاصقة للريف،

مشروع إزالة "الصرائف "

‎ وكما قال لي مخطط المدن المعماري تغلب عبد الهادي الوائلي:

مشروع ازالة الصرائف بدأ مطلع الخمسينات، على يد مخططي مجلس الإعمار العراقي الذي انشأه العهد الملكي، بهدف معالجةالسكن العشوائي وبناء دور مناسبة للعراقيين الذين لا يملكون مساكن واضطرّوا للسكن في بغداد بعد انهيار الإقطاع، وزحف جيوش العاطلين المتطلعين للعيش إلى مراكز المدن، والتقرب من المدنية والتنعم بفضائلها وميزاتها في العيش والحداثة، وكانت المشكلة اكبر من إمكانيات الدولة وقتها، جراء تفاقم الظاهرة وزيادة الاعداد المتدفقة على العاصمة من المناطق الجنوبية والوسطى، وقدشرع مجلس الإعمار ببناء وحدات سكنية مناسبة شرقي بغداد في الجهة الشرقية لقناة الجيش، وكانت بيوت مناسبة وحضارية بمعدل مئتي متراً مربعا للبيت الواحد، لكن انقلاب الجيش على النظام الملكي وتولي الزعيم عبد الكريم قاسم الحكم، الذي أراد ان يحقق منجزا للفقراء بإزاله العشوائيات والصرائف من بغداد وتحويل سكنهم نحو شرقي العاصمة ( خلف السدة ) اضطرّ النظام العسكري ان يعجل بتوزيع الأراضي وببناء وحدات سكنية، بمعدل مئة وخمسين مترا مربعا ثم تناقصت إلى مئة ثم خمسين في اطرافالمجمع السكني، بهدف وضع سقوف  فوق رؤوس الفقراء كما كان يصرح  ،على النقيض من قيام مجلس الاعمار الملكي الذي عمل على بناء مساكن حديثة سعة 200مترا مربعاً كما جرو في المرحلة الأولى،)

مدينة الثورة (الصدر) حاليا . تشكل مجتمعاً موازياً لمجتمع بغداد الحضارية، عمرانا وسلوكا مجتمعي ، فهي تواجه تحديات حضرية معقدة ناتجة عن عوامل تاريخية واجتماعية وسياسية، أستمرت على مدى سبعين سنة، فأبرز المشاكل الحضرية يتمثل بالاكتظاظ السكاني، فكثافة سكانية عالية تُقدَّر (بأربعة ملايين) نسمة في النهار، يرافقه نمو سكاني يفوق قدرة البنية التحتية، مما انتج انتشار مجتمع العشوائيات والمساكن غير النظامية لتضيف عبئاً على البنية التحتية المتدهورة، وهناك مشكلات متصلة أخرى، تحتاج الكثير من الكلام .

المشـاهدات 71   تاريخ الإضافـة 25/02/2025   رقم المحتوى 59791
أضف تقييـم