متابعة ـ الدستور الرياضي

عندما بدأ البرتغالي جواو فيليكس رحلته مع بنفيكا، كان يُنظر إليه باعتباره موهبة المستقبل، لكن مع مرور السنوات بدا أن هذا غير صحيح.وأصبح جواو فيليكس في السنوات الأخيرة إحدى المواهب الضائعة، حيث يبحث بشكل مستمر عن مكان دائم داخل نادٍ كبير، لكنه لم يُظهر أنه يستحق ذلك.ولعب فيليكس في العديد من الأندية الكبرى في أوروبا مثل أتلتيكو مدريد وبرشلونة وتشيلسي، وأخيرًا ميلان، لكنه لم يترك بصمة حقيقية مع أي نادٍ.

جواو فيليكس الرحالة

يُمكن وصف جواو فيليكس بالرحالة، بالنظر إلى تنقله بين العديد من الأندية وعدم استقراره في نادٍ واحد منذ بداية مسيرته.بدأ فيليكس مسيرته مع كرة القدم بشباب بورتو قبل أن ينتقل إلى شباب بنفيكا ومن هناك تم تصعيده تدريجيا حتى وصل للفريق الأول.ولم يدم الجناح البرتغالي طويلا في الفريق الأول لبنفيكا، حيث قضى عاما واحدا فقط، حتى خطفه أتلتيكو مدريد في صفقة قياسية بلغت قيمتها حوالي 127 مليون يورو بحسب "ترانسفير ماركت".هذه الخطوة فسرها الكثيرون بأنها صفقة المستقبل بالنظر لما يمتلكه الجناح البرتغالي من إمكانات، وظل لاعبا للروخيبلانكوس لثلاث أعوام ونصف، قبل أن يستقر النادي المدريدي على رحيله معارا.ودخل فيليكس في دوامة الإعارات فرحل إلى تشيلسي لنصف موسم في يناير/كانون الثاني 2023، قبل أن يغادر بالصيف لينضم إلى برشلونة معارا أيضا لموسم كامل.ولم ينجح جواو في إثبات نفسه بالشكل المتوقع والمنتظر منه سواء مع تشيلسي أو برشلونة، ليعود إلى أتلتيكو مدريد في صيف 2024، قبل أن ينضم لتشيلسي في صفقة بيع نهائي الصيف الماضي مقابل 52 مليون يورو.ولم يبق جواو إلا نصف موسم مع البلوز بعدما كانت التوقعات تشير إلى أنه سيكون لاعبا أساسيا تحت قيادة المدرب إنزو ماريسكا، لكن الأمور لم تسر كذلك، ليقرر الرحيل في شتاء 2025 وينضم لميلان على سبيل الإعارة.

قصة جديدة

وصول فيليكس إلى ميلان جاء في محاولة للخروج من عباءة تشيلسي والجلوس المتكرر على مقاعد البدلاء، ليحاول إيجاد ذاته في تحدٍ جديد.قدّم جواو نفسه بشكل جيد في ظهوره الأول مع ميلان، عندما دخل كبديل في الشوط الثاني أمام روما، بربع نهائي كأس إيطاليا، ونجح في تسجيل الهدف الثالث بعد 12 دقيقة فقط من نزوله.وتوسم الكثيرون خيرا في أن يكون جواو هو منقذ موسم ميلان، خاصة أن الفريق لا يمر بأفضل أحواله هذا الموسم، قبل أن تتحول هذه الأحلام إلى رماد.هدفه في روما جعل مواطنه البرتغالي سيرجيو كونسيساو مدرب الروسونيري، يدفع به أساسيا 4 مباريات متتالية بالدوري الإيطالي، لكنه لم يقدم المردود المنتظر، وفشل فشلا كبيرا في إحداث أي تأثير على سير المباريات.لم يقدم فيليكس أي مساهمة حتى قرر كونسيساو إجلاسه على مقاعد البدلاء بعد ذلك أمام لاتسيو ثم في المباراة الأخيرة أمام ليتشي، قبل أن يشارك لبعض الدقائق.

دوام الحال من المحال

بدا انتقال جواو إلى ميلان وكأنه نقطة تحول في موسم الروسونيري، ليجلب الطاقة إلى جانب إضافة فنية لكن اختفى هذا التأثير في وقت قصير جدا خلال شهر تقريبا.وكان الشعور الذي صحاب صفقة فيليكس أن اللاعب الموهوب صاحب الـ26 عاما، جنبا إلى جنب مع سانتياجو خيمينيز، سيمثلان نقطة تحول في موسم ميلان، وبدلا من ذلك، انطفأ التوهج المفاجئ فورا. كان هذا تقريبا ما حدث في مشوار فيليكس مع الأندية التي لعب لها، فبعد وصوله لتشيلسي في شتاء 2023، لعب مباراة ضد فولهام وطرد فيها ليتم إيقافه لثلاث مباريات، وعقب عودته مباشرة وفي ظهوره الثاني بالبريميرليج، سجل هدفا مهما في التعادل 1-1 ضد وست هام يونايتد.وتراجع مردوده وغاب دوره الفعال بعد ذلك، فصام عن التهديف لعدة مباريات وعاد لتسجيل هدف يحفظ به ماء وجهه، قبل أن يقرر البلوز عدم تجديد إعارته ويرحل بعد 6 أشهر.وفي الموسم التالي أيضا، سار البرتغالي على نفس النهج مع برشلونة، فسجل في ظهوره الثاني ضد ريال بيتيس قبل أن يغيب عن التهديف 9 مباريات متتالية، ويعود للتسجيل على فترات.ولا يزال الأمر يتكرر معه في ميلان بعد هدفه في ظهوره الأول بالروسونيري وضد روما.

تأثر ريندرز

أراد كونسيساو الاعتماد على فيليكس في العمق، فدفع به كلاعب خط وسط هجومي، الأمر الذي أثر بشكل كبير على مستوى الهولندي تيجاني ريندرز، أبرز هدافي ميلان هذا الموسم.تيجاني أحد أفضل لاعبي ميلان هذا الموسم، بفضل تأثيره الكبير على الفريق، حيث سجل 12 هدفا حتى الآن، كثاني الهدافين.لكن مردوده الهجومي تأثر بشكل واضح بالدفع بفيليكس أمامه، مما أجبره على العودة قليلا إلى الوراء، وبالتالي الابتعاد عن منطقة الخصم، ما أثر على الفريق اللومباردي هجوميًا.

شكوك البقاء

رغم أن جواو لم يفتقد ثقة مدربه كونسيساو، إلا أن الشكوك بدأت تتوغل داخل النادي حول إمكانية الاستمرار معه للفترة المقبلة.وصرح بعض المسؤولين داخل ميلان بأنهم سيحاولون ضم جواو نهائيًا من تشيلسي الصيف المقبل، إلا أن هذه الصفقة قد لا تتم بعد العروض الباهتة للنجم البرتغالي.وربما تاريخ فيليكس المليء بالصعود والهبوط، يجعل ميلان لا يفكر في شرائه بصورة نهائية في صيف 2025، ما يدفعه للبحث عن تجربة جديدة يحاول من خلالها إثبات موهبته.