النـص : الكراهية لا تلد إلا الكراهية والعنف لا يولد غير العنف ،ما يحدث ويحدث في سوريا هو حصاد ما زُرع من شعارات ،طائفية، رددها المندفعون ، بقياسات خاطئة ، ومعادلة مغلوطة ، عاكسين افعال الاسد على طائفته ، معتبرين ان كل العلويين هو اعوانه وزبانيته . فالانتقام من العلويين هو انتقام من الاسد ، وليتهم تعلموا من درس العراق ، عندما اعتبر البعض ان صدام يمثل السنة ، كما ان الطرف الاخر. اعتبر من جاؤوا للحكم يمثلون كل الشيعة ، واشتعلت الطائفية في العراق الحرب الطائفية التي راح ضحيتها الأبرياء من العراقيين ، وكان القتل على الهوية، والمناطقية. لقد عاثت اللعبة الطائفية في العراق فساداً ومكنت الفاسدين وتجار الدين من رقاب الناس ، واستغلها البعض ليكرس موقعه السياسي .
كنت اتمنى ان يترجم احمد الشرع رئيس الحكومة السورية المؤقته ، أقواله إلى افعال ، حينما قال : نريد بناء سوريا ، وعلينا ان نتعلم من درس العراق ومن الاخطاء التي وقع فيها العراقيون ، وراح يتحدث بكلام معسول ، ومطمئن ، لكن ما يحدث ينطبق عليه المثل المصري القائل "اسمع كلامك أصدقك ، أشوف أفعالك استعجب"
ما قاله الرجل كان لذر الرماد في العيون ، فما حدث في السيدة زينب وما حدث في حمص وكذاك في اللاذقية والمختارية وطرطوس ، يكشف النوايا الحقيقية للرجل وجماعته ، فما من مناسبة إلا ويؤكد هؤلاء على خطاب الكراهية والعنف ، بالأمس كان هتافات جماهيره تقول " جايينك عا كربلا " ، ويا خميني شوف شوف جيش أمية ألوف ألوف، إلى آخره من هذه الشعارات، ناهيك عن خطاب الشرع الذي قال فيه " نحن لا نجيد اللطم والبكاء " . هكذا خطاب لا يمكن ان يبني علاقات جيدة بين البلدين ، ولا يمكن ان يؤسس إلى علاقة ايجابية .،
وربما نتسائل هنا من المستفيد من هذا الصراع الطائفي ، ومن يدفع باتجاهه ، وهل من المعقول ان يستقبل " الثوار " في سوريا. اليهود ويقتلون ابناء بلدهم ، أي معادلة هذه ، انها الطائفية التي تلد اخرى .
|