لم يكن النظام الدولي حريصاً على احترام حقوق الشعوب كما يدعي أقطابه، وتصرح به أبواقهم الأعلامية .. فهو لا يتعدى كونه (نظام تفاهة) ، يقف بوجه الشعوب النامية والمنكوبة ، ويحول دون تحقيق أبسط حقوقهم المسلوبة ، ويكتم أنفاس (الحريات) ولا يطيق نداءات الجياع والباحثين بين الكوام القمامة والنفايات عن لقمة تعينهم على مواصلة الحياة وانتشالهم من بين مخالب الذئاب التي ما برحت تمتص عافيتهم ولا تترك لهم سوى السراب ! والغريب أن البلدان الملتحقة بالنظام الدولي، طالما تعلن عبر مسالكها الصوتية والدعائية عن وقوفها إلى جانب البلدان الناشئة والضعيفة، والمنطلقة الى النهوض بمستوى معيشة أفرادها ، وتسعى للدفاع عن حقوقها المغتصبة، وترفع الشعارات الحبلى بالوعود التي تفوح منها رائحة النفاق ، وتختفي بين طياتها أنياب الذئاب المتلهفة لافتراس خيراتها وعطاءات أرضها ، والدفاع عن حقوق أجيالها القادمة من اطماع المقالات التي ترفع شعاراتها البراقة بحجة الدفاع عن حقوق الأنسان ، وحماية ثرواته التي ما زال يمتصها حاملو الشعارات البراقة الذين يلتفون حول ينابيع الخير في البلاد ، ويحرمون أبناءها من الغذاء والدواء والتعليم والانطلاق إلى فضاءات الحرية - المغتصبة - التي يبحث عنها الحالمون بغدٍ سعيد.

كريم نجم الكرعاوي